مؤشر التمثيل: انخفاض بالتمثيل العربي العام، وارتفاع بتمثيل النساء والخبراء في الربع الأول من 2020
تاريخ النشر: 20/05/20 | 9:10الإعلام العبري: تجاهل السلطات المحلية العربيّة !
تأثيرات أزمة الكورونا على اقتصاد المجتمع العربي باتت واضحة، كل المؤشرات تؤكد أن المجتمع العربي هو من سيدفع ثمن الازمة خاصة وأن الدعم الحكومي للسلطات المحلية العربية لم يتعد الـ 3% من مجمل ميزانيات الدعم، هذا الإجحاف الصارخ وما تلاه من إضراب لمدة أسبوعيّن للسلطات المحلية العربية، الذي عُلق بداية هذا الأسبوع، بعد الإعلان عن تقدم نوعي في اتجاه إبرام اتفاقات مع الوزارات المختلفة، لم يلقَ اي اهتمام إعلامي لائق في وسائل الإعلام العبرية.
ترى جمعية “سيكوي” أن هذا التجاهل الإعلامي ليس مفاجئًا- فهو جزء من سياسة عامة، واسعة النطاق، بكل ما يخص تمثيل المواطنين العرب في الإعلام العبري. سياسة التمييز الصارخ التى نلاحظها منذ بداية العام على خلفية أزمة الكورونا، الأمر الذي تؤكده المعطيات الأخيرة لمؤشر التمثيل لعام 2020.
حيث بيّن تلخيص “مؤشر التمثيل” الذي تقوم عليه جمعية “سيكوي” بالتعاون مع موقع “العين السابعة”، أن تمثيل المواطنين العرب، في الربع الأول من العام الجاري، شهد ارتفاعًا في البرنامج الإخباريّة واليوميّة في الراديو، بينما انخفض تمثيلهم في البرامج التلفزيونية. ووفقا لهذه المعطيات فإن نسبة المواطنين العرب شكلت فقط 2.6% من مجمل الضيوف في قنوات الراديو والتلفزيون العبريّة، في الفترة الممتدة منذ كانون الثاني وحتى نهاية آذار 2020.
كما تشير معطيات المؤشر أنه بالرغم من الانخفاض في التمثيل العام، لوحظ ارتفاع في مشاركة النساء العربيّات مقارنة مع سنوات سابقة، إذ شكّلت النساء العربيات 21.5% من مجمل المتحدّثين العرب في البرامج المختلفة (تجدر الاشارة هنا إلى أن نسبة النساء العربيّات من مجمل المتحدثين عربًا ويهودًا ما زالت أقل من 1%).
أما نسبة المتحدثين “الخبراء”، الذين تمت مقابلتهم بمواضيع اختصاصاتهم فقد ارتفعت أيضًا مقارنة مع سنوات سابقة، فتتجاوز نسبة الخبراء من مجمل المتحدثين العرب في الإعلام العبري الـ26%. وتجدر الإشارة هنا إلى معطى هام آخر؛ فقد لوحظ أن هذا الارتفاع لم ينجم عن استضافة خبراء من المجال الطبي والصحة كما كان متوقعًا في ظل تفشي الكورونا، بل أن هذا الارتفاع جاء نتيجة لاستضافة خبراء أكثر في التغطيّة الإعلاميّة لانتخابات الكنيست الأخيرة.
وتبيّن معطيات المؤشر، الذي تقوم به شركة “يفعات” للأبحاث الإعلامية للمشروع المشترك بين سيكوي والعين السابعة، أن الربع الأول من هذا العام كان حافلا بالمواد الإعلامية الإخبارية، حيث طرأ تغيير على الخارطة الإعلامية وكثرت البرامج والتغطيات الاخبارية الخاصة وذلك في ظل تفشي وباء الكورونا وكذلك بسبب الجولة الثالثة للانتخابات في البلاد في بداية شهر آذار المنصرم.
إذ شهد الربع الأول من العام، حتى نهاية آذار 2020، مقابلات مع حوالي 39 ألف متحدث بالنشرات الإخبارية المركزية في ريشت، كيشيت، كان 11 و”غالي تساهل”. من بينهم، 1000 متحدث من المجتمع العربي، أي ما يقارب الـ2.6% فقط.
“نعلم أن الإعلام العبري المركزي بإمكانه تشكيل ضغط، والتأثير على متخذي القرارات، لذلك عندما يتجاهل الإعلام العبري إضراب السلطات المحليّة العربيّة، هذا بالتأكيد يؤثر، سلبًا، على تعامل المسؤولين في الوزارات المختلفة مع القضية”. تقول كاملة طيّون مركزة مشروع تمثيل المواطنين العرب في الإعلام العبري وتضيف:” لقد كان الربع الأوّل من هذا العام حافلًا بالمواضيع والقضايا التي تستدعي اهتمامًا إعلاميًا أكبر بالمجتمع العربي، ولكن مؤشر التمثيل يعود ليؤكد أن تمثيل المواطنين العرب في الإعلام العبري ما زال غير كاف، ولا يتناسب كليًا مع نسبتنا العامة والتي تتعدى الـ 18%”.
وتشير طيّون أن “بعض المعطيات الجديدة تدعو للتفاؤل، فقد ارتفعت نسبة النساء العربيّات هذا العام أيضًا. ونلاحظ أن هذا الارتفاع في تمثيل النساء العربيّات مستمر منذ انطلاق مشروع مؤشر التمثيل، حيث شكّلت النساء العربيّات عام 2016 نسبة 13.5% من مجمل المتحدثين العرب في الإعلام العبري، بينما النسبة اليوم هي 21%”.
“ولكنه تفاؤل حذر” تقول طيّون وتتابع: “بالرغم من الارتفاع الملحوظ، إلّا أن نسبتنا كنساء عربيّات من مجمل المتحدثين في البرامج (ليس فقط المتحدثين العرب) ما زالت متدنيّة جدًا بحيث لم تتعدى في معطيات المؤشر الأخير نسبة 1%. وهذا يؤكّد أننا نعاني كنساء عربيّات من دوائر تمييز متعددة، كوننا نساء، وكوننا جزء من الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في البلاد”.