روح امرأة مشتاقة للحُبّ../ خذيني معكِ إلى العدم

تاريخ النشر: 27/05/20 | 10:23

روح امرأة مشتاقة للحُبّ..
عطا الله شاهين
عادة ما تأتيه المرأة الشّبح في العتمة، عندما تدخل من النافذة، التي يبقيها بشكل متعمد مشرّعة لامرأة شبح، يسرّ كل عتمة من رؤيتها، عند جلوسها على أريكته.. تأبى أن يشعل لها نور الغرفة.. ترغب في البوح له عن حبها، الذي تفتقده منذ أن رحلت عن هذه الدنيا.. هو يراها تماما كما لو أنها امرأة بدمها ولحمها.. يبكي عند احتضانها.. يذكرها بهمساتها، التي كانت تثيره.. فحين تأتيه يعود لماضيه مع امرأة غيّبها الموت فجأة، وبات ينتظرها كل ليلة في العتمة
تقول له المرأة الشبح: ها أنا آتي اليك كل ليلة لتراني كما أنا بشعري الطويل، وبجسدي الجذاب، وكأنني لم أمت.. يسكت قليلا، ويقول لها : لكنك بعد حين ستعودين من حيث أتيتِ، فتقول له: أنا روح امرأة لا يمكنني أن أبقى لزمن، فلا تقلق، فأنا كل ليلة أطير من كون بعيد لتراني، فماذا تريد أكثر من ذلك؟ فلا يمكن أن أعود إلى الحياة، فالموت أخذني، وصرتُ روحا، لكنني بقيت مشتاقة لحُبّكَ..

______________________

خذيني معكِ إلى العدم
عطا الله شاهين
رأيتها ذات حلم،
لكنها لم تبق أمام عيني سوى لثوان معدودات
أذكر بأنها همست في أذني بعض الكلمات
كانت تقول أنا جئتك من العدم
وقبل أن تودعني قلت لها خذيني إلى العدم..
فمنذ أن اختفت بت عاشقا لها
هي لا تشبه أية امرأة البتة،
الأنوثة رأيتها ترقص على جسدها
ففي عينيها السوداوين رأيت الحُبَّ بكل تفاصيله..
أذكر بأنها قالت هذا آخر حلم تراني فيه
فصرختُ عليها بصوت عالٍ خذيني معك إلى العدم!
فمنذ زمن أحفر العدم لأراها،
لكنني ما زلت أبحث عن بوابات العدم..
فهل يمكنني فتح بوابات العدم ذات حلم لأراها مرة أخرى؟
مرات كثيرة صرخت عليها خذيني معك إلى العدم، لكنها كانت صامتة،
لكن صمتها كان يقول اتبعني..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة