خربة الوطن خاصرة النقب
تاريخ النشر: 01/06/20 | 9:24بقلم: الإعلامي محمد السيد
عندما سجل أهالي العراقيب مثالاً في الصمود والتحدي وتكبدوا خسائر فادحة وسلطوا الأضواء من جديد على الصراع المستديم بين أصحاب الأرض في النقب وبين السلطات الإسرائيلية ، قلنا حينها أن المعركة لم تبدأ بعد .
وعندما تصدى أهالي ام الحيران لمخطط تهجيرهم الثاني ودفعوا ثمناً جسيماً بدم ابنهم يعقوب ابو القيعان ، قلنا أيضاً ان المعركة على الأرض لم تبدأ بعد.
كانت وما زالت العراقيب البوابة الغربية للدفاع عن الأرض ، وفيها أسدٌ لم يبرحها رغم الإبعاد والإعتقال والغرامات والهدم والمطاردة ، فيها الشيخ صياح الطوري الذي طوى النضال من عمره سنين طويلة وتحول هذا الشيخ الى مدرسةٍ في الصبر والصمود والتحدي.
في النقب رجال آثروا العيش كل حياتهم تحت خيمة في الصحراء على ان يتنازلوا عن اراضيهم ، في النقب رجال صمدوا وتحملوا الهدم والمطاردة وناضلوا حتى حققوا الإعتراف بقراهم .
وفي النقب أيضاً أُمراء المآسي الذين يستغلون الكوارث ليتسلقوا عليها ، وفي النقب أيضاً مجموعات التصفيق الذين لم يقدموا حتى اليوم برنامجاً واحداً لحل مشكلة هدم البيوت ومصادرة الأراضي ويصفقون للخطاب الأجوف.
اليوم نكرر مقولة المعركة لم تبدأ بعد ، لكن إرهاصاتها ماثلة أمامنا عندما وصل الخطر الى خاصرة النقب.
خريبة الوطن تمثل العمق الإستراتيجي للكثافة السكانية العربية التي ستتشابك مع بعضها لا محالة وتشكل تواصلاً جغرافياً لا يمكن شقه لا باستيطان ولا بتحريش.
خريبة الوطن ان نجح مخطط شقها فسيعزل التجمعات العربية وسيتحول المخطط الى ما يشبه الجدار وإن لم يكن اسمنتياً يحاصر أي امتدادٍ للقرى العربية ، وستتحول المنطقة الى ما يشبه المناطق المحرمة التي يُمنع حتى الاقتراب منها .
ما يجري في خريبة الوطن هو ليس مجرد تحريش للأراضي كما يروج الذين ضربوا قضيتنا بجهلهم ، فما التجريف والتحريش الا جس نبض للناس ، فأن استمروا في التمسك بالنهج القديم من خلال بناء خيمة وتوزيع الكلمات والخطابات على الخاصة من القياديين حتى يشبعوا ، وان سيروا مظاهرة وانفضوا الى بيوتهم ، وان تدافعوا امام الكاميرات للظفر بظهور على الشاشة ، فسيُضرب النقب هذه المرة في مقتل ، لأن ما يُخطط له في خريبة الوطن هو إحكام القبضة وتحريم الشريان الذي يمد النقب بالحياة عن أصحابه.
اننا يجب ان ننحني اليوم للجنة المحلية التي اخرجت الناس ونهمس في اذنها رجاءً لا تعتمدوا على النهج القديم لأن فيه كان ضياع سبعة وتسعين من اراضينا.
خاطبوا الرأي العام بعيداً عن شعارات الدفاع ونحن لا نملك المقومات ، بعيداً عن شعارات الأرض وقد ضاعت ولم يبق منها الا ثلاثة بالمائة.
اجعلوا الرأي العام معكم من خلال البرنامج العملي ، لا ترفضوا احدا ، لا تنساقوا خلف المتهور الذي قد يفقدكم قضيتكم بشعار وطني كما أفقد غيركم.
حتى اللحظة نجحت اللجنة المحلية في حشد الناس وتجميعهم محلياً ، والمطلوب الآن البدء بالخطوات العملية التي يجب ان تتمثل بالآتي:
١- قيادة النضال من خلال اللجنة أساساً وبدعمٍ خارجي واسع
٢- وضع برنامج متكامل لمطالب أصحاب الشأن والإتفاق عليه.
٣- وضع برنامج نضالي محلي وقطري والإلتزام به.
٤- اختيار ناطق رسمي باسم اللجنة يتمتع بدراية واسعة بالقضية ويجيد المخاطبة بأكثر من لغة.
٥- الطلب من الجميع الالتزام بمصدر رسمي واحد وعدم التحدث للإعلام إلا في العموميات.
٦- الترحيب بكل من يرغب في الوصول والتضامن ولجم من يريد استغلال القضية لمآرب شخصية او حزبية.
٧- تشكيل جبهة مساندة للجنة المحلية من المجلس الإقليمي ، الحركات ، الأحزاب ، الجمعيات ، الشخصيات والتشاور معها.
٨- اشراك القوى الإسرائيلية المساندة لنضالنا في كافة الفعاليات.
٩- تطوير النضال ونقله الى مقرات صنع القرار .
١٠- عدم تسييس القضية بأي شكل من الأشكال والترحيب بكل التيارات.