المعلم في المدرسة بين واقع الصعوبات ام الامنيات
تاريخ النشر: 04/06/20 | 8:58سلسة مقالات: ” التعليم نحو الافضل ”
الأستاذ احمد محاجنه – محاضر بالتقويم البديل, البدجوجيا الحديثة والتنمية البشرية ومستشار تنظيمي
المعلم في المدرسة بين واقع الصعوبات ام الامنيات
دور المعلم في المدرسة في السنوات الأخيرة اتخذ منحى جديد وغير قابل للتفسير في بعض الأحيان، حيث أصبح المعلم حسب الواقع المطالب بتغيير الحال للأفضل غير مهتمين للطرق او الأسلوب فالنتيجة هي الأسمى وهي مقياس النجاعة والنماء لتتويجه بلقب لمعلم الجيد ام المعلم السيء؟
ان دوامة الصراع الخفي في داخل مدارسنا النابع من إعطاء امتيازات لمعلم على اخر غير مبنية على أساس علمي وطرق تقويم سليمة , فكما ذكر بعض المعلمين لست ” قريب على الصحن” أي ان الاعتقاد الراهن هو من الذي يحدد مهنية وتأثير المعلم على طلابه هل هي المهنية فقط ام الوظيفة داخل المدرسة ام علاقة وتأثير خارج المدرسة على قرارات مدير المدرسة ؟
بداية سأقوم بتعريف مختصر للمؤسسة التعليمية” المدرسة “: المدرسة هي مؤسّسة تعليميّة يتعلّم فيها الطلاب الدروس بمختلف العلوم، وتمرّ الدراسة بعدة مراحل وهي الابتدائيّة، والإعداديّة، والثانويّة، كما وتنقسم المدارس الى مدارس خاصّة ومدارس حكوميّة، ويبدأ التعليم الإجباريّ عند سنّ السادسة من العمر، وذلك لإكساب الطفل أسس الكتابة والقراءة والحساب، وتعتبر المرحلة الابتدائيّة من أهمّ المراحل في توجه الطفل وبناء شخصيته.
تعريف المعلم: المعلم هو الشخص المسؤول عن توزيع المعرفة، وعن تزويد الطلاب بها، وتيسير المعلومة وتبسيطها لهم، وهم قادة فكريون يخلقون فرصاً للطلاب لترسيخ ما تعلموه وتطبيقه في حياتهم العملية.
ان الناظر اليوم للصعوبات التي تواجه المعلمين في المدارس فإنها تكون متشعبة ومركبة نذكر منها:
عدم رغبة بعض الطلاب في الدراسة؛ فيحاول الطالب الهروب من الحصة أو التشويش على المعلّم وعلى الطلاب الآخرين.
عدم توفّر المخصّصات المالية التي يحتاج إليها المعلّم من أجل تطوير العملية التعليمية؛ فالعالم يتطوّر يومياً ولا بدّ من اللحاق بقطار التطور، ويحتاج المعلّم إلى إدخال الوسائل والأدوات التعليمية الجديدة المفيدة في ترسيخ المعلومات لدى الطالب.
صعوبة التعامل مع بعض أصحاب الوظائف الذين يتقيّدون بالمهام التقليدية ولا يحاولون استيعاب اقتراح المعلّم وإنما إجباره على التقيّد بكل ما هو معلوم ومعروف.
كثرة الحصص التي تُعطى للمعلّم ممّا يؤدّي إلى إرهاقه وفقدانه للقدرة على العطاء بشكلٍ كبيرٍ، أو إجباره على تدريس مواد خارجةً عن تخصصه لتغطية النقص الذي قد يحصل في المدرسة.
التعيين في مدارس بعيدةً عن مكان السكن مما يضطرّ المعلّم أن يترك مكان سكنه الأصلي ويستأجر في مكانٍ جديدٍ مع عائلته أو تكبّد عناء السفر يومياً للوصول إلى مكان المدرسة، وهذا يستنفد وقت المعلّم وطاقته وأمواله.
المناهج او الكتب التدريسية المتعددة والمتنوعة والتكون تكون ملزمة للمعلم ولم تمر عبر استشارة مهنية.
المحسوبيات داخل المدرسة التي تكون مبنية على أساس علاقات شخصية , سياسية واجتماعية والتي بدورها تؤثر سلبيا على جودة البيئة المدرسية .
عدم تقبل الطلاب لأنظمة وقوانين المدرسية لعدم وضوحها لعدم مشاركة الاهل في بلورتها.
نقص ساعات لأصحاب الوظائف في المدرسة , المركز التربوي, مركز التقييم , مركز الاحتواء ….
رفض المعلم تطوير نفسه في مجالات ونواحي مهنية , قيادية , اجتماعية ..
افتقار لخطط ثابتة للتطور التكنولوجي داخل المدرسة
أسلوب المدير المتبع داخل المدرسة , مستبد, سلطوي , سياسي والبنّاء..
عرض توضيحي لإجابات المشاركين:
بعد مشاركة ما يقارب 265 معلم ومدير في الإجابة عن الصعوبات التي نواجهها في المدارس حيث انه تقع على عاتقنا جميعا ان ندرس هذه النتائج الواضحة بتمعن.
كل شخص منا عليه ان يتحمل المسؤولية اتجاه طلابه، وان يأخذ دورة الصحيح والايجابي اتجاه مجتمعه ,وصدق رسول الله بحديثه “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”.
اختم مقالي، انه يجب ان نبحث عن الشماعة التي نريد ان نعلق عليها فشلنا, على الرغم ان الظروف الصعبة التي نمر فيها والتغييرات السريعة في منظومة جهاز التربية والتعليم بما يتعلق بالتطور التكنولوجي والرقمي في العالم ومع وجود الكفاءات في شتى المجالات والتخصصات والجامعات المتخصصة في بلورة رؤيا مستقبلية جديدة ومتطورة لنظام التربية والتعليم بشكل عام وفي مجتمعنا العربي بشكل خاص وذلك اعتمادا على دراسات ميدانية وأبحاث علمية أجريت في السنوات الأخيرة تحت اشراف معاهد موفيت, ومطاح وغيرهم على مستوى الدولة الا انها غير منفذة بتوصياتها بشكل كامل ومدروس, رغم تبني العديد من وزراء المعارف الكثير من توصياتهم في السنوات الأخيرة لكن ليست كافية خاصة بما يتعلق في الوسط العربي.
ملاحظة: بعض المعلومات اقتبستها من مواقع مختلفة .