الفصائل الفلسطينية واستراتيجية بناء الدولة الفلسطينية
تاريخ النشر: 06/06/20 | 14:07بقلم : سري القدوة
إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية باتت مهام واضحة وصريحة في نفس الوقت فليس هناك مجال للتشكيك في مصداقية التوجه الوطني لصياغة أساس موضوعي هادف لحماية الحقوق الفلسطينية والدفاع عن المستقبل الفلسطيني ليعيش الإنسان الفلسطيني حرا كريما في أرضه وبين شعبه ويرسخ بثبات معالم الدولة الفلسطينية وحمايتها ضمن مستويات العمل في المرحلة المقبلة مما يتطلب من الجميع مضاعفة الجهد لتوحيد الإمكانيات لتشكيل موقف موحد وإجماع شامل نحو تعزيز العلاقة الفلسطينية لصياغة المستقبل انطلاقا من قاعدة الوحدة الوطنية وحماية إنجازات الشعب الفلسطيني التي هي فوق أي اعتبار.
إعادة ترتيب الوضع الداخلي الفلسطيني وتطوير أداء المؤسسات الفلسطينية لمواجهة سياسية الاحتلال والبدء في تنفيذ سلسلة من الخطوات الهامة لبناء الإنسان والمؤسسة الفلسطينية القادرة على صياغة أسس التوجه الفلسطيني وإقامة دولة المؤسسات التي تحترم الحريات العامة وتعزز القانون والأداء الوظيفي احتراما لحقوق الإنسان وحماية إنجازات ثورتنا الفلسطينية والانطلاق لتفعيل الحوار الوطني وبناء أوسع جبهة وطنية لحماية الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوقه ترسيخاً للثوابت الفلسطينية وفي مقدمتها ضمان حق العودة وتقرير مصير الشعب الفلسطيني.
إن حرص جميع الفصائل الفلسطينية على صياغة المستقبل هو الذي يحتم على الجميع ضرورة فتح حوار وطني شامل على قاعدة حماية إنجازات الشعب الفلسطيني والعمل على تشكيل جبهة وطنية إسلامية موسعة والاتفاق على وضع برنامج موحد لحماية إنجازات شعبنا والدفاع عن الحق الوطني الفلسطيني ضمن أولويات العمل النضالي ومن أجل قراءة مستقبلية أفضل وتفعيل الواقع ومتطلباته وفق رؤية شمولية لحماية الأرض الفلسطينية والتأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى أراضيه ووضع هذا الحق ضمن أولويات العمل.
إن المهام الملقاة على عاتق الفصائل الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية هي مهام واضحة وتتطلب حشد الجهود والإمكانيات ليتحمل الجميع المسؤولية التاريخية بهذه المرحلة الحساسة والدقيقة من حياة الشعب الفلسطيني التي تتكالب فيها قوى الشر للنيل من صموده وحقه المقدس في العودة لأرضه وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة.
تتجسد رؤية القيادة الفلسطينية في تحقيق أماني وتطلعات شعبنا الفلسطيني في صياغة وجودنا والكينونة الفلسطينية تأصيلاً لروح الكفاح الوطني ومجمل إنجازات ثورتنا أعظم ثورة في التاريخ المعاصر لتحقق رؤية واقعية هدفها بناء الأجيال والحفاظ على الإنسان الفلسطيني صامداً مرابطاً في ربوع أرضه أرض الحضارة والتاريخ ومهد السلام ولقد كانت رؤية القيادة الفلسطينية رؤية تاريخية ثاقبة من خلال حرصها الشديد على مواصلة ومشاركة جميع فصائل العمل الوطني في صياغة الواقع الفلسطيني بكل تناقضاته ليرسم معالم الوطن وتكتمل الصورة النضالية ولتشهد فلسطين ميلادا متجددا عبر مرحلة مهمة في تاريخ شعبنا تأتي في ظل تشابك الواقع السياسي واستمرار الاحتلال في فرض ما يسمى صفقة القرن الامريكية وفرض شروطه الهادفة لخلق قيادات بديلة عن القيادة التاريخية للشعب الفلسطيني قيادة منظمة التحرير الفلسطينية عنوان هويتنا الوطنية.
لقد تجلت الرؤية للقيادة الفلسطينية في تجسيد برنامجها الكفاحي بعد الغاء اتفاقيات اوسلو في صياغة برنامج الدولة الفلسطينية من اجل تحقيق التواصل وملئ الفراغ السياسي وحرصت القيادة على مشاركة الجميع ودعوة الكل الوطني وتفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعب الفلسطيني وتحديد برنامجها السياسي والكفاحي على المستوي الوطني والدولي وحرصها على بناء مؤسسات دولة فلسطين وصياغة برنامج المرحلة المقبلة في ضوء التطورات الجديدة والواقع القائم.