نكسة حزيران واستمرار المأساة الفلسطينية
تاريخ النشر: 07/06/20 | 19:33بقلم : سري القدوة
لم تشكل الذكرى الثالثة والخمسون لاحتلال ما تبقى من فلسطين الا ذكريات للألم والمأساة واستمرار العدوان والتنكيل بالشعب الفلسطيني وممارسة ارهاب دولة الاحتلال الاسرائيلي المنظم دون رقيب او وازع والتمادي في قتل الابرياء وحرمان شعب بأكمله من ابسط حقوقه في العيش بحرية وتقرير مصيره فعاش شعبنا فصول متجددة من مخططات حرمته من ابسط حقوق الانسان والمتمثلة في حرمانه من حقه في الحياة والعيش بكرامة حيث اقدمت سلطات الاحتلال على اعتقال المئات من ابناء الشعب الفلسطيني وأتبعت سياسة تهجير وتفريغ الارض من اصحابها وكل هذه الممارسات صاحبها في واقع الامر المقاومة لهذا الاحتلال التي تواصلت واستمرت حتى تفجير انتفاضة الغضب انتفاضة الحجارة التي ادت في المحصلة النهائية الي التمهيد والتوقيع على ما عرف باتفاقيات اوسلو التي تشهد اليوم مخالفات واضحة لبنودها وتنكر لما جاء بها من بنود ليعيد الاحتلال انتاج نفسه واستمرار نهجه السابق وإعادة احتلاله للمدن الفلسطينية في الضفة الغربية في خرق فاضح لكل المواثيق والقرارات الدولية.
وتشكل ذكرى حرب حزيران التي شنتها دولة الاحتلال العسكري الاسرائيلي على الامة العربية والشعب العربي الفلسطيني وأكملت عبرها احتلالها لكامل التراب الوطني الفلسطيني وبعض الأراضي العربية لتؤكد طبيعة هذا الاحتلال الاستيطاني الذي مارس ابشع انواع الحروب لسرقة وتزوير التاريخ وتشريد شعب بأكمله وسرقه حقوقه ومواصلته لإجراءات الضم والتهويد وإقامة المستوطنات وعزل مدينة القدس وابتاعها لسياسة تهويد الارض العربية واستمرارها في سياساتها الإجرامية واتخاذها قرارات بتنفيذ مخططها الاخطر في التاريخ وهو ضم الضم الغربية والأغوار في يونيو القادم كجزء من صفقة القرن الامريكية ضمن مخطط عدواني مستمر يستهدف انهاء القضية الفلسطينية.
ان ذكرى نكسة حزيران تكشف عن سياسة الاحتلال العنصري ومواصلته سياسته القمعية والعدوانية بحق الشعب الفلسطيني الذي يواصل تصديه لسياسات الاحتلال ويواصل تحيديه لكل المشاريع التآمرية الهادفة لتصفية الوجود الوطني الفلسطيني على أرض الآباء والأجداد ويواصل هذا الشعب العظيم نضاله جيلا بعد جيل وإنه لا بديل عن إنهاء الاحتلال واستعادة الحقوق المشروعة في الحرية والاستقلال والعودة والدولة المستقلة على كامل حدود الرابع من حزيران عام 1967 بعاصمتها مدينة القدس والمضي قدما في بناء الدولة الفلسطينية وتنفيذ قرار التحلل والانفكاك من الاتفاقيات مع الاحتلال الغاصب لحقوقنا والقاتل لأحلام اطفالنا ومستقبل دولتنا ودفاعا عن الوجود والحقوق الوطنية المشروعة ومما لا شك به ان تلك السنوات التي عايشها شعبنا في ظل هذا الاحتلال لأرضنا تكشف عن عنصريته ووحشيته وزيف روايته التي طالما استندت الى التزوير للوقائع والسرقة والتي اثبتت فشلها الكبير في تغيير الهوية العربية الفلسطينية وتشويه التاريخ الفلسطيني ومحاولة الاحتلال الدائمة الي افراغ الارض الفلسطينية من اصحابها لاستمرار مشروعه الاستيطاني القائم على سرقة الحقوق الفلسطينية.
إن المرحلة الراهنة تتطلب من جميع القوى السياسية على الساحة الفلسطينية أن تقف صفاً واحداً لدعم منظمة التحرير الفلسطينية والحفاظ على وحدة الصف الفلسطيني والتأكيد على الالتزام بقراراتها وفقاً للمصلحة الوطنية العليا للشعب الفلسطيني بعيداً عن البرامج الذاتية وتفعيلاً للصوت الفلسطيني القادر على تحقيق أهداف شعبنا واحتراماً لتوجهات القيادة الفلسطينية في حماية الحقوق وبناء مؤسسات الدولة والتي باتت تتعرض لحصار اسرائيلي شامل بهدف تمرير صفقة القرن مما يتطلب من كل ابناء الشعب الفلسطيني التصدي لمشاريع التصفية الاسرائيلية وحماية المشروع الوطني الفلسطيني.