المصالحة الفلسطينية والفرصة الحقيقية
تاريخ النشر: 08/06/20 | 10:25بقلم : سري القدوة
في قراءة للمشهد السياسي الفلسطيني نستخلص إن الإدارة الأميركية مارست الظلم ضد الشعب الفلسطيني ودعمت حكومة الاحتلال للاستمرار في جرائمها بشكل مخالف لكل القوانين والتشريعات الدولية وتتواصل جرائم الاحتلال وإجراءاته الاستيطانية والمخطط الإسرائيلي لضم أراض فلسطينية محتلة وإن الشعب الفلسطيني بكافة مكوناته وفصائله وأحزابه وقيادته لن يسمح بشرعنة الاستيطان وضم الضفة الغربية وتنفيذ «صفقة القرن» التآمرية وخاصة ان أن القيادة الفلسطينية اتخذت قرارا تاريخيا بالتحلل من الاتفاقيات الموقعة مع الحكومتين الأميركية والإسرائيلية ودعت كافة الفصائل الفلسطينية للوحدة الوطنية والالتفاف حول منظمة التحرير وعلى رأسها الرئيس محمود عباس التي تقود حراكا سياسيا لمواجهة هذه المؤامرة والخطط الإسرائيلية الأميركية.
هذا هو واقع الحال الفلسطيني وهذه هي الحقيقة التي يجب ان يتداركها الجميع قبل الانهيار الكامل لكل القيم والأخلاق والأعراف العربية والدولية والوطنية ويتم تدارك المواقف الصعبة والظروف الموضوعية التي تمر بها قضيتنا الوطنية العادلة والمؤامرات التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية وتلك النتائج التي ادت الي تراكم كل هذه الممارسات والتي نتجت عن الانقسام الفلسطيني وأننا بحاجة الي تدارك الامر قبل فوات الاوان وإعادة التأكيد مجددا على اهمية الدور التاريخي والمحوري لمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني والتمسك بالثوابت من اجل حماية المشروع الوطني الفلسطيني والعمل على بناء الدولة الفلسطينية وخاصة بعد اعلان الغاء اتفاقيات اوسلو نتيجة ما اقدمت عليه سلطات الاحتلال الاسرائيلي من مخططات لتنفيذ صفقة القرن الامريكية وسرقة الحقوق الفلسطينية.
ان الحل العادل للصراع في المنطقة يتطلب تمكين الشعب الفلسطيني من استعادة حقوقه وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وأن ذلك يعتبر العنصر اﻻساسي للسلام في المنطقة ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه العادلة في الحرية والاستقلال وان الدعوة المهمة للرئيس محمود عباس ورسالته الوحدوية للفصائل تعتبر رسالة واضحة لوضع حد لكل الافرازات السابقة واتخاذ خطوات ملموسة من قبل الجميع لاستعادة الوحدة وحماية منظمة التحرير الفلسطينية من التدمير والانهيار والعمل على سرعة انهاء اﻻنقسام الذي يعصف بالوضع الفلسطيني وأهمية استعادة الوحدة لان استمرار الوضع الحالي يمثل خطرا على مستقبل الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية العادلة.
الشعب الفلسطيني يتطلع في جميع اماكن تواجده الي ضرورة تجسيد الوحدة وحماية منظمة التحرير الفلسطينية وان يكون الجميع على قدر تحمل المسؤولية بعيدا عن الشعارات الرنانة واللغة الجوفاء التي لا تخدم مسارات الوحدة ولا مرحلة ما بعد الغاء الاتفاقيات وإنها تتساوق مع مصلحة الاحتلال وتخدم مشاريعه الجديدة ويجب ان يكون جميع الفصائل جاهزين للتعامل مع هذه الرؤية وان يتحمل الجميع المسؤولية ويتم التعامل مع رؤية القيادة الفلسطينية والفرصة المهمة لتحقيق المصالحة الفلسطينية وعلي الجميع التجاوب مع دعوة الرئيس محمود عباس والبدء بخطوات جادة نحو المصالحة بعيدا عن الاهداف الحزبية الضيقة وأول هذه الخطوات ان يتحرر الجميع من منظومة الماضي وتأثيراته السلبية والحزبية الضيقة والمصالح الشخصية.
وفي ظل استمرار مؤامرات التصفية والحصار الذي يفرضه الاحتلال فلا بد من التأكيد على أهمية الدعم العربي والإسلامي والدولي لحقوق شعبنا المشروعة لقيام دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وأن شعبنا ماضي بكل ثبات وإصرار وإرادة وصمود في مواجهة صفقة القرن الامريكية وأقوى المؤامرات الرامية لسلب حقوقه فالمؤامرات القائمة لن تنال من وحدة الشعب الفلسطيني ولا من طبيعة الدور الوطني الشمولي لمنظمة التحرير الفلسطينية ودورها الحضاري والتاريخي.