– وزهرة يانعة أخرى تذبل-
تاريخ النشر: 07/06/20 | 20:02بقلم: جَنان مناع
كلما إلتقتْ به
يهمُ للخروج من المنزلِ
تُحاوره العيون
وتخاطبه بإحساس الأم المُحِب المجنون
ولدي الغالي
لا تتأخر , لا تبتعد كثيرًا
سأنتظركَ ولن يغمض لي جفن أو عين
حتى تعود أيها الحبيب
لا تقلقي أمّاه
حتما سأعود
تقبله قبلة تلوَ الأخرى
تحضنه, تضمه إلى صدرها
وتأبى أن تطلق سراحه
يداعب خصلاتِ شعرها الأسود
الذي خطه الشيب فزادها وقارًا وجمالا
إطمئني ما هي إلا سويعاتٍ قليلة
وسأعود لأكون بين أحضانكِ وأحضان بيتنا العزيز
تتوسل إليه بعيناها النجلاوان مرارًا وتكرارًا
تمارس أجمل وأطهر حب في الوجود
حبها الذي لا يعرف الحدود
لكنه ينتصر عليها بدلاله وأسلوبه الرقيق الحنون
فتكون النتيجة خضوعها لرغبته
على الرغمِ من القلقِ اللعين
الذي يساورها كلما أراد صغيرها الإنفصال عنها
حتى لو كان لبعضِ حين
يتركها لوحدتها تناجي القمر والنجوم
يخرج مهرولًا نحو الهدف المنشود
تطلق العنان لخيالها الواسع
فتتخيله في بدلةِ الزفاف
وبجماله الجميع مفتون
تقترب منه ، تطوقه، تلامس خده الأسيل
وتهمس كم أنتَ يا نور العين
فاتنٌ جميل
تأخذ مكانها جانب الشرفة
تراقب حبات المطر المتساقطة
على زجاج النافذةِ
تراه يلاطفها من خلفِ الزجاج
ويرسل لها قبلة الوداع الأخير
تتأوه، تصرخ، تندفع
نحو الهاتف كالمجنونة
تتسمر في مكانها
رنين الهاتف يأبى أن يسكن
ترفع السماعة بعد جهد ٍ جهيد
وبأنامل مرتجفة وفلب ٍ واجف
تنطق: من المتكلم من فضلك؟
يأتيها صوتًا متسللاً عبر الأسلاك
أنا الطبيب فلان من مستشفى………….
ولدي, ولدي, تتهاوى أرضًا
يتابع: سيدتي هل أنتِ بخير
لا جواب
يصرُ على إرسال الرسالة
إبنكم وصلَ في وضع ٍحَرِج
ولكنه للأسف فارق الحياة
تلتقط الكلمات الأخيرة
تستعيد قواها لثوان ٍ معدودات
تزدرد ريقها وتسأل الصوت المجهول
قضى نحبه في حادث طرق أليس كذلك؟
نعم سيدتي
سباق سيارات مع الأصدقاء
أدى إلى خسارة أعز الأحباء
إحساس الأم لا يخيب البتَّه
أحستْ، حاولتْ وتوسلتْ
لمنع المُصاب الجَلل فأخفقتْ
وهكذا ذبلتْ زهرة أخرى
في ريعان الشباب
وإنطفأتْ
وغاب فلذة كبدها
مخلفًا وراءه
أمّا ثاكلاً وأبًا مكسور الجَنانِ حزين
وأصدقاء يتلوعون على الفراق
وحسرة ًوعويلًا وإشتياق
مؤثرة كلماتك كثيررر مبدعة في الوصف أخت
جنان إلى الأمام.