العشقُ منارُ الروح

( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )

( نظمتُ هذه الأبيات الشعريَّة ارتجالا وتعقيبا على هذا البيت من الشعر الذي أعجبني وكان منشورا على صفحة أحد الأصدقاء في الفيسبوك،وهو :
( ما العشقُ إلا ارتقاءُ الروحِ مرتبةً = تسمُو فيغدُو سليلُ الطينِ إنسانا )

وأما أبياتي الشعرية التي أعارضُ بها هذا البيت فهي:

الحُبُّ نورٌ وهديٌ ليسَ بُهتانا – كم جاهلٍ صارَ بعدَ العشقِ فنّانا
الحبُّ يُطفىءُ نارَ الحقدِ ما كذبوا – الحبُّ يجلو عنِ المكلومِ أدرانا
لولا المحَبَّةُ كان الكونُ كارثةً – لولا المَحَبَّةُ يغدُو الكونُ بُركانا
ما العشقُ إلا منارُ الروحِ يرفعُهَا – يغدُو المُحِبُّ ملاكا ليسَ انسانا
إنَّ المُحِبَّ ملاكٌ مُرهَفٌ دَنِفٌ – يفدي الحبيبَ يعيشُ العُمرَ وَلهانا
حياتهُ لحبيبِ القلبِ يبذلها – ومنهُ لم ينتظرْ عطفا وإحسانا
في هيكلِ الحُبِّ شمعٌ ضاءَ مُحترقًا – وقدَّمَ الروحَ للمحبوبِ قربانا
وإنما نحنُ في عصر ٍ يُطبِّعُهُ – سوءُ المصالحِ أضحى الكلُّ غرقانا
ومعظمُ الناسُ جمعُ المالِ هاجسُهم – باعوا المبادىءَ..صوتُ الحقِّ ما بانا
مثلُ البهائمِ لا خلقٌ ولا قيمٌ – وفي غدٍ سيكونُ الكلُّ خسرانا
الشعرُ نامَ وأضحى الفنُّ مهزلةً – واليومَ صارَ كلامُ الحُّبِ هذيانا

************
إنِّي أنا البلبلُ الغرِّيدُ في وطني – دومًا أظلُّ بعشقِ الفنِّ هَيمانا
العاشقونَ مدى الأزمانِ سيِّدُهُمْ – يمشونَ خلفي زرافاتٍ ووحدانا
وفي لوائيَ يخطو الكلُّ مُبتهجًا – ويملؤونَ الدُّنى وردًا وريحانا
والثائرونَ على الطغيانِ قد نهلوا – من نور شعريَ إقدامًا إيمانا
يظلُّ شعريَ هوَ العنوانَ مُؤتلقًا – للغانياتِ … لكلِّ الناسِ فتّانا
أنغامُ شعريَ سيمفونيَّةٌ خلدَتْ – في سحرِ شعريَ يبقى الكلُّ نشوانا
*************
حبيببة القلبِ أنتِ الشّمسُ مشرقةٌ – في حقلِ عُمريَ أعوامًا وأزمانا
شقيقة الروح يا دنيا مُلوَّنةً – أحييتِ في القلبِ ازهارًا وأفنانا
إنِّي أحبُّكِ حتى يمَّحي خبري – يُعانق الجسمُ بعدَ المجدِ أكفانا
حبيببة القلبِ يا سُؤلي ويا أملي – الفنُّ فيكِ ارتقى قد طالَ كيوانا
يا جنّة الخُلدِ طولَ الدَّهرِ وارفة – من بعدِها أنا لا احتاجُ رضوانا
تروي لظى القلب من سلسالِ كوثرِهَا. تقصي وعن مهجةِ المُلتاعِ نيرانا
وأنتِ أنتِ منارُ الروح بهجتها – لقد أعدتِ ليَ الحُلمَ الذي كانا
أنا وأنتِ شبابٌ خالدٌ نضِرٌ – مثلُ الطبيعةِ..أضحى الدَّهرُ حيرانا

( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )