القدس جوهر الصراع العربي الاسرائيلي
تاريخ النشر: 12/06/20 | 8:32إن القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية هي قلب القضية الفلسطينية وهي جوهر الصراع العربي الإسرائيلي وهي المدينة التاريخية والحضارية ولها خصوصياتها التي يتطلع إليها مختلف أبناء الديانات السماوية ولا يحق لأحد التفرد بها لأنها لكل المؤمنين وهي ملك للشعب العربي الفلسطيني وعاصمة دولتهم ولا حل للصراع ولا سلام في المنطقة مع عمليات الضم والتهويد التي ينفذها الاحتلال في القدس ولأنه لم يكن هناك سلام دون مدينة القدس ودون إحقاق الحقوق الفلسطينية المشروعة وان الأمة العربية والإسلامية وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني سيحمون القدس والمسجد الاقصى ويقفون في وجه الاحتلال الغاصب وما تتعرض له مدينة القدس من مخاطر التهويد والسرقة والضم .
الوقائع على الارض تتحدث ونستخلص من النتائج بان سلطات الاحتلال لم تكن مستعدة للسماح بقيام دولة فلسطينية وان الاحتلال تعامل مع مبادئ اتفاقيات اسلو بمفهوم العنصري والتي لا تتعدى حكم ذاتي محدود وعملوا خلال الخمسة والعشرين عاما الماضية على تفريغ أي محتوى وطني للدولة الفلسطينية واستخدموا القوة في الكثير من الاحوال وقاموا ببذل كل الجهود من خلال الاجهزة الاستخباراتية والأمنية والعسكرية والسياسة والإعلامية والدبلوماسية الاسرائيلية وعملوا في كل الاتجاهات وما هو ممكن لمنع قيام الدولة الفلسطينية مستخدمين التوسع وسياسة الضم ومضاعفة الاستيطان في الضفة الغربية لتنفيذ مخططهم .
وخلال المرحلة الماضية وفي خضم الاحداث والمجريات التفاوضية رفضت حكومة الاحتلال التطرق الي مفاوضات شاملة حول وضع القدس والمستوطنات واللاجئين والحدود وتعاملت مع القدس والضفة الغربية كجزء من دولة الاحتلال رافضين التنازل عنها او الاعتراف بالحقوق الفلسطينية فيها وهذا الامر بالطبع والنتيجة ستقود الي فشل حتمي للآليات التفاوض خلال مرحلة اوسلو وإعادة مربع الصراع القائم الى نقطة الصفر حيث لا يوجد أي فلسطيني او عربي ممكن ان يتنازل عن الحقوق والهوية الوطنية الفلسطينية والإسلامية للقدس التي هي جوهر الصراع العربي الاسرائيلي.
ان الشعب الفلسطيني وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية عملوا كل ما في وسعهم من اجل ضمان حل الدولتين ولكن الاحتلال سعى الي الدولة الواحدة وكان من المهم التوقيع على اتفاقيات وإعلان المبادئ في اسلو ولم يكن التوقيع عليها في حينه خطئ كما يحاول البعض تسويقه الان ولكن سياسات الاحتلال العنصري والتكتل اليميني هو ما اوقف أي تقدم لعملية السلام وان ممارسات الاحتلال والمستوطنات ومصادرة وسرقة الحقوق والأرض الفلسطينية هي من اوقفت اسلو ومن اعاقت أي حلول ممكنة لتوصل الي تسوية دائمة فحكومة الاحتلال فرضت حلول القوة وحولت القضية الفلسطينية الي مجرد قضية مساعدات انسانية.
فكرة أوسلو لم تعد قائمة وإنها لم تنجح في بناء أي اتفاق يؤسس للسلام ويكون اتفاق واضح مستقبلا وهذا الامر يعني بقاء واستمرار الصراع القائم فالاحتلال هو الاحتلال القائم بالقوة وفلسطين وشعبها يخضعان تحت الاحتلال وفقا لقرارات الامم المتحدة والمجتمع الدولي ومن حق أي شعب واقع تحت الاحتلال العمل على ازالة كل اشكال الظلم الواقع عليه وعلى الامم المتحدة التدخل لضمان ورعاية أي مفاوضات قائمة وستكون مستقبلا وان على العالم العمل على فرض عقوبات دولية على حكومة الاحتلال التي تحتل اراضي الدولة الفلسطينية بالقوة العسكرية ولا يعقل ان تستمر دون عقاب او تترك تضطهد الشعب الفلسطيني وتنكل به وتحرمه من ابسط حقوقه المشروعة وضروريات العيش بحرية وتقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها.
بقلم : سري القدوة
سفير النوايا الحسنة في فلسطين