حين يموت النّورس جائعا../أنشرُ خوفي على حبالِ الزّمن
تاريخ النشر: 15/06/20 | 21:07عطا الله شاهين
يرفرف جناحيه بعصبية زائدة
يشعر بجوع منذ البارحة
يحلم بسمكة ليس إلا..
فالبحر كان البارحة غاضبا ولم يجد نورس سمكة ليأكلها
النورس نام جائعا وغاضبا ..
يعود في مساء اليوم التالي..
يسرّ من هدوء البحر
عيناه لا تفارق الشاطى..
يرفرف بغضب جناحيه ويطير منخفضا
ينتظر سمكة لتخرج من زرقة البحر..
الجوع يجعله غاضبا وعصبيا
يحلّق بلا توقف فوق البحر الهادئ
لا موجات تنكد على السمك ليختبئ من غضب البحر
النورس غاضب من جوعه ..
يرغب في اسكات جوعه، الذي ببقيه في حالة هستيرية
يحلق لساعات، لكنه لم يجد سمكة تائهة على الشاطئ
يغضب ويرفرف جناحيه بقوة
يسقط من تعبه خائرا على الرمال
يلفظ أنفاسه
يموت جائعا..
تخرج سمكة بعد ساعتين..
تنظر إلى النورس نظرة سريعة
تعود إلى مياه البحر خائفة
النورس ينظر إلى السمكة بشغف، وفي عينيه رغبة لافتراسها..
عينا النورس تغلقان إلى الأبد..
فموته وهو جائع يعني معاندة الطبيعة لرغبته ..
—————————–
أنشرُ خوفي على حبالِ الزّمن
عطا الله شاهين
لا أرى أي حياة هنا بلا معاناة
فلم يعد الخوف من المستقبل مخيفا
فمنذ سرمد أعيش بقوقعة الحزن
لا هدف لي سوى العيش بسلام على كوكب أزرق
لا خوف من المجهول
أنشر خوفي على حبال الزمن
أسير على حواف الألم دون قلق من مستقبل غريب ينتظر الحياة
أحب الحياة رغم كل معاناة البشر من جنون الشّرّ المسيطر على كوكب باتت سماؤه بلا لون
أنشر خوفي من مجهول حياتي على حبالٍ لم تنقطع من سرعة الزمن
لم يعد الخوف يجفّ من شمس الجنوب
لا حياة بلا حزن..
فالسلام هو رغبة الشعوب..
لم أخطُ في دهاليز حياتي بلا حزن..
ولهذا أراني أنشر خوفي على حبالِ زمنٍ بتّ أراه غريبا بثقله
فحياتي تمرّ من أروقة جدران الخوف، لكن بحزن أبدي..