لقاء مؤثّر لأفراد عائلة بعد تعافيهم من الكورونا
تاريخ النشر: 16/06/20 | 18:53في لقاء تمّ مع كمامات وبدون احتضان ومصافحة، لكنّه كان مؤثرًا ومليئا بالمشاعر، شكر أفراد عائلة كانوا قد أصيبوا جميعهم بفيروس الكورونا، طاقم كلاليت في قسم الكورونا الذي رافقهم خلال أسابيع عديدة واجهوا خلالها الفيروس، وقد شكروا بالذات الممرضة نهال خطيب من طاقم مواجهة أزمة الكورونا والتي ساهمت بفضل يقظتها بإنقاذ حياة الأب بعد أن طلبت نقله إلى المستشفى بشكل مستعجل.وتقول نهال: “في بداية شهر آذار انضممت إلى طاقم مواجهة أزمة الكورونا في مبنى الإدارة في حيفا. خلال مناوبتي الأولى، تلقيت قائمة متعالجين مؤكدين كانت فحوصاتهم إيجابية. اتصلت لأب العائلة التي عادت لتوّها من إجازة خارج البلاد، وكانت نتائج فحوصات الأب إيجابية. كان الهدف من المحادثة مراقبة المؤشرات المختلفة التي يحصل عليها الشخص من الفحوصات الذاتية التي يجريها خلال عزله المنزلي، والاستفسار عن حالته الصحية وإرشاده بشأن كيفية الحفاظ على قواعد العزل المنزلي، بالذات بسبب عدم وصول أجوبة بعد بشأن بقية أفراد العائلة وكان من المهم حماية من لم يصب بالعدوى بعد”. وتابعت: “أخبرني المتعالج بشأن نتائج فحص تركيز الأكسجين في الدم وكان الفحص سليمًا إذ بلغ التركيز 94%، ودرجة حرارته كانت سليمة، أي للوهلة الأولى لم تكن أية نتائج مشبوهة. ووفق البروتوكول، في مثل هذه الحالة نقوم بمعاودة الاتصال به في ساعات المساء، لكن الطريقة التي تحدّث بها أثارت الشكوك لدي. كممرضة أنا متمرّسة في تشخيص حالة المرضى من خلال النظر والمعاينة عن قرب. لكن في المحادثة الهاتفية لم يكن بمقدوري مراقبة استخدام المتعالج لعضلات التنفس المساعدة، وفحص لون الغشاء المخاطي وعلامات أخرى تساعد في التشخيص ما إذا كان بضائقة أم لا. كنت قلقة، لذلك رغم أنّ المتعالج قال إنّ كل شيء على ما يرام، عاودت الاتصال به مرة أخرى وطلبت منه إجراء فحص آخر لتركيز الاكسجين في الدم وكان الفحص سليمًا مرّة أخرى، بمستوى 91-92، لكن تردّد اهتزاز الصوت والارتعاش الذي شعرت به لديه خلال المحادثة جعلني أتصل فورًا بد. رائد عبيد، الطبيب في طاقم مواجهة أزمة الكورونا، وإبلاغه بشأن هذه الحالة. د. عبيد اتصل بدوره بالمتعالج على الفور وشخّص من طريقة حديثه أنّ لديه ضائقة في التنفس، استدعى عندها الإسعاف لنقله للمستشفى. واتضح أنّنا كنا على حق لأن وضعه سرعان ما تدهور وفي اليوم التالي احتاج إلى التنفس الاصطناعي. في المستشفى قالوا أنّ وصوله السريع للمستشفى أنقذ حايته”. وأضافت الممرضة: “هذه كانت بالنسبة لي تجربة علاج مختلفة تمامًا، بحيث قمت باتخاذ القرار بالاعتماد على الحدس والشعور الذي أثير لدي كممرضة. العمل عن بعد واتخاذ القرار للحفاظ على حياة المتعالج. لقد كان هذا هو مريض الكورونا الأول الذي أتابع حالته، ولن أنساه طوال حياتي! لذلك فانّ لقاءه ولقاء العائلة بعد تعافيهم كان مؤثّرًا بشكل مضاعف. شعرت بالأسف لسماع أنّ الجدّة المتقدّمة بالعمر توفت خلال هذه الفترة نتيجة تداعيات الكورونا”.رافقت نهال خلال كل الفترة أفراد العائلة الذين وقعوا بضائقة صعبة بعد أن عادوا من إجازة ممتعة من خارج البلاد، فقد خافوا على حياة الأب والجدّة، إلى جانب الخوف من إصابة بقية أفراد العائلة بالعدوى.وتقول نهال “بذلنا انا وطاقم الكورونا والعاملات الاجتماعيات جهودًا لتوفير الدعم النفسي للعائلة التي عانت من ضائقة صعبة، تمّ منع البنات الأربعة والأم من الوقوف إلى جانب الأب الذي كان يرقد في المستشفى مع تنفس اصطناعي وتوفير الدعم له في هذا الوقت الحرج، بسبب إصابتهنّ بالعدوى. وحتى أنّه بعد يومين تدهور أيضًا وضع الام وتمّ نقلها إلى المستشفى على إثر ضيق التنفس الذي أصابها، الأمر الذي سبّب الصدمة للبنات اللواتي بقين في البيت”.
وتحدّث أفراد العائلة بتقدير كبير كيف أنّ د. رائد استمرّ بالاطمئنان على حالتهم طوال الوقت، كما تواصلت الممرضة نهال معهم طوال الفترة لمتابعة حالتهم جميعًا والتخفيف عنهم. وكانت قد عادت الأم إلى بيتها وبناتها بعد نحو أسبوعين، في حين تحسن وضع الأب ولم يعد بحاجة للتنفس الاصطناعي. ويشار إلى أنّه في قسم الكورونا في لواء حيفا والجليل الغربي ، يتم علاج أكثر من 500 مريض كورونا والذين يمكثون في بيوتهم أو في فنادق. وهذا العدد يفوق مجموع مرضى الكورونا الذين يتم علاجهم في المستشفيات في حيفا والشمال. ويتم متابعة ومراقبة حالة كل واحد وواحد منهم عن بعد على الأقل مرتين في اليوم من قبل طاقم متعدّد التخصّصات .
اطلعوا من الفيلم الى انتو في اي كورونا?