بالوحدة والإرادة قادرون على إفشال كل المؤامرات
تاريخ النشر: 19/06/20 | 12:10إن سياسة التشريد والقمع والإرهاب والاستيطان والتهويد لن تنجح في طمس الهوية الاسلامية والعربية وتدمير ما تبقى من معالم فلسطينية فالشعب الفلسطيني لن ولم يستسلم ونحن هنا على ارضنا العربية الحرة باقون ومتجذرون في هذه الأرض متشبثون بحقوقنا وهويتنا الوطنية الفلسطينية ومصممون على دحر الاحتلال وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى ديارهم.
تنبعث في الافق السياسي خطورة كبيرة في المرحلة الحالية حيث تواصل حكومة الاحتلال فرض حصارها على القيادة الفلسطينية وعزلها الكامل لمدينة القدس الى جانب ممارسات التهويد والطمس للهوية الإسلامية والمسيحية وفقاً لسياسة مبرمجة ومنهجية ترمي إلى عزل المدينة المقدسة عن محيطها وتهجير أهلها منها وتنفيذ مخطط الضم لما تبقى من الضفة الغربية ضمن ما بات يعرف بصفقة ترامب ونتنياهو والتكتل الامريكي الاسرائيلي العنصري الذي يقود مخططات التصفية للوجود والهوية الفلسطينية.
ان تلك المرحلة وهذه المؤامرات تشتد شراسة ووحشية وهمجية وما يمارسه جيش الاحتلال العسكري الإسرائيلي من اعدامات ميدانية واجتياحات يومية لمدننا وقرانا ومخيماتنا والتدمير والتجريف لأراضينا واستمرارها في حصار قطاع غزة وتنفيذ مخططات الضم بشكل مخالف للقوانين الدولية وما اقرته الامم المتحدة بخصوص وضع فلسطين وعضويتها كعضو مراقب الأمر الذي سيؤدي إلى إطالة أمد الصراع والعودة بالمنطقة وشعوبها إلى دوامات العنف ومربع الصفر ونقاط الخلاف الجوهرية على صعيد طبيعة الصراع العربي الاسرائيلي ومفاهيمه وأدواته وأساليبه والحيلولة دون جعل السلام الشامل والعادل المنشود واقعاً ملموساً على الأرض مما يتطلب الزام دولة الاحتلال بالخضوع للإرادة الدولية والاستجابة لنداء السلام العادل والشامل ووقف سياسة الاستيطان والتهويد.
ولعل تلك الخطورة البالغة التي نتجت عن الحصار المالي للقيادة والحكومة الفلسطينية انعكست على مجمل الاوضاع الفلسطينية سواء في الاراضي الفلسطينية المحتلة او واقع الحياة الصعبة في مخيمات الشتات وخاصة مخيمات سوريا ولبنان وما يتعرض له ابناء الشعب الفلسطيني من معاناة تفاقمت في ظل انتشار وباء كورونا وتوقف اليات المساعدات التي تقدمها منظمة التحرير الفلسطينية فأوضاع المخيمات أصبحت تزداد سوء في الوقت الذي ينشغل فيه العالم لتكون مرحلة من أسوأ المراحل التي يمر بها شعبنا وخاصة انه لا يزال يعاني من تداعيات النكبة ويعيش مشردا مهجرا في الوقت الذي تنعم فيه حكومة الاحتلال بالأمن والهدوء في ارض لا تملكها بوعد من الحكومة البريطانية سابقا والولايات المتحدة الامريكية حاليا والتي أعطوا الحق لدولة الاحتلال بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وأقروا هذا التمدد الاستيطاني مما نتج توقف اتفاقيات اوسلو والتراجع عن مبدأ حل الدولتين وإدخال المنطقة في دوامة الصراعات والتناحر السياسي الى ما لا نهاية.
بكل المقاييس يبقى خيار السلام هو خيار الشعب الفلسطيني ولكن لا بد من ان يكون سلام عادل وشامل ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه والاعتراف بدولته المستقلة وعلى حكومة الاحتلال العسكري الاسرائيلي وبعد كل هذه السنين أن يدركوا بأن القوة مهما عظمت لن تحل هذا الصراع وبأن الاستيطان والحواجز والجدار والحصار لن تقتل إرادة الشعب الفلسطيني وتصميمه على نيل حريته واستقلاله وان الامن والاستقرار لن يتحقق إلا بنيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة وإن إنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين سيكون الحد الأدنى لرفع الظلم التاريخي الذي أوقعته النكبة وسياسات التكتل العنصري بالشعب الفلسطيني.
بقلم : سري القدوة