رحيل رجا دبية… أوّل مهندس صوت للأفلام الروائية في فلسطين
تاريخ النشر: 21/06/20 | 6:36فقدت السينما العربية والعالمية قبل أيام، الفنان رجا دبية، وهو أحد أبرز الأسماء في مجال تسجيل وتصميم الشريط الصوتي للأفلام. وُلد رجا دبية عام 1974 في مدينة الناصرة، بدا طريقه الفني كملحن، كاتب وعازف باص مع فرقة الروك العربي، سمانا، عام 1994. أسس بعدها فرقة نشاز عام 2006.
انخرط بعدها في مجال تصميم الصوت والموسيقى في الاستوديو ومواقع التصوير عام 2001، فدخل عالم السينما من خلال الأفلام الوثائقية ليضع أول حجر في مجال الصوت للسينما في فلسطين. عمل في الأفلام بطرق متعددة في الموقع والاستوديو كمهندس صوت، مصمم شريط صوتي، لاقط صوت وملحن وعمل أيضاً في الإنتاج، حيث قام بإدارة إنتاج العديد من الأفلام الوثائقية والروائية.
عمل على أفلام فلسطينية وعالمية منها، “واجب”، “لما شفتك”، “ذا رانديفوز”، “اراب ايدول”، “عمر”، “أمور شخصية”، “3000 ليلة”، “هواء مقدس” والعديد غيرها. ما يميز رجا بأنه طور نفسه بنفسه، وأصر على جلب المعرفة والتعلم في مجال الصوت إلى فلسطين. عُرف بمهنيته الشديدة وحارب من أجل جودة الصوت في كل فيلم ومشروع شارك به.
يعتبر رجا دبية أوّل مهندس صوت للأفلام الروائية في فلسطين، واستطاع أن يبني طاقم ويعلّمه على المهنة، فلم يعد هنالك حاجة لاستقطاب مهنيين من الخارج حيث أن رجا قد ملأ الفراغ في هذا المجال. لم يقتصر عمله في مجال الموسيقى والسينما، وإنما قدم العديد من الأعمال المسرحية كملحن منها “على خد الحلم”، “حيز”، “نعم سأخون وطني”.
في حديث مع علا قدحة دبية، زوجة الفقيد، قالت: “فقدان رجا هو ألم كبير، رجا شريك القلب والفكر والعمل والإنسان الشامل بوعيه ورؤيته وممارسته للحياة. شراكتي ومرافقتي لرجا علّمتني كثيراً، وكنت محظوظة أني عشت معه”.
وتضيف: “رجا الموسيقي، مهندس الصوت، المفكّر، الروحاني والشاعر، الاجتماعي والمميز، المجتهد والمثابر، القوي والحساس، الزوج والأب، هو المعلّم الحقيقي”.
رحيله موجعاً لأقربائه وأصدقائه، وللعاملين/ات في قطاع السينما الفلسطينية، ففي حديث مع المخرجة آن ماري جاسر، قال: “على الصعيد الشخصي خسرت صديقاً عزيزاً. ومهنياً، خسرنا قلب ينبض في السينما الفلسطينية. رجا كان ركناً مهماً في كافة افلامي، ليس فقط بحقل الصوت وإنما أيضا كموسيقي ومنتج. ترك خلفه فراغاً كبيراً سيصعب ملؤه”.
أما المخرج هاني أبو أسعد، فقال: “فقدان رجا هو خسارة كبيرة، ليس فقط كزميل، إنما كأب وصديق وإنسان جميل روحاً وشكلاً”.
من الجدير بذكره، أن رجا دبيه قد عمل خلال مهنته على تمرير المعرفة للأجيال الصاعدة، حيث تُوجّت مسيرته بالعطاء الناتج عن المحبة فترك خلفه طاقم مهني يحتفى به، والكثير من المريدين/ات الذين سيفتقدون مشاركة معرفته، قيمة نادرة في هذه الأيام.