ضَيفُنَا المَقِيتْ
تاريخ النشر: 26/06/20 | 23:45في حَيِّنا ضيفٌ
أتانا يرتدي الشّرَّ وفي عينيه نار
أبلدُ الوجهِ ثقيل الظلِّ يحذوهُ الظلام
شُربُهُ دمٌّ وشمسٌ ليلُه
والوِزْرُ أسدى الضيف َلحمَاً ويَسَار
جاءَنا من كَهفِ عُزرائيل
مَخبولاً عَجولاً خَلَّفَ النَّقعَ سِتار
اشمَأَزَّ الحيُّ منهُ عافهُ
مُرتحِلاً من منزل لمنزلٍ
يُرسي به حُزناً ويُحيي غيمةً سوداء
كالسَّبعِ العجاف
أسغبَت منها الديار
أَزمَنَ فينا كداءٍ قاتلٍ
راعَ الحَمامَ المُحتفِي في ظلِّنا
بات الهديلُ شوقَ فجرٍ بَدَّدَ الأوتار
أيُّ خيارٍ نقتضي للمَأمَنِ أيُّ خيار ؟؟
أجسادُنا ضاقت بنا أرواحُنا تَهجَّدتْ
والنبضُ في القلب يدقُّ كلّ أبواب البِصَار
أينها تلك العصافير
التي قد لامست فينا حياة الطمأنينة
نشتهي الشدو الذي قد نستقي منه السكينة
ضيفُنا يا ضيفنا
ارحم ودوداً عند مرآك تبسَّم
واستقِ منه البراءة كلما
ناديتَه خوفاً تلعثم
ضيفنا … حتّامَ باقٍ بيننا ؟
أشغلتنا فيك نسينا شأننا
ضَجَّت بك دُنياكَ واصفَرَّ الفضَاء
وجهُكَ جفَّ وفارقَهُ الحَياء
نحنُ خِبْنا فانتفضنا نرمي عنّا اللَّومَ
نَتَّهِم القضَاء
والقضاءُ في سُباتٍ لا يفيق
ضَيفُنا يقتات مِمَّا يشتهي حُرّاً طليق
احمد طه