لا حُبّ في معمعة كورونا/ عندما أكون عقلانيا في تهدئة الحُبّ/ حينما أعيش حزينا بين حيطانِ الضّجر
تاريخ النشر: 28/06/20 | 12:23 لا حُبّ في معمعة كورونا
عطا الله شاهين
أراني مشتاقا لك في زمن كورونا، لكنني أقول لك: لا حُبّ في معمعة كورونا، كيف سيكون شكل الحُبّ من خوفنا من فيروس يتربص بنا، ولا ندري من أين سيأتينا، أدري بأنك أنت أيضا مشتاقة لحُبّي، ولكنك أنتِ خائفة من فيروس قاتل وتتأملين أن يختفي الفيروس كي يعود حبنا إلى نظامه السابق من لقاءات بتنا نتوق لها كل يوم، فمن كورونا تخربطت خريطة الحُبّ والمواعيد، رغم أن سهرات الصيف يبدو بأنها ستمضي دون لقاءات حُبٍّ…
أتدرين بأنني حزين، لأنني لا أمنحك حُبّا، فأنا خائف عليك في زمن بات فيروس لعين يخرّب حياتنا، فلا مواعيد للحُبّ، ولا يمكننا أن نلتقي من باب الحذر، فتفهمي موقفي من عدم رغبتي في لقائي معك.. ففي معمعة كورونا لا يمكن المخاطرة بحبنا، فانتظري موت كورونا .. فكورونا حتما سيختفي، وسنعود الى أجواء الحُبّ، فلا تحزني، أدري كم أنت مشتاقة للحب، لكن كورونا جعل حياتنا مليئة بالنكد..
—————————-
عندما أكون عقلانيا في تهدئة الحُبّ
عطا الله شاهين
أراني إنسانا عاقلا عندما يصخب الحُبّ، وأكون عقلانيا في تهدئة الحُبّ، الذي يجنّ عند غروب الشمس، مع أنك تكونين عابسة، لأنك تريدين الحب بكل فوضاه وشغبه، رغم أنني أظلّ صامتا من تذمرك غير المبرر لعقلانيتي في تهدئة الحُبّ ..
أحاول أن أكون هادئا معك، رغم تهوّرك المرتّب في اشعال الحُبّ، عبر نظراتك الصاخبة المصوبة نحو عيني، إلا أنني أظل صامتا بين يديك لفترة من الزمن، علّكِ تفهمين صمتي، لكنك تظلين عابسة بكل وجهك، لانك ترغبين حُبّا ثائرا يغيّر جو الصمت بعد أن تغرب الشمس ..
فحين أكون عقلانيا بين يديك أراني مشتاقا لك أكثر.. فلا حُبّ دون سبب مقنع، ولكنك تريدينني أن أجنّ من نظراتك تحت ضوء خافت، مع أنني مقتنع بأن عقلانيتي في الحُبّ ستسرّك بعد زمن ..
———————————-
حينما أعيش حزينا بين حيطانِ الضّجر
عطا الله شاهين
لم أجرّب العيش حزينا في وحدتي البتة في زمن ولّى، لكنني أجبرت عليها بعدما فررت من بلدي، التي تموت من حرب طال أمدها دون حلّ سياسي.. ففي وحدتي بتّ مسوّجا بحيطان الضجر، فلا شيء في حجرتي سوى مذياعا قديما أسمع منه أخبارا، فلا شيء يسرّ في مكوثي منذ زمن في حجرة مملة حيطانها لم تعد بيضاء من غبار الجبال، فالضجر لا يبتعد عني، وأراني مسوّجا به منذ أن تركت وطني رغما عني، هربا من حرب مجنونة مستمرة
ففي وحدتي أشعر وكأنني لا أنتمي للمكان، ولهذا أراني غريبا هنا في بلد تحب الغرباء، لكنني أشعر بضجر في وحدتي، التي باتت مملة من تفكيري المتواصل حول بلدي، التي تركتها منذ زمن، فالوحدة هنا تسوّجني بضجر بين حيطان غرفة صامتة
فحين أشعر بضجر مجنون أراني أهرب كل صباح صوب فناء بيتٍ لا أعلم من يسكنه، فسكانه أيضا هم غرباء.. أعود الى حجرتي، وأحاول النوم لنسيان حزني …