مسؤولية الأسرة في إدارة الأزمات
تاريخ النشر: 02/07/20 | 10:55بقلم المستشارة الاسرية والباحثة الاجتماعية
دانية خالد حجازي
تحتّم التداعيات والظروف الحالية في ظل انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) على الأسرة وأفرادها الالتزام بالتّعليمات التي لجأت إليها الدول والحكومات لتطبيق الضّوابط والتّقليل من حدّة انتشار الوباء، بفرض التزام الافراد التزام البيت والتقليل من الخروج إلّا للضّرورة.
التزمت الاسر في البداية بالبقاء في البيت من آباء وأمّهات وأبناء، حتّى كبار السن من مجتمعنا حفاظا على سلامة أنفسهم، وبالتالي أتاحت هذه الأزمة للجماعات التقارب، ففي بداية الأزمة انشغل الآباء والأمهات في شَغل الأبناء بفعالّيات لقضاء أوقات الفراغ وإشغالهم حتّى لا يمّلون من روتين الحياة التي فُرضت عليهم، وقد أسهب الأهل في ذلك حتى الإشباع والإفراط في التعامل معها، ممّا أخلّ بواجباتهم الأخرى، ومع دخول شهر رمضان أخذت الأزمة تتّفاقم ما أدى إلى اتّساع الفجوة بين الأهل والأبناء بدل تقلّصها؛ وذلك لسوء استغلال فرصة التواجد في البيوت بالطريقة الصحيّة، فمثلاً: ايام العطلة اُلزم الطّلاب من الفئات العمرية المختلفة الدراسة عن بعد بطرق ألكترونية تتيح لهم إكمال السّنة الدّراسيّة دون الذهاب إلى المدرسة، إلاّ ان تساهل الآباء مع الأبناء وإعطائهم شرعيّة السّهر مع بعضهم حتى الصّباح أعاق قيامهم بمسؤولياتهم وواجباتهم المدرسيّة . ولعلَّ من أخطر الظّواهر والمشكلات التي فرضتها المتغيِّرات في الأزمة: ما يتعلق بالأوضاع الاجتماعيّة وما جدّ عليها من مظاهر سلبيّة توشك أن تعصف بالكيان الأسري، حيث أنّ الأفراد لم يستوعبوا في البدايات الأزمة التي يمر بها العالم وبعد الحجر الصحي دخلوا في الصدمة التي اخذت بعضاً من الوقت حتى استوعبها الآباء والأولاد ، ولا شكّ انّ لهذه الأزمة آثاراً وانعكاسات نفسيّة واجتماعيّة واقتصاديّة خطيرة على الأسرة ومنها: أنّ بعض الأُسر خيّم على أفرادها الكسل والاسترخاء والفتور حتى يئسوا فأهملوا الأمور الحياتيّة كبقائهم في ملابس النوم وقضاء وقت كبير في استعمال وتصفّح الجوال الشخصي والنّوم المتكرّر خلال النّهار والإفراط في الأكل غير المنظّم ممّا أدّى الى اللاّمبالاة عند الأولاد وعدم تحملهّم المسؤوليّة ومشاركتهم بخطورة الأزمة التي لم تنته بعد، ولا نعلم متى نهايتها، لذلك أنصح الآباء والأمهّات أن يستوعبوا الوضع الحالي للأزمة وخطورة الوباء على الأبناء وإشراكهم بالمسؤولية الشخصيّة حتى يعتادوا إدارة الأزمات التي يمّر بها المجتمع والعالم ككل، فليس من المعقول أن يطمح الوالدان أن يصبح أولادهما قادة المستقبل دون إعدادهم لمثل هذه الأزمات وتحمّل المسؤوليات التي هي أولى خطوات صقل الشخصيّة وعلامات الهويّة القياديّة.