مجتمعنا يتوق للشباب
تاريخ النشر: 02/07/20 | 10:57بقلم أ. زاهي عيسى
ليس أدق من وصف ما يعيشه مجتمعنا ب”الكابوس” فقد باتت تقض مضاجعنا ليل نهار أخبار العنف الداخلي بين بعضنا البعض إضافة الى عنف المؤسسة الإسرائيلية وتَسَلُّطِها علينا، ومما زاد في البلاء غياب قياداتنا وربما اختار البعض منهم الغياب طوعاً والبعض الآخر اختار طريقا جانب فيه تطلعات شعبنا وثوابته المشتركة ، حتى أضحينا فريسة سهلة لكل من سولت له نفسه العبث بأمننا وقيمنا .
لكن ورغم كل ذلك ، وبعيداً عن الكلام المفرط في الإيجابية ، أقولها وأنا موقن بها كشاب شاهِد على شرارة تحرر الشعوب العربية والإسلامية من قيودها بداية بقيام شاب بإحراق جسده( نسال الله له المغفرة) ، وليس البوعزيزي فقط بل إنهم ألوف مؤلفة من الشباب الذين قدموا أموالهم ودماءهم أثماناً لفك قيد التحرر من عقود من الظلم والقهر والاستعمار .
ورسالتي هنا إلى الشباب ، أو إلى الذين يملكون روح الشباب ، إنكم إن فكرتم، فإنكم ستجدون أن الهمة هي أهم ميزة من ميزات الشباب الكثيرة ، ورحم الله من قال إن “صلاح الأمة في علو الهمة” .
ولنضع النقاط على الحروف، فإننا في الداخل الفلسطيني نملك من الطاقات الشبابية الهائلة، من أصحاب مبادرات فردية أو جماعية ومن كوادر وقدرات إدارية وتنموية عظيمة ،
فإذا جمعنا هذه مع إرثنا الحضاري وامتدادنا الاسلامي والعربي نكون قد جمعنا كل أسباب القوة، و لا ينقصنا إلا التوجيه واجتماع الطاقات لتنتظم في حركة بناء واستقلالية مادية وحضارية ، فبذلك فقط يمكن أن ننقذ مجتمعنا من عبودية الفكر والثقافة الدخيلة التي تصغر أمامها كل مصيبة ذكرناها بداية.
وأخيراً أقول، لا بد لنا من اتخاذ خطوات عملية تحقق ما ذكرناه ، فلنبدأ بدراسة الواقع الداخلي لمجتمعنا أولاً ، فإذا أدركنا الواقع عرفنا العدو من الصديق والمتغير من الثابت ، ثم بعد ذلك ولأنه لا خير غي علم بلا عمل، فلا بد من تعاون العاملين أو التنسيق بينهم على أقل تقدير حتى نوفر الجهود والأموال والوقت، وإن كل مطلع على الواقع يدرك وجود ذلك بين العاملين -.
وفي الخلاصة أقول، هذه دعوتنا الى الشباب الغيورين للنهوض وعدم الغفلة ولو للحظة واحدة فلقد سبق وأن كلفتنا هذه الغفلة الكثير ودفعنا أثمانا مغلظة ولكني على يقين أنها لن تطول فإن الفجر قد أرسل سلاماً .