جميعنا نعتذر لك يا طفلتي
تاريخ النشر: 05/07/20 | 12:27بقلم: *نادر ابو تامر*
هذه أقوى صورة شاهدتها في السنوات الأخيرة.
الطفلة الملاك البريئة ابنة الضحية وفاء من الطيبة تركض في الشارع بعد مقتل أمها.
إنني أعتذر لك يا ابنتي.
عذرًا لأننا عاجزون.
كيف لم نتمكن من حمايتك.
لماذا انتهكنا طفولتك المفعمة بالطيبة.
كيف سمحنا للأيام بأن ترعبك وتسرق منك بهجة الطفولة.
لماذا غدرنا براءة قلبك.
وكيف تركناك للرصيف تركضين خلف سراب..
ضاعت منك أمك.
تهالك الحنان.
ذوت الحماية وتبددت الابتسامة.
أنا أعلم أننا ارتكبنا الجريمة بحقك كما اقترفنا القتل بحق أمك..
لا أدري من يستطيع أن يعيد إليك الحياة.
من يتمكن من إعادة الطفولة إلى عينيك.
من يأخذ من الزمن وردة يسكب رحيقها في راحة يدك.
كيف نطلق سراح الطفولة من سجن الكبار؟
حبيبتي الصغيرة.
لك الحق أن تكبري ككل الأطفال.
ان تكون أحلامك بحجم السماء. وخيالك وسع المدى.
لوالدتك الرحمة وليس لنا من بعدها إلا أن نحزن لحالة مجتمعنا ونبكي فقدانها ونحاول أن نبتسم لكي تعتقدي أن الحياة لا بد أن تستمر نحو مستقبل ينتظر نجاحك وورد الطريق.