حفل افتتتاح معرض “ألم وأمل” في صالة إبداع
تاريخ النشر: 06/07/20 | 18:29“إبداع، رابطة الفنّانين التشكيليّين العرب، جمعيّة غير ربحيّة، تأسّست تجاوبًا مع الحاجة لتأطير الفنّانين ضمن إطار واحد كون الموضوع رافدًا من روافد المجتمع العربيّ الحضاريّ” ومقرّها كفر ياسيف الجليليّة.
سنحت لي الفرصة لأشارك، برفقة الفنّان جميل عمريّة، يوم الجمعة 26 حزيران 2020، حفل افتتتاح معرض “ألم وأمل” في صالة إبداع،بمناسبة اليوبيل الفضّي لتأسيس الرابطة، بدعوة من منظّم المعرض وكانزه الفنّان إبراهيم حجازي.
شمل العرض أعمال متعدّدة بأساليبها وتقنيّاتها لاثنين وثلاثين فنّانًا تشكيليًا من جميع انحاء البلاد ،حملت عنوان “ألم وأمل” وتناولت جائحة الكورونا والعنف وغيرها، ممّا نُعانيه ويؤلمنا مع بصيص أمل وتفاؤل، وجاء العنوان تيمّنًا بما قاله مؤيد الدين الأصبهاني المعروف بالطغرائي الذي نادى بتعزيز الثقة بالنفس، التمكين والقدرات الذاتيّة وعدم الاتّكال على الغير بانتظار الحظّ والنصيب:
“أعلّل النفس بالآمال أرقبها — ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل!”
كتب إبراهيم حول المعرض: “ارتأيت من خلال هذا المعرض إظهار النسيج الفنّي للفنّانين المشاركين، والتعرّف على الهويّة الثقافيّة والفنيّة لكلّ فنّان…إنّ قراءة لوحة فنيّة بحاجة لدراسة وتهذيب النفس واكتساب أدوات للتحليل وتنمية الحاسّة البصريّة والتفكير الإبداعي…هناك أعمال فنيّة ذات طابع تصويري واقعي، وأخرى ذات أسلوب تعبيري رمزي، أو انطباعية ولوحات تجريديّة لها إيحاءات بصريّة تأثيريّة”.
وجدت تفاوتًا في مستوى الأعمال المعروضة، كوني متابع ومتتبّع للمعارض المحليّة في السنوات الأخيرة، وزرت الكثير من المعارض في خارج البلاد، وعليه وِجهتي انطباعيّة بحتة.
لفتت انتباهي لوحة “غراب البين” للفنّان إبراهيم حجازي(أكريليك على قماش)؛ نشاهد الغراب الذي يرمز للشؤم والدمار الذي تغلغل في مجتمعنا وأكل الأخضر واليابس، وهناك الحمائم التي ترمز للسلام ومبعث الأمل لدحر للبؤس والظلام.
كذلك الأمر تصوير ديجتالي بعنوان “الأمل” للفنّان العكيّ منير قزموز؛ صوّر نبتة قد كبُرت وشقّت طريقها من بين حجارة أسوار مدينة عكا القاسية؛ لترسم الأمل بالرغم من الصعوبات والألم في الطريق الطويل من اجل النجاح وتحقيق الطموحات.
هناك عمل مغاير يحمل عنوان “حصار” للفنّان عبد الله كنعان(طين+قماش+أسلاك وخشب)؛ نجد الطين الطبيعي الذي يمثّل الأرض بصورة الإنسان المُشوّه بطين يغطّي وجهه، محاصَر في غيتو غزّة وكانتونات الضفّة الغربيّة خلف الجدار الفاصل العنصريّ…ما أصعب حصار الإنسان لأخيه الإنسان!
شدّتني لوحة “حكاية وطن” للفنّانة نجية أحمد ياسين(أكريليك على قماش)؛ عبارة عن رسمة تعبيريّة انطباعيّة تحكي حكاية من حكايات الوطن، تصوّر ألم فقدان البيت والوطن، النزوح واللجوء، ألم الضياع مع إزهار ربيعيّ دافئ يبعث الأمل.
بمدخل المعرض لوحة من لون آخر تجمل عنوان “عنف ومعاناة” للفنّان مبدا ياسين(زيت على قماش)؛ تصوّر بحِرقة معاناة الأطفال وضحايا العنف المستشري في وسطنا، وصعوبته حين يكون الجاني من ذوي القربى!
برز في المعرض تمثال حديديّ مغاير يحمل عنوان “الغُرزة” للفنان إيليا بعيني؛ يصوّر الوجع والأمل. هناك كرة حديديّة تمثّل فيروس الكورونا الذي انقضّ على عالمنا دون سابق إنذار وتبدو كالشمس التي تنير هذا العالم، وبالمقابل غرزات ترمز للحدود علّها تداوي الجروح وتبعث الأمل لغدٍ أفضل للبشريّة.
وأخيرًا، هناك تمثال ملفت للإنتباه بعنوان “القُبلة” للفنان أحمد كنعان (خشب زيتون)؛ ذو تقنيّة عالية ومادّة مغايرة…الأمل المنير في آخر النفق لعلّه يُخرجنا من الظلمات إلى النور.
لفت انتباهي مرافقة افتتاح المعرض “كتالوج” راقٍ مهنيّ التصميم باللفة العربيّة والعبريّة، يشمل لوحات الفنّانين المشاركة.
عوفيت وبوركتم فنّانينا والقائمين على إبداع، هذا الصرح الثقافي المميّز!
حسن عبادي