الدبلوماسية الأردنية والإجماع العربي المشترك
تاريخ النشر: 09/07/20 | 11:47بقلم : سري القدوة
لقد لعب الأردن دورا مهما في صياغة وترسيخ دعائم السلام العادل والشامل بالمنطقة وخاصة على صعيد دعم الحقوق الفلسطينية ومساندة الشعب العربي الفلسطيني في نضاله وكفاحه الوطني لنيل الحرية والعدالة والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية وقد رعت المملكة الاردنية الهاشمية مؤتمرا شاملا للدول الأعضاء في الوفد الوزاري العربي المنبثق عن لجنة مبادرة السلام العربية حيث تم الاجتماع من خلال الاتصال عبر الفيديوالمرئي حضره وزراء خارجية المملكة الأردنية الهاشمية والإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية والمملكة المغربية ودولة فلسطين إضافة إلى وزراء خارجية الجمهورية التونسية العضوالعربي في مجلس الأمن وسلطنة عُمان رئيس الدورة العادية الحالية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري ودولة الكويت العضوالعربي السابق في مجلس الأمن والأمين العام لجامعة الدول العربية حيث اكد المجتمعون الوقوف الكامل إلى جانب الشعب الفلسطيني في سعيه لتلبية جميع حقوقه المشروعة وفي مقدمتها الحق في الحرية والدولة المستقلة القابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967 على أساس حل الدولتين ووفق القانون الدولي ومبادرة السلام العربية.
تأتي اهمية هذا العمل الدبلوماسي والتحرك السياسي من اجل التأكيد على اهمية صياغة موقف عربي موحد ومشترك لمنع تنفيذ قرار حكومة الاحتلال بشان ضم أراض فلسطينية محتلة ووضع استراتجية عربية لحماية فرص تحقيق السلام العادل والشامل من الخطر غير المسبوق الذي سيمثله قرار الضم الذي يعد خرقا للقانون الدولي وتقويضا لحل الدولتين وكل الأسس التي قامت عليها العملية السلمية والجهود الدولية لتحقيق السلام العادل والشامل.
لقد شكلت هذه الخطوة المهمة الي اعادة الاعتبار لمبادرة السلام العربية ودعوة المجتمع الدولي لاتخاذ مواقف وإجراءات واضحة ومؤثرة لمنع تنفيذ قرار الضم حماية للقانون الدولي وحماية للسلام ولضرورة العودة إلى مباحثات جادة وفاعلة لحل الصراع على أساس حل الدولتين ووفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة والاستعداد لبذل كل جهد ممكن لدعم وانطلاق المفاوضات الجادة بما في ذلك العمل مع الرباعية الدولية وصولا إلى السلام الشامل الذي يضمن حقوق الشعب الفلسطيني كاملة وغير منقوصة.
ولعل التمسك بالموقف العربي الذي تضمنته مبادرة السلام العربية هوالسبيل الامثل لحل الصراع وتحقيق السلام والعدالة ولا بد ومن الضروري عدم تنفيذ حكومة الاحتلال مشاريع الضم الامر الذي سيؤجج الصراع وسيغذي التطرف وانه لا ممر غير ممر السلام من اجل اقامة اي علاقات طبيعية مع وهذا الامر يتطلب مفاوضات جادة ومباشرة وفاعلة مع الفلسطينيين للتوصل لاتفاق سلام على أساس حل الدولتين.
ان اهمية استمرار العمل مع الأشقاء والأصدقاء في المجتمع الدولي لترجمة الموقف الدولي الرافض بغالبيته الساحقة لمخططات الضم ولصفقة القرن الامريكية وإعادة الاعتبار لمبادرة السلام العربية ودعم التنسيق الفلسطيني الاردني المشترك كفيل بوضع النقاط على الحروف وإعادة إطلاق الجهود السلمية وصولا إلى السلام العادل والشامل الذي يشكل ضرورة إقليمية ودولية وخيارا استراتيجيا عربيا وان دولة الاحتلال مطالبة بإثبات حسن نواياها واعترافها وقبولها قيام دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة وعاصمتها القدس حتى تتمكن الدول العربية من إقامة علاقات طبيعية معها مبنية على الاعتراف بالحقوق الفلسطينية التاريخية للشعب الفلسطيني وانه وبدون إقامة الدولة الفلسطينية يعتبر ذلك خروجا عن الإجماع العربي وخدمة لاحتلال الإسرائيلي ومشاريع التصفية للقضية الفلسطينية.