خواطر بقلم عطا الله شاهين
تاريخ النشر: 11/07/20 | 19:19حُلْمٌ لم يكتمل..
عطا الله شاهين
ذات حُلْمٍ رأيتُ نفسي أمشي على حافة جرف صخري
بحثت هناك عن خوفي لألملمه
لم أنظر إلى منظر الطبيعة الساحر
كلما في الأمر هو لملمة خوفي بعيني المغلقتين
الحُلمُ طالت مدته على غير العادة ..
تشبّثت هناك بصخور محفورة عليها أسماء لعشاق
لعلهم سقطوا من على الجرف..
حاولت العودة من حيث جئت
تصعبّت من الدوران على حافة الجرف
الصخر عال
خيل لي بأنني سمعت صراخ امرأة
كانت تصرخ عليّ بصوت عال
قالت لا تتحرك
ابق مكانك
سأساعدك كي لا تموت..
انتهى الحلم فجأة..
لم أدرِ هل متّ في الحُلْمِ أم أنقذاني المرأة؟
فالحلم لم ينتهي بمشهده الأخير
فالحلم ظل ناقصا..
لعلّ المرأة حاولت انقاذي..
تصورت هناك نهاية الحلم بلا مشهد ..
لكنني قبل استيقاظي من الحلم تذكرت همسا في أذني همس تمسّك بيدي..
قلت لعلني أهذي من الارتفاع المخيف
صحوتُ من الحُلمِ مذعورا..
فالحلم لم يكتمل..
لربما أوقفته المرأة بطريقتها..
———————–
ثمة صمت لامرأة خلف النافذة
عطا الله شاهين
خلف النافذة تقف صامتة
ضوء انارة الشارع يبين وجهها..
لن أنظر من النافذة لأراها بصمتها المحيّر
أقف في العتمة خلف النافذة منذ زمن وأقنع عقلي لكي أراها
حيرة تريكني أو ربما عدم يقين، يقين يصرخ لماذا تقف صامتة، وكأنها تراني لأول مرة
سأتخيل بأنها ليست واقفة خلف النافذة
الأريكة حزينة بدون جلستها، تشتاق لجلستها الخجولة
أحاول أن أتخيل بأنها جالسة بخجلها المحيّر على الأريكة كما زارتني ذات زمن ولّى لتطمئن عليّ من وعكة ألمت بي
ثمت صمت لامرأة خلف النافذة
امرأة تحيّرني باعجابها بي، ولكنها مترددة بالدخول إلى حجرتي المكركبة
الصمت في عينيها هو من يشدني إليها..
لن أنظر من خلف النافذة، لأنها لربما سترحل
سأظل واقفا خلف النافذة
لعلّها من صمتها ستراجع ترددها بالدخول
أتخيل بأنني أرى رغبة في عينيها
الغيمات في هذه الليلة يكثرن في السماء ويحجبن ضوء القمر
العتمة تزداد حلكة
لا أرغب في رؤيتها امرأة اخرى
لا أريد إن أظل راغبا، وهي تقف بصمت خلف النافذة، وكأنها مترددة مثلي في رؤية بعضنا عن قرب
يعجبني صمتها المحير خلف النافذة
سأتخيل بأنها على الأريكة جالسة بصمتها، الذي يجعلني مترددا في دعوتها للدخول
ثمة صمت لامرأة خلف النافذة
لا أدري لماذا تتردد بمناداتي
لن أدعوها لتدخل
سأتركها تقرر بفك صمتها خلف النافذة
لعلها ستدرك بأنها أتت لتحدثني، لا لتصمت، وكأنها لا تريد إثارة الحُبّ..
——————————-
ثمة بوح في عينيها لم يحنْ موعده..
عطا الله شاهين
خلف النافذة أراها تقف بصمتها المعهود
ضوء انارة الشارع عكس على شعرها..
ثمة بوح في عينيها هكذا لمحا من نظراتي لها
أقف في العتمة خلف النافذة منذ زمن، وأقنع ذاتي لكي لا أدعوها
حيرة تريكني من صمت بوح عينيها
أتساءل لماذا تقف صامتة، وكأنها لا ترغب بالبوح خلف النافذة
سأتخيل لزمن بأنها رحلت
اشتاق لجلستها الخجولة على الأريكة البالية
يخيل لي بأنها جالسة بخجلها العادي على الأريكة كما زارتني ذات زمن ولّى لتبوح لي عن الحب
ثمت بوح صامت لامرأة خلف النافذة
امرأة تحيّرني باعجابها بي، ولكنني أتعجب من تمردها على الدخول رغم عينيها اللتين تريدان البوح
بوحها الصامت في عينيها هو من يشدني إليها..
لن أنظر اليها من خلف النافذة
سأظل منتظرا بوحها هنا
لعلّها ستتراجع عن ترددها بالدخول
أتخيل بأنني أرى رغبة في عينيها لبوح مختلف..
السماء بلا قمر
العتمة تزداد حلكة
لا أرغب في رؤيتها واقفة تحت ضوء عمود الانارة
لا أريد أن ادعهوها للدخول
لا أحب أن أراها واقفة ومتحيرة وصامتة
يعجبني ترددها وصمتها خلف النافذة
لن أرغمها على الدخول لتبوح بوحها لتستفزني،
لا أرى بأنني أهذي من جنون صمتها. .
لا أدري لماذا تتردد بالبوح هنا ؟
لن أنادي عليها..
سأتركها تقرر بمحض ارادتها..
لعلها ستدرك بأن البوح في عينيها لم يحن موعده….
————————-
عندما تصرّين على تركي بلا حُبّ ..
عطا الله شاهين
لست أدري لماذا لم تعودي تمنحيني حُبّا، كذاك الحُبّ، الذي منحته لي ذات زمن، وها أنت تتركينني في حجرتي حزينا، وتسافرين في عالم أحلامك.. هل لأنني هرمتُ، أم لأنني بتّ لا أفهم الحُبّ منك عندما تهمسين همساتك ..
أرجّع شريط الماضي، وأتذكّر حُبّنا، الذي كان حبّا عنيفا، أما الآن فالحُبّ تقتلينه أنتِ باصرارك على تركي بلا حُبّ لتفرّين الى عالم آخر، وها أنت لا ترغبين بالرّدّ على اتصالاتي، فلا أرغب منك أي شيء سوى الحُبّ، الذي منحتِه لي ذات زمن.. فتعالي امنحيني حبّا قبل أنْ تنسيني للأبد ..
ما أوجع اصرارك على تركي هنا بلا أي حُبٍّ منك أو حتى تحرمينني من سماع صوتك الخشن، فلم يكن يوما صوتك ناعما، الا أنك في الهمسات كنت تهمسين بصوت خيالي، لا يشبه صوتك البتة، هل لانك كنت غارقة في بِرْكة الحبّ، التي بنيتها بيدي، وحضنتك بكل حب، ومنحتك أروع أوقات من لقاءات رومانسية، أما الان فيبدو أنك تنظرين الي على أنني نسيتُ الرومانسية، ولهذا تتركينني بلا حب وحيدا بين صورك، التي علقتها على حيطان حجرتي، أما الان فلا داع لصورك، سأمزقها، فالصور تؤلمني، لانها تذكّرني بأيامنا الجميلة، فعذرا لا تغضبي على تمزيقي لصورك، فهي لا تمنحني حبّا.. أنت فقط من يمنحني الحُبّ فاصرارك على تركي بلا حب يجعلني غاضبا وحزينا فهل ستفكرين بالعودة الي، كي تمنحيني حُبّا لطالما منحنى جوّا من الشعور بطعم الحياة ..
——————-
دموع على حافة الكون
عطا الله شاهين
كانت تبكي عندما علقنا على حافة الكون ذات زمن، وفقدتْ الأمل في العودة إلى كوكبها الأزرق.. ادركت بأن الموت مصيرنا المحتم .. راحت تبكي لأنها لم تتمكن من العودة الى وطنها .. دموعها راحت تسيل في الفراغ الكوني.. كانت ترى دموعها أمامها ..كنت أبكي مثلها.. دموعي لم تتساقط هي الأخرى من على حافة الكون.. كانت دموعنا أمام أعيننا .. قالت: لا تبك فهذا قدرنا أن نموت هنا.. رغبتنا لم تمت للعودة الى كوكبنا الأزرق، لكننا تهنا هنا، ومركبتنا تحطمت، ولا يمكننا ايجادها بعدما تبعثرت بين المجرات.. كانت كلماتها محزنة، لأنني رأيت في عينيها رغبتها في الحياة.. لم تريد الموت بعيدة عن وطن تحبه، قلت لها: لا شيء لنفعله سوى انتظار موتنا، الذي بات يقترب أكثر مع هبوب عواصف رياح باردة آتية من حافة الكون.. سنتجمد هنا متعانقين.. فلا تحزني على مصيرنا الجلي، الذي هو الموت
كانت تسمعني بصمت، رغم الرياح القوية التي هبّت بقوة وكادت أن تفرّقنا عن بعض، وراحت تبكي، ولم اتمالك نفسي، وبكيت مثلها، وكانت دموعنا تسبح أمامنا كلوحة سيريالية، وفجأة توقف قلبانا عن النبض، ومتنا متعانقين، ودموعنا ظلت ترافقنا بينما كنا نعوم في فراغ معتم .