حين قرّرتِ الهروبَ إلى متاهات العدم ..
تاريخ النشر: 13/07/20 | 18:15عطا الله شاهين
أفكاري باتت متعبة منك، لأنك بتّ امرأة اخرى في احتوائي، وأصبحت تتعبينني بأحاديثك عن مواضيع خارج وعيي، ورحتُ أهرب منك لزمن، وأنعزل في حجرتي لأيام، وهناك كنت أراني أكتب نصا يسرد سردا عن الحب في زمن الكورونا، أما أنت فكنت تغضبين من كلامي، وتختفين، وكأنك دخلت في متاهات العدم، فلم يكن يسمع لك أي صوت، ولم تردّي عليّ، رغم اتصالاتي بك لأصالحك، فبحثت عنك ولم يكن لك أي أثر في البيت أو على كوكبنا، وكأنك غادرت هذه المرة بلا رجعة، فهل تعتقدين بأنني سأبحث عنك لسرمد في متاهات العدم تلك المتاهات، التي كنت تسردينها لي، حينما كنت بلا توقف في حالة تساؤل عن حُبّك لخوض تجربة الدخول الى العدم، لا لشيء فقط لتدركي بأن الوجود نقيضه العدم، وترغبين الولوج الى ميتافيزيقية العدم كي تعيشي حياة بلا سيطرة ذكورية، وكأنك ترغبين في عزل شهوتك في العدم، فحين كنت تحدّثينني عن رغبتك في الوصول إلى ما وراء الكون عبر تجاوز وعيك، الذي ستجعلينه لا يفكر الا في حياة خارج الوجود البشري، وكنت أستمع لحديثك العلمي، ولم أعلّق على كل شيء كنت تقولينه عن تفكيرك خارج نطاق وعيك العقلي.. فهل تركتني للوجود الأزلي وانعدمت في العدم كي تبتعدي عن الوجود لترتاحي من حياة ليست عادلة بقوانينها تجاه المرأة؟ فاعذريني لقد كنت تغضبينني بأحاديثك المرهقة عن مواضيع ليست لها علاقة بمادة الفيزياء، ولهذا كنت أغضب منك لا لشيء، فقط لأنك لست فاهمة ما معنى العدم، لكنك قررت الولوج في متاهات العدم كي لا تتعبيني بحديثك عن ميتافيزيقة ما وراء الكون ..