كورونا ينتشر بين الاسرى في ظل استهتار حكومة الاحتلال
تاريخ النشر: 15/07/20 | 12:06بقلم : سري القدوة
إن سياسة الإهمال الطبي والاستهتار الإسرائيلية تعد من جرائم الحرب الكبرى المتعمدة والممنهجة وهي ما جعل الأسرى هدفا لفيروس كورونا ولكل الأوبئة والأمراض الخطيرة التي تودي بحياتهم حيث تم الاعلان عن اصابة الاسير كمال أبو وعر (46 عاما) من بلدة قباطية في جنين بفيروس كورونا والأسير مصاب بالسرطان ويعاني من امراض متعددة ونتيجة الاهمال اصيب بشكل مباشر بالكورونا ويقبع حاليا في مستشفى أساف هروفيه، وفي تفاصيل ما حدث وحسب ما نشرت هيئة الاسرى والمحررين، فان الأسير أبو وعر الذي يعاني من سرطان بالحنجرة يمر بظروف صعبة وخطيرة ومعقدة تم نقله من قسم رقم 2 في سجن جلبوع الى مشفى العفولة لإجراء بعض الفحوصات ومن بينها فحص كورونا وتبين أنه غير مصاب وبعدها تم نقل الأسير مساء الأربعاء الماضي الى سجن الرملة ومن ثم تم نقله الى مستشفى أساف هروفية لإجراء عدة فحوصات ومن بينها فحص كورونا؛ ليتبين إصابته بالفيروس ونتيجة لذلك وبعدما تأكدت اصابته تم عزله كما تم عزل الأسرى في قسم رقم 2 في سجن جلبوع وان معاناة الأسير أبو وعر من السرطان بدأت تظهر معه منذ أواخر عام 2019 وقد خضع لعلاج إشعاعي بعد إهمال طبي متعمد وأنه نقل أكثر من مرة لإجراء فحوصات عبر البوسطة مقيد اليدين دون مراعاة لظروفه الصحية وأن حالته تتفاقم بشكل متواصل مما أدى الى فقدان في وزنه وصعوبة كبيرة في الكلام وأوجاع بالرقبة والرأس وهو محكوم بالسجن لمدة ست مؤبدات و50 عاما.
ان سلطات الاحتلال الإسرائيلية تتحمل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير أبو وعر وخطورة حالته الصحية الصعبة والخطيرة وباقي الاسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي وبات المطلوب فورا تدخل عاجل من قبل منظمة الصحة العالمية والصليب الاحمر الدولي للإشراف على فحص الاسرى من انتشار وباء كورونا والإسراع في التدخل لإطلاق سراحهم من سجون الاحتلال وضرورة ايضا وبشكل خاص وعاجل إجراء فحص كورونا لجميع الأسرى المرضى في سجن الرملة ولأسرى جلبوع.
ان الأسرى الفلسطينيين يعانون بالأصل من الازدحام الشديد داخل المعتقلات وعدم توافر غرف خاصة للأسرى ذوي الأمراض المزمنة الحادة والمعدية؛ ما ينذر بتفشي المرض بسرعة كبيرة في صفوف الأسرى ويشكل تهديداً لحياة وصحة الأسرى الآخرين مع تزايد معاناة الأسرى المرضى وسياسة الإهمال الطبي المتعمد والمماطلة في تقديم العلاج لهم وعدم وجود أطباء اختصاصيين وافتقار عيادات السجون إلى الأجهزة الطبية المساعدة للمرضى وخاصة أجهزة التنفس والبخاخات لمرضى الربو والتهابات القصبة الهوائية المزمنة وخاصة في ظل هذه الأوضاع المتردية ومع انتشار وباء كورونا بين الاسرى مما يهدد حياتهم للخطر الشديد.
ان منظمة الصحة العالمية والمؤسسات الحقوقية والقانونية مطالبة بضرورة التدخل الفوري والضغط على حكومة الاحتلال لاتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة والصحيحة التي من شأنها أن تمنع انتشار الفيروس بين صفوف المعتقلين وبالتالي إنقاذ حياتهم ولا بد من التحرك العاجل والتنسيق لإنقاذ حياة الأسرى والعمل على توفير الحماية الكاملة لأسرى فلسطين في سجون الاحتلال وعدم تركهم يواجهون الموت المحقق وضرورة وضع الترتيبات لحمايتهم والتدخل بشكل دولي من قبل منظمة الصحة العالمية والليب الاحمر الدولي لضمان إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال على إثر اتساع انتشار فيروس كوفيد -19 (كورونا) والخطر المحدق بالأسرى الفلسطينيين.