سحـجــة
تاريخ النشر: 24/04/14 | 8:34دُعيت الليلة لحضور زفاف هشام ابن صديقي د. محمد عقل، وكنت تعرفت إليه في أثناء دراستنا معًا في جامعة بار إيلان، في السبعينيات، فحصلنا على اللقبين الأول والثاني، ثم تفرقت بنا سبل العمل والدراسة والتأليف.
كنت أعجب من محمد الذي أصيب في رجليه بشلل، وهو يكافح ويجاهد، كنت أكبر فيه كما يكبر غيري هذا الرجل الذي يسافر، يقرأ ويكتب ويحاضر.
وصل محمد إلى مبتغاه ونجاحاته بدعم أسطوري من حرمه الرائعة، وبعزيمته التي ما وهنت، والحمد لله.
عندما كنت أقف مشاركًا في السحجة، كان هناك من يقود عربة محمد، فوقفت العربة أمامي، ونظر إلي محمد بعين الرضا والامتنان، وأشار علي أن أقترب من وجهه ليقبلني.
في أعقاب ذلك وردتني هذه الكلمات:
……………………………………..
سحـجــة
كنت الليلةَ أسحجً في عرس هشام
ابن صديقي الصابر و “الجبّار” محمد
فتمنيت:
لو كان
معنا يسحج كتفًا كتفا
لكن هو مقعد.
***
ودعوت الله
وهو مجيب من يدعو
يا حنان ويا منان!
لو تحدث معجزة
لو ينهض هذا الإنسان
ويردد في نغم أسيان
معنا في السحجة:
“الله معاكم الله”
كانت موجات الحزن على العينين ترود
قلت لنفسي:
الله هو الأقرب من حبل وريد
ذو الحول وذو الطول
لن أعجب إن قام محمد
يمشي بين ضيوف الحفل ليشكرهم
ويبوس هشامًا منتصب القامة.
لن أعجب
لن أعـ
لن….
* * *
بقلم: ب.فاروق مواسي