حُبّنا القلق في صيف كورونا/ موْتُ مرآة/ عالقٌ بين الوجود والعدم

تاريخ النشر: 22/07/20 | 7:56

حُبّنا القلق في صيف كورونا
عطا الله شاهين
أراني أتأرجح بين الوجود والعدم منذ زمن، ففي داخلي يكبر العدم، وأتساءل باستمرار ما هذا الشعور باللافائدة جراء عيشي في زمن كورونا وفي صيف حار يجن فيه كورونا؟ فأنا لست سوى الحالم عن بقاء الحب، رغم المعاناة، التي تسببها جائحة كورونا في صيف حار.. فأحيانا أراني لست بعيدا في تفكيري عن فلسفة الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر في فهمي بالشعور بالقلق تجاه مصيري، فالقلق المسيطر عليّ هو الذي يكشف معنى العدم أي الموت، فلماذا أنا موجود بعد، فأنا أمنح الحُبّ معناه، أي وجودي بات يتأرجح بين العدم، ووجودي المؤقت من خوف كورونا في صيف أراه حارا على غير العادة
أتساءل هل سأراك بعد زمن في العدم أي في كل ما أراه في الكون كما يرى الفيزيائي لورنس كراوس الكون من العدم أي أن الكون جاء من العدم؟ ولهذا سأراك مع كل ما يشكّله الكون من جاذبية وطاقة حين تنكمشين وتبيتين صفرا
فحُبّنا يعيش في قلق في هذا الصيف، من لعنة كورونا في صيف حار، فلا تفكري في الموت الآن، فأنا موجود لك، رغم قلقي على موت الحبّ بعد زمن.. سنكون سوية في العدم بعيدا عن جو القلق الوجودي من خوف يحيط بنا منذ أن بتنا ندرك بأن حُبّنا سيموت في الوجود بعد زمن لا نعرف متى سيأتي ولهذا أراني متأرجحا وقلقا بين الوجود والعدم، فلست أدري هل سنموت في معا أم سيسبق أحد الآخر رغم أننا منعزلين عن جو كورونا منذ تغوّله؟….
————————–
موْتُ مرآة
عطا الله شاهين
يُسكتها الغبار المكدّس على سطحها الملس
مرآة مهجورة منذ زمن،
معلقة على حائط تقتله الرطوبة..
تشتاق لوجه تعكسه علّها تعيد وظيفتها..
لا أحد يرغب في النظر إليها
مرآة تموت من غبار..
لا معنى من نسيانها على حائط حجرة مغلقة دون تفسير..
تموت من تركها بلا تنظيف..
رطوبة الحائط تسرّع في فقدان روحها اللامعة..
غبار ثقيل يغطيها..
تشتاق لعكس عيني امرأة حبّت الوقوف أمامها لفترة من الزمن
غبار الزمن يقتلها ورطوبة تزيل لمعانها..
—————————

عالقٌ بين الوجود والعدم
عطا الله شاهين
أراني عالقا بين الوجود والعدم منذ زمن، ففي داخلي يكبر العدم، وأتساءل كلما يخنقني اليأس ما هذا الشعور باللافائدة جراء وجودي في زمن مغاير.. فأنا لست سوى الحالم بالوصول اليكِ، رغم عدم يقيني في الخروج من بين جدران العدم وبوابات الوجود الموصدة بعتمة اللا مكان..جائحة كورونا ..فأحيانا أراني لست بعيدا عن تفكير فلسفة الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر في احتوائي بالشعور بالقلق تجاه مصيري، فالقلق المسيطر عليّ منذ ولادتي هو الذي يكشف معنى العدم أي الموت، فلماذا أنا موجود هنا أو هناك، فأنا أرغب في منح الحُبّ معناه، فأنا عالق بين الوجود والعدم..
أتساءل هل سأراك بعد زمن في العدم أي بعدما يأتيك الموت من هرمك المتسارع كتسارع تمدد الكون الى ما لا نهاية .. ولهذا سأراك بعدما تطير روحك في سماء كون لا حدود له، فهناك ستحاولين أخذي معك..
فلا تفكري في الموت الآن، فأنا موجود لك بين الوجود والعدم، رغم أنني أنتظرك أن تأتي بلا موت .. سنكون سوية في العدم بعد زمن بعيدا عن جو القلق الوجودي فلا تقلقي على يأسي رغم أنني أحاول الخروج من اللامكان للوصول اليك، ولكنك ربما ستأتين صوبي قبل أن اصلك، رغم شكوكي في قدرتي على الخروج من جدران العدم وبوابات الوجود ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة