أكدّس الحُزْنَ على رفوفِ العتمة / شبح إمرأة تأتيني لتريني اشتياقها للحُبّ..

تاريخ النشر: 25/07/20 | 10:30

أكدّس الحُزْنَ على رفوفِ العتمة
عطا الله شاهين
عيناي يملؤهما الحزن منذ زمن لا أتذكّره..
لا شيء بات يفرّح في هذه الدنيا بكوارثها وأزامتها اللا نهائية..
كل يوم أسمع أخبارا محزنة عن أناس تقتلهم الحروب ..
أحزن على أطفال يعملون بظروف خطرة كي لا يموتون من الجوع..
أعيش كل يوم في بحر الحزن من رؤيتي لعذابات الناس، التي لا تنتهي..
أدمع حين أرى امرأة تبكي على غرق طفلها أثناء هربه عبر البحرِ خوفا من الموت
فكل يوم يمرّ عليّ بلا أي فرَحٍ، وأراني أكدّس الحزن على رفوف العتمة..
أجلس على أريكتي حزينا في عتمة تلفني بستار أسود
حزني بت أكدسه على رفوف عتمة، والتي لم تعد تتسع لمزيد من الحزن..
فعيناي لا تريان إلا مشاهدا من صورٍ سوداء بلا ألوان الحياة..

—————————-

شبح إمرأة تأتيني لتريني اشتياقها للحُبّ..
عطا الله شاهين
حين تصل منهكة من سفرها عبر قطعها لمسافات كونية تنظر صوبي باشتياق جنوني امرأة شبح أحببتها ذات زمن ولكنها رحلت عني واستقرت روحها في كون آخر.. رحلت عني منذ زمن وبكيت على رحيلها لزمن.. تأتي أحيانا، لأنها تعلم بحزني على رحيلها.. تشتاق للحب، الذي منحته لها.. لا تتحدث معي حين تأتي، لكنني أعلم من بوح عينيها كم هي مشتاقة لحضني الدافئ.. لا تمكث كثيرا عندي، وتعود من حيث أتت..
ففي عينيها أرى تلهفها لعناقي، ولكن عناقها لا يدوم الا لثوان معدودات.. تنظر صوبي وتبكي، ومن بكائها أعلم بأنها راغبة كي تكون بجانبي لزمن أطول، لكنها لا تستطيع، فهي روح ومكانها في السماء في كون بعيد عن كوننا، هكذا رسمت لي مكانها في كون مواز لكوننا.. هناك حياة لا تشبح حياتنا .. هناك هدوء سرمدي على كوكب لا يشبه كوكبنا.. تأتي أحيانا وتمكث لثوان في حيزي المعتم والمضاء بضوء خافت، وتطير صوب عالمها هناك، الذي يبتعد عنا مليارات السنوات الضوئية ..
إنه اشتياقها للحب هو الذي يجعلها تأتي، لأنها تعلم بأن حُبّي لها كان حُبّا عظيما، فما أصعب لحظات فراقها حين تبتعد ببطء عني وتطير في العتمة راجعة إلى مكانها!..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة