– مَنَارُ الفِدَا – ( ” في الذكرى السنويَّة على وفاةِ القائد والشَّاعر ” توفيق زياد ” )
تاريخ النشر: 25/07/20 | 10:40( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
بكاكَ السُّهَى،والمجدُ، والفنُّ والشِّعرُ – رحيلكَ ما أقسَى ولا مثلهُ ِوزْرُ
بكاكَ النضالُ الحُرُّ يا خيرَ قائدٍ – ترفُّ على الأجيالِ آمالُكَ الخُضرُ
وقد بدَّدَتْ دُرَّ الدُّموع ِ يدُ النّوَى – وَللبُعدِ أشجانٌ يضيقُ بها الصَّدرُ
دَعَتكَ قلوبُ الكادحينَ وأجهَشَتْ – وَقد طابَ منها السِّرُّ للهِ والجَهْرُ
وَمُدَّتْ إلى الباري الأكُفُّ ضَراعة ً- وقالَ لهُنَّ الحقُّ قد ُقضِيَ الأمرُ
رثاؤكَ يُهدي المَدحَ حَقَّ ثوابِهِ – إذا ضلَّ في أوصافِ منْ دُونكَ الشِّعرُ
إليكَ مَنارَ المجدِ أجملُ باقةٍ – تتيهُ على الفنِّ الجميلِ وَتأسُرُ
وما العيشُ إلا َّ فترة ٌ مُستعَارَة ٌ – ُتردُّ ولكنَّ الثناءَ هُوَ العُمرُ
مَلاتَ الدُّنى نفحَ الكفاح ِ وسُؤدُدًا – فأنتَ مدَى التاريخ ِ حلمٌ مُعَطَّرُ
وَفجَّرتَ فينا كلَّ عزمٍ وهِمَّةٍ – وَأترَعْتَ فينا الفِكرَ فالقلبُ مُزهِرُ
وِعُذنا بذاكَ العَزمِ فانهَزَمَ الرَّدَى – وَلذنا بذاكَ الصَّرح ِ فافرَنقعَ الذ ُّعْرُ
بناصِرةِ الأحرارِ شعبٌ مُفَولذ ٌ – أبيٌّ مَدى الأيَّامِ … فجرٌ يُنوِّرُ
هَنيئا ً لشعبٍ أنتَ فيهِ مُخَلَّدٌ .. – وَصِيتكَ للأجيالِ مِسٌكٌ وَعنبَرُ
وَناصرة ُ الأمجادِ صرحُ عرينِنا – تتيهُ على الدُّنيا سَناءً وتفخرُ
مصَابٌ جليلٌ ليسَ يُسْلى وإنَّما – سيبقى مَدَى الأعوامِ نارًا ُتسَعَّرُ
بكاكَ جميعُ الناس أهلٌ وإخوَة ٌ – قلوبُهُمْ نارٌ ، وأجفانُهُمْ بَحْرُ
” وتوفيقُ زيَّادٍ ” سَمَا بنِضَالِهِ – على شرفاتِ المجدِ صوتٌ يُزَمجِرُ
بتوفيق ِ زيَّادٍ أنِيرَتْ دُروبُنا – وَأشعِلَ فينا العزمُ ، والروحُ والفكرُ
مَنارَالفِدَا خُضتَ المَعَاركَ صامِدًا – لنيلِ حُقوق ٍ، أمسِ ، قد شابَهَا هَدْرُ
وَضَحَّيتَ.. قدَّمتَ النّفيسَ لأهلِنا – وَلمْ تثنِكَ الأهوالُ والخطبُ يزأرُ
مَناقِبُكَ المُثلى وَمَنْ لم يَدِنْ بها – فإيمانُهُ كُفرٌ وَعرفانُهُ نُكْرُ
وَعزمٌ غدَا يرتاعُ من رُعبِهِ الرَّدَى – وَترفلُ في أردانِهِ الفتكةُ البِكرُ
لأجلِ حقوقِ الشَّعبِ لم تحن ِهامَة ً – وَأنتَ إلى أبنائِهِ الشَّهدُ والخمرُ
سَمَوتَ على الخطبِ العَصِيبِ وَلمْ َتهُنْ – وَحَلَّقتَ في الجلَّى جَمُوحًا كما النّسْرُ
وفي “برلمانِ “الغُبْنِ كنتَ مُناضِلا ً – وَتستلُّ حَقًّا … قد نبَا نابُهُ الغدرُ
تصَدَّيتَ جَهْرًا لليمينِ وَرِجسِهِ – وَلاذتْ بكَ الأحرارُ واندَحَرَ الشَّرُّ
وَفيكَ اليَسَارُ الحُرُّ ألهِبَ عزمُهُ – تحَدَّى الرَّزايا وانجَلى الفَدفَدُ الوَعْرُ
تركتَ لنا كنزًا ثمينا مُخَلَّدًا – وَأشعارُكَ الغُرُّ الحِسَانُ هيَ التَّبرُ
تُرَاثُكَ يبقى للشُّعوبِ مَنارَة ً – تتِيهُ بهِ الأنغامُ ، والفنُّ ، والفكرُ
فقدناكَ يا رمزَ النضال ِ ورُكنَهُ – ” وفي الليلةِ الظلماءِ يُفتقدُ البدرُ ”
غيابُكَ قد أبقى فراغًا مُؤَرِّقا ً – وَمَنْ سَوفَ يُمليهِ وقد ُقصِمَ الظهرُ
وَمَا العيشُ إلا َّ فترة ٌ مُستعارَةٌ – ُترَدُّ ، ولكنَّ الثناءَ هُوَ العُمرُ
وَذِكرُكَ يبقى كلَّما لاحَ بارقٌ – وَمَا ناحتِ الورقاءُ أو طلعَ الفجرُ
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
( الشاعر والقائد توفيق زياد ) ( الشاعر والإعلامي حاتم جوعيه )