زيارتي للشاعرة والكاتبة آمال أبو فارس والفنانة التشكيليَّة ماري روحانا
تاريخ النشر: 25/07/20 | 10:44– لقاء مع الشاعرة والكاتبة ” آمال أبو فارس ” – مؤسّسة المنتدى الثقافي القطري –
(أجرى اللقاء: الشاعر والإعلامي حاتم جوعيه – المغار – الجليل )
مقدمة وتعريف (البطاقة الشخصيَّة ):
الشاعرةُ والأديبةُ المبدعة آمال علي أبو فارس أصلها من قرية دالية الكرمل متزوّجة وتسكنُ الآن في قرية عسفيا – قضاء حيفا ، ولها ثلاثة أولاد وثمانية أحفاد .
أنهت دراستها الابتدائية في قرية عسفيا والثانوية في قرية دالية الكرمل المجاورة ..وتابعت بعد ذلك دراستها الجامعية في كلية “جوردون” في حيفا وحصلت على شهادة ( معلم مؤهل بالإضافة إلى شهادة تدريس )، ثم تابعت دراستها في كلية دار المعلمين العرب في حيفا وحصلت على اللقب الأول ( b. a) في التربية واللغة العربية، وانتقلت بعد ذلك للدراسة في كليّة ” أورانيم “حيث حصلت على اللقب الثاني ( الماجستير- m . a) في موضع تعلّم اللغات -اختصاص لغة عربية- ثمّ ودرَست بعدها دورة مدراء مؤهلين في كلية أورانيم.
عملت مع المركز التربوي لإصدار الكتب المدرسيّة “مطاح” وشاركت في إخراج كتب التّراث للمدارس الدّرزيّة.
عملت في سلك التعليم لفترة طويلة في المدرسة الابتدائية في عسفيا وما زالت تعمل حتّى الآن. وتُدرِّسُ أيضا العربية المحكيّة في كلية “إتجار” في حيفا، كما انّها تمرّر أيضا دورات للمعلّمين في “بيسجا” التّابعة لوزارة المعارف والثّقافة، كما درّست نساء (دورات حاضنات لسنّ الطّفولة المبكّرة) في كلّيّة الكرمل وكليّة “أورط”.
إنَّها شاعرةٌ وأديبة قديرة مبدعة ومشهورة على نطاق محلّي وخارجي. أصدرت العديدَ من الكتب الأدبيةِ والدواوين الشعريَّة. وهي المُؤسِّسَةُ للمنتدى الثقافي القطري، الّذي له الفضل الكبير في نشر الثّقافة في وسطنا العربي. كما رافقته صفحة فيسبوكّيّة على مستوى العالم العربيّ حيث يستقطبُها الشعراء والأدباء من كافة أنحاء الوطن العربي.
لقد أجريتُ معها هذا اللقاء الصحفي الشائق والمطول لتطلعنا فيه على أهم الجوانب والمحطات في حياتها الأدبية والثقافية.
سؤال 1 – منذ متى بدأتِ تمارسين الكتابة الأدبيَّة وكيف كانت بداياتُكِ الأولى ؟ وهل كانت هنالك عراقيل وصعوباتٌ في بدايةِ المشوار ؟
ج- بدأتُ الكتابة في جيلٍ متأخرة – قبل حوالي 10 سنوات تقريبا حيث بدأتُ انشرُ كتاباتي في صحيفةِ الحديث وفي بعض المواقع الألكترونيَّة المعروفة والمشهورة محليًّا وخارج البلاد، فكتبت الخواطر والقصص القصيرة المقالات، ثم شدّني موضوع الشّعر فبدأت أمارس كتابته قبل أربع سنوات. وكنتُ وما زلتُ أشاركُ في الندواتِ والأمسياتِ والمهرجانات الأدبيَّة والثقافيَّة – المحلية والعالميَّة، مثل: مهرجان الزجل في الأردن سنة 2019، ومهرجان الشعر في شرم الشيخ قبل عام تقريبا.. وفي العديد من الأمسياتِ والندوات المحليَّة. وكان من المقرر أن أشاركَ في مهرجان أدبيٍّ ثقافيٍّ كبير في قبرص، ولكن بسبب موجة الكورونا تأجَّلَ هذا المهرجان.
لقد شاركتُ قبل سنتين في لقاء ثقافيٍّ كبير من أجل السّلام في بيت سفيرة إيرلندا بحضور ستّ سفيراتٍ من العالم، من بينهم الميجر جنرال المسؤولة عن منظمة الأمم المتّحدة على الحدود اللبنانية والسّورية، وألقيتُ قصيدةً لي باللّغة الإنجليزية بعنوان: “الجمال بالاختلاف” وَتُرجِمَتْ هذه القصيدة إلى عدة لغات، كما شاركت في قصيدة ترجمت للغة العبرية في نشاط نسائي تابع لمنظّمة نساء يصنعن السّلام، وعنوانها “مجنونة أنا”.
لقد حصلتُ على العديد من الشهاداتِ والأوسمة التكريمية من مختلف المؤسسات والأطر والمنتديات الثقافيَّة والأدبيَّة محليا وخارج البلاد. وقد مُنِحتُ أيضا شهادة تكريميَّة بمناسبة إصداري لمجموعة كتب للأطفال من كلّية دار المعلمين العرب.
سؤال 2 – حدثينا عن المنتدى الثقافي القطري، متى تأسَّسَ هذا المُنتدى ومن هم المبادرون على تأسيسهِ وإقامتهِ؟ ولماذا أقيمَ وما هي الأهدافُ من تأسيسِهِ؟ وما هي نشاطاتُ وفعاليَّاتُ هذا المنتدى؟
ج – تأسَّسَ هذا المُنتدى قبلَ حوالي 4 سنوات وكنتُ أنا المبادرة في ذلك بمساعدة مجموعة من الشعراء والشاعرات المحليين .. والهدف إعطاء فرصة ومنبرا للشعراء والكتاب المبتدئين للنشر والإنتشار، لأنَّهُ لا توجدُ مدارس ومؤسَّسات للشعر ودعم الشعراء، ولهذا أخذنا على عاتقنا تبنِّي هذه المهمَّة من أجل دعم الثقافة والأدب المحلي . وقد أقمنا حتى الآن عشرات الأمسيات والندوات الثقافية والأدبية، وخرَّجنا العديدَ من الشعراء الذين حالفهُم الحظ والوقوف على منبر منتدانا لأول مرَّة في حياتهم، والعديد من هؤلاء وصل إلى مستوى عال وراق في الكتابةِ والإبداع وحقَّقَ شهرة وانتشارا واسعا. وما زلنا نتابعُ هذا النهجَ حتّى الآن لولا انّ الكورونا حدّت من فعاليّاتنا.
أقمت صفحة للمنتدى على الفيس بوك كما ذكرت سابقا، وهناك نشاطات وفعاليَّات على الفيسبوك تستقطبُ الشعراء والأدباء من مختلف أنحاء الوطن العربي. كما يحظى هؤلاء الشعراء بتحرير قصائدهم على موقع ( بورتال الكرمل) الذي أحرِّرُ صفحته الادبيّة، كما كنتُ أفعلُ ذلك في صحيفة الحديث لصاحبها ومحررها الأديب والإعلامي الأستاذ فهيم أبو ركن. وممَّا يُميِّزُ هذا المُنتدى هو البساطة والشفافيَّة في التعامل وإعطاء الفرصة لكلِّ إنسان مبدع بعيدًا عن المصالح الشخصيَّة والمناصب والسّياسة والتعالي! فهدفنا الأسمى هو دعم الحركة الثقافيَّة والمشهد الثقافي والأدبي المحلي مجّانا وبدون مقابل.
سؤال 3-أنت حقَّقتِ شهرةً واسعةً على الصعيدِ الأدبي والثقافي – محليًّا وخارج البلاد، كيف وصلتِ إلى كلِّ هذا؟
ج – الفضلُ إلى ذلك يعودُ إلى مواقع التواصل الإجتماعية (الفيسبوك)، الذي أعتبرُهُ نعمة وليس نقمة كما يظنُّ البعضُ . فنحنُ اليوم في عصر أصبحَ الكتابُ فيه هامشيّا، والمطالعةُ شيئا ثانويًّا،لأنّ المطالعة واستقاء المعلومات على أنواعها قد تحولت إلى المجال الإلكتروني وليست من الكتاب. فالكتابُ يتحدَّثُ إلى العقل ويعالجُ ويعرضُ أفكارا ذهنيّة تدور في رأس المتلقّي، بينما خفّ اليوم وهجُ ظاهرة الكتاب، وتحوَّلَ الأمرُ إلى اكتساب واستقاءِ المعلومات عن طريق محفزّات لحاسّتي السَّمع والبصر فخفّ استعمال العقل عند جيل اليوم بسبب الإثارات الحسّيّة والبصريّة. وسبب هذا التحوُّل هو دخولنا على عالم التكنلوجيا.
لقد أصبحَ باستطاعةِ أيِّ شخص وكلِّ انسان أن يكون كاتبا وشاعرا لأنه يملكُ الوسائلِ المُتاحة للوصول إلى الجمهور في وقت قصير. ولكن في النهاية لا يبقى في الوديان إلّا حجارتها بعد ان يجفّ السّيل ولا يخلد غير الأدبُ الحقيقي الإبداعي.
لقد حظيتُ بأن اصبحَ كاتبةً وشاعرة بين ليلة وضحاها لأنني أتناولُ مواضيعَ إنسانيَّة بَنَّاءة تتناول وجع الإنسان منذ أن يولد وحتّى يموت، إنّها تلائم كلَّ زمان ومكان: كالمحبَّة والغيرة والحسد والفراق والخير والشّر والوجود وما على ذلك.
ولكوني تناولتُ وعالجتُ مواضيعَ إنسانيَّة وأمَميَّة تعالجُ وتهتمُّ بمشاكل الإنسان في كلّ مكان وفي كلِّ بقعةٍ على هذه الأرض، كما أظنّني ألامس قلب القارئ فيما أكتب وهذا ما صرّح لي به الكثيرون من قرّائي. أسلوبي في الكتابة ( الشعريَّة والنثريَّة ) أتاح لها الوصول إلى قلوبِ الناس في كلِّ مكان – محليًّا وخارج البلاد. وقد أنعم الله عليّ بالتمكّن من اللغة العربيّة فأنا أكتب وأراجع لغويّا وكل إنتاجي هو ملك لي وحدي!
لم أتغنّ بالوطن الّذي يكتب فيه الاخرون لكي أحظى بالتّصفيق، ففي نظري ان الوطن والوطنيَّة تبدأ وتنتهي بمحبَّةِ الإنسان لأخيه الإنسان. فالأرضُ لله وعندما يغادرها الإنسانُ، لا يحملُ معهُ شيئا من حطامها؛ فيتركها فارغ اليدين. والذي يبقى هو ذكرُهُ وأعمالهُ الصالحة. ولا أعجب إلّا من الّذي يظنّ نفسه مالكا لما بين يديه! فكل شيء هو ملك لله عز وجلّ، ولا نملك السّيطرة على نفسِنا الذي يدخل للرئتين ويخرج منهما بصورة تلقائية؛ فكيف نتحكّم في ما ليس لنا؟
سؤال 4 – أنتِ تكتبين الشعرَ والخواطرَ والمقالة الادبيَّة والقصَّة، في أيِّ المجالات والألوان الأدبيَّة تجدين نفسَكِ أكثر، وتستطيعين التعبير عنها وعن مشاعرِكِ بشكلٍ أفضل واوسع؟
ج 4 – أجدُ نفسي في الخواطر والقصص القصيرة وفي القصائد العموديَّة التي جذبتني في الآونةِ الأخيرةِ وأصبحتُ عاجزة عن الكتابة والتعبير في أنماط وألوانٍ غيرها. الشعرُ العمودي الكلاسيكي يلائمُ شخصيَّتي جدا لأنَّهُ يتّصِفُ بالحكمة والإيجاز، وأجدُ نفسي أحيانا بعيدةً عن الثرثرةِ والمزايدات في الكلام. المُهمُّ عندي هو نقلُ الفكرة بحذافيرها إلى المُتلقي بأسلوب جميل مقنع ومفهوم وبعبارات سهلة يفهمها كلُّ قارئ على اختلاف ثقافته. وقد قلّدني منتدى شعراء الفصحى الأردني وسام “شاعرة” في كلّ ما ينسب لمضامين الشّعر العمودي والتّمكّن به.
سؤال 5 -كم كتابا أدبيا وديوان شعر أصدرتِ حتى الآن؟
ج -أصدرتُ ديوانين من الشعرِ والثالث جاهز سيصدرُ قريبا.
الديوان الأول الذي أصدرته بعنوان 🙁 أنا وهي) والثاني بعنوان 🙁 من أكاذيب العاشقين ) .
كما أصدرتُ كتابين للأطفال: (الحلزونة سناء) وكتاب ( شوكولاتة).
سيصدر لي قريبا أيضا كتابان:
1) قصص قصيرة وخواطر.
2) من السلف الصالح.
سؤال 6 – ما هو حظُّكِ من الصحافةِ والإعلام وتغطية أخباركِ ونشاطاتك الأدبيَّة والثقافيَّة؟
ج- حظي كان وما زال في الإعلام جيّدا، وقد أجروا معي العديدَ من اللقاءاتِ الصحفيَّة المطولة في مختلفِ وسائل الإعلام المحليَّة مثل : إذاعة الشمس وتلفزيون وراديو مكان .. وعملتُ في إحدى الإذاعات (راديو فيسبوك منكم) لصاحبها الإعلامي السيد فهيم أبو ركن، وكنتُ أنا المُحاورة ومقدمة البرنامج الى جانب السّيّد فهيم أبو ركن، فاستضفنا العديدَ من الشعراءِ والفنانين في هذا البرنامج.. ونشرتُ إنتاجي الكتابي في معظم وسائلِ الإعلام المحليَّةِ ومواقع عديدة خارج البلاد، حظيت بلقب (شاعرة) من مجمع شعراء الفصحى، للشعر العمودي، وحصلت على تكريمات عديدة أهمها من الدكتور غازي أبو كشك، والسوداني الرائع حسام الدّين سرداب، والإعلامي السيد شاكر فريد حسن اغبارية، وقد كانت هذه التكريمات كمفاجآت بالنسبة لي حيث لم اعرف عنها من قبل! لا أنسى المكالمة الهاتفية التي تبقيتها من الاديبة الكبيرة سعاد قرمان حين قالت لي: هل انت امال أبو فارس؟ اتصلت لأعطيك لقب شاعرة فها هو كتابك “من أكاذيب العاشقين امامي، وبدأت تقرا لي بعضا منه. ثم اتصل بي بعدها الدكتور بطرس دلّة ليقول لي الكلام نفسه ويعبّر عن إعجابه بالكتاب! الاتصالان كانا بمبادرة عفويّة منهما! وكنت مترعة بالسعادة بهذه الشّهادة من كاتبين كبيرين!
سؤال 7- ما هو رأيُكِ في ظاهرةِ التسيُّب والفوضى الموجودة على الساحة الأدبيّة المحليَّة وتكريم كل من هبَّ ودب وأشخاص لا توجدُ لهم أيَّةُ علاقة مع الأدب والثقافة من قبل بعض المؤسساتِ والمُنتديات والأطر التسكيفيَّة. وإقامة المنتديات والأمسيات الهزيلة من قبل الجمعيَّات والمنتديات ودعوة الشويعرين والمُستكتبين والذين كتاباتهم دون المستوى. وفي نفس الوقت هذه الجمعيَّات والأطر والمؤسسات التسكيفيَّة تُعتِّمُ على الشعراءِ والأدباءِ الكبار والمبدعين وخاصَّة الوطنيين والمناضلين منهم ولا يدعونهم إطلاقا إلى الأمسيات والندوات التي تقامُ؟
ج – مع أنّني لا أملك الحق في تصنيف الشّعراء من الأفضل للاسوأ، ولست أفضل من أحد! لكن وبكل صراحة للأسفِ فإن هذه الظاهرة موجودة بشكل بارز وظاهر للعيان. فاختيار الأشخاص للجوائز على اختلافها يعتمد على العلاقات الشّخصية أو اليد الطائلة، وإلّا لما رفض أشخاص في قمة الابداع وحظي بها من لا يستحقها. وانا شخصيّا لم أقدّم لأيّ جائزة ولا أنوي ذلك لانّني أرفض أن أتوجّه لأحد كي يدعمني في ذلك، فلم أعتد على مد يدي لغير الله!
إن هذا أمر لمُحزنٌ ومؤلم حقّا؛ حيث يحظى بالتكريم من لا يستحقّهُ. فهنالك الأدباء والشعراء الكبار المبعدون المُهَمَّشون. ولا أدري ان كان سببَ ذلك هو الحظ أم سوء الحظ. أم أنَّهُ التهميشُ والتعتيمُ المقصود والمُتعمَّد على أدبهم وإبداعهِم الراقي! لكن لو أردت أن تقرأ كتابا وبكل صدق! هل تتوجّه لكتاب ركيك؟! إذن لن يبقى في الوديان إلّا حصوها!
سؤال 8 – رأيُكِ في مستوى الشعرِ والأدب المحلي ومقارنة مع المستوى خارج البلاد؟
ج – يوجدُ عندنا شعراءٌ وأدباء كبار ومبدعون وعلى مستوى عال جدّا ويضاهي مستوى الشعراء والمبدعين في الوسط العربي! لكنّنا في زمن الوفرة والكثرة تماما كما في الأسواق وفي المجمعات التّجارية فالشّعراء بعدد حبّات الرّمل والكتّاب كذلك، فنتجت صعوبة في اختيار ما نقرأ، ولم نعد نفرّق بين الصالح والطّالح في هذه الوفرة! كما انّنا لا نعلم مَن يكتب لمَن، ومن يراجع لمن، وهل النصّ فعلا تابع لهذا الشخص أم ذاك! فهناك تعتيم كامل على بعض من الإنتاج الأدبي! هناك من لا يتقن كتابة الشّعر العمودي، وفجأة تكتشف له قصائد في ديوانه! كيف ذلك؟ الله وحده العالم بذلك!
سؤال 9 – الشعراءُ والأدباءُ المفضلون لديكِ ؟؟
ج – أنا أقرأ للعديد من الشّعراء المحليّين، وهنالك القصائد التي تلفت انتباهي وتُعجبني بغضِّ النظر عن كاتبها. فأنا أحبُّ الكلمة الحلوة والهادفة التي تحاكي أحاسيسي ومشاعري وتلائم مبادئي وقناعاتي …وأخصُّ طيّبَ الذكر المرحوم الشاعر مفيد قويقس. لكنّني لو أردت أن اقرأ فإن ذائقتي تسبقني للكتب التاريخية العلمية الفلسفية المفيدة الزاخرة بالحكمة وفهم الحياة وفلسفتها، وعلى رأس هؤلاء العملاق مارون عبّود.
كما أنّني أريد أن أنوّه إلى كتب الفيلسوف معين حاطوم التي حظيت بقراءتها للأسف بعد مماته وكان لها الأثر العميق في فهمي وإدراكي للحياة والوجود!
سؤال 10 – رأيُكِ في مستوى النقد المحلي ؟؟
ج-هنالك العديدُ من النقاد المحليِّين، ولكن موضوع النقد بشكل عام أصبحَ غير موضوعي، لأنه يفتقر إلى النزاهةِ بسبب عدم اقتحام الناقد من الإحراج وبسبب المصالح والمآرب الشخصيَّة والحفاظ على ماء الوجه. فمعظمُ النقد يكونُ مبطنا وغير صريح… والسببُ كما قلتُ في عدم اقتحام الناقد من الإحراج. ثمَّ ان السوق الأدبيَّة أصبحت مُكتضَّةً كالأسواق التجارية وفيها كل من هبَّ ودبّ.. فكيف تقيّم وكيف تفاضل بينها؟! في النهاية كلّ يقرّر ما الذي يعجبهُ حسب مستواه الثقافي والفكري. أحيانا أضحك حين أرى مهازل أمام عيني لمداخلات كلّها نفاق و”مسح جوخ”… فالأدب “حكلّي تحكلّك” “حطلّي لايك وبحطلّك لايك! ويمكن يكون اللايك بدون ما يقرا النص…!”
سؤال 11 – رأيُكِ في جائزة التفرُّغ السلطويَّة من جميع النواحي ..وهل قدَّمتِ أنتِ لها ؟؟
ج – لم أقدِّمْ إليها إطلاقا ولا أنوي ذلك في المستقبل لأنها لا تتلاءم مع مبادئي ، فأنا أرفضُ رفضا باتا أن أتوَجَّه لأحدٍ ما من أجل الحصول على شهادةٍ أو مكافأة. ومن يريدُ أن يكافئني فليبادر هو إلى ذلك بدافع منه ، ولأنه يجد استحقاقا في ذلك.
سؤال 12- أكثرُ عملٍ وإنجاز أدبي لكِ تعتزِّين به ؟؟
ج – قصيدة (الجمال بالاختلاف ) لأنها تعلّم وَتُدَرَّسُ في المدارس عندنا في (يوم تقبَّل الآخر) والتي ترجمت إلى عدة لغات، وقمتُ بإلقائها بالغة الإنجليزيَّة في بيت سفيرة ايرلندا كما ذكرت سابقا. كما أنّني أحب كلّ كلمة خرجت من مدادي لأنّها استنزفت ما يكفي من أحاسيسي ومشاعري، وأصبحت بعضا منّي!
سؤال 13 – طموحاتُكِ ومشاريعُكِ للمستقبل ؟؟
ج – سأتابعُ نشاطي الأدبي والثقافي الذي بدأتُ بهِ وسأتفرَّغُ لكتابةِ رواية كبيرة عندما أخرجُ من سلك التعليم والتدريس إلى التقاعد، سأخرج للنّور ثلاثة كتب جاهزة وانا انتظر الوقت المناسب لذلك.
سؤال 13 ) كلمةٌ أخيرةٌ تحبّين أن تقوليها في نهايةِ اللقاء ؟؟
ج- لقد أقمتُ في بيتي العديدَ من اللقاءاتِ الثقافيَّةِ والأدبيَّةِ ومن أجلِ السّلام بحضور فنانين وكتَّابٍ من جميع الطوائف وبحضور سفراء من خارج البلاد. فهدفي أن أتابع هذا النّشاط، وان يَعمَّ العالمَ جوٌّ من المحبَّة والمودَّة والتآخي والابتعاد عن التزمُّت والتعصُّب الذي يفتكُ بالبشريَّة كالتعصُّب الديني والعرقي واللوني والعقائدي. أتمنَّى من كلّ قلبي أن تعمَّ المحبَّةُ ويعمَّ السلام ُ جميعَ أنحاءِ المعمورة.
وكلمة أخيرة: أشكركَ جزيلَ الشكر أخ حاتم على هذا اللقاء المطول الذي أجريتهُ معي، وأتيحَ فيهِ التطرق إلى مواضيع وقضايا هامة.
( أجرى اللقاء : الشاعر والإعلامي حاتم جوعيه – المغار – الجليل )