حكومة الاحتلال تتخلى عن الضم لمصالح ترامب الانتخابية
تاريخ النشر: 13/08/20 | 11:12بقلم : سري القدوة
في تصريحات تسارعت وسائل اعلام امريكية وإسرائيلية على تداولها المح خلالها رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب تراجع عن دعم مخطط الضم الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة وأن ذلك ليس في سلم أولوياته على حد تعبيره وخاصة في الوقت الراهن وقال نتنياهو (إنه كان واضحا منذ البداية أننا لن نتمكن من فرض سيادتنا على مناطق في الضفة المحتلة دون موافقة أميركية لو لم نكن بحاجة إلى الموافقة الأميركية كنت أقدمت على هذه الخطوة منذ فترة طويلة ولكان رؤساء حكومة آخرون قد فعلوا ذلك).
وعلى حسب ما يبدو ان امال نتيناهو بدأت تتحطم امام المأزق الامريكي حيث ان الرئيس ترامب مشغول حاليا بأشياء أخرى ولم تعد المسألة في سلم اهتماماته فهو يواجهه وباء الكورونا بالإضافة الي الغضب الشعبي الذي بات يهدد نجاحه في الانتخابات الامريكية القادمة ومن الواضح تماما بان حكومة الاحتلال استغلت التحالف الامريكية ودعم ترامب لسياستها في تجير هذا التحالف لصالح مخططات الاحتلال الاستعمارية وان الخطوات التي اتخذتها حكومة الاحتلال كانت بدعم وبتشجيع وبرعاية مطلقة من حكومة ترامب وإدارته وان سلطات الاحتلال استغلت هذا الدعم والاعتراف الامريكي وقد نجحت بضم القدس ونقل السفارة إليها ومن ثم الاعتراف الامريكي بسيادة الاحتلال على الجولان كما استغلت هذا التحالف لتعترف امريكيا بسيادة الاحتلال على المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة في عمل مناهض للقانون الدولي.
ان مواصلة العدوان من قبل دولة الاحتلال وتنفذ مشروعها القائم على التوسع والضم بشكل ممنهج وفعلي على الارض رغم الرفض الدولي الذي فشل في لجمها وذلك من خلال ترسيخ سياسات الحصار والتطهير العرقي والتهجير القسري وخصوصا في بلدات سلوان والعيسوية ووادي الجوز عبر تكثيف عمليات هدم المنازل والمداهمات والاعتقالات وسرقة الأراضي وتنفيذ مشاريع استيطانية واسعة النطاق مبنية على تشريد الآلاف من الفلسطينيين وان الاستمرار في تمكين دولة الاحتلال ومنحها الحصانة والاستثنائية يؤدي الى إطلاق يدها ومواصلة ظلمها وبطشها لشعبنا الفلسطيني الأعزل ومضيها قدما في عدوانها على المجتمع الدولي ومنظومته القانونية.
وبالتالي حرصت حكومة الاحتلال من خلال خطتها الاستراتجية وعلاقتها الدبلوماسية مع بعض الدول المدعومة من امريكيا وعملت خلال الثلاث سنوات الماضية مع فريق الرئيس ترامب وإدارته لوضع خطة السلام الأميركية والذين اعتقدوا أنها الخطة الوحيدة التي تضمن مصالح حكومة الاحتلال حيث تم التخطيط المسبق لإعلان ما يسمى صفقة القرن وإدخال المنطقة في دوامة العنف وتشجيع العدوان على الشعب الفلسطيني وإعادة انتاج الاحتلال بصوره الجديدة ليتواكب مع ما يسمى مخططات الضم التي يرفضها العالم ويتصدى لها الشعب الفلسطيني وقيادته وجميع الاحرار في العالم اجمع.
ان تلك الخطوات التي اتخذتها بعض الدول الاوروبية وهذا الاجماع العالمي المناهض لسياسة الاسرائيلية والرافض لمخططات الضم وصفقة القرن الامريكية يشكل قاعدة عمل مهمة لتطوير الموقف الدولي في التصدي للاحتلال وإجباره على التراجع عن تلك المخططات التآمرية الاستيطانية الخطير التي ستؤدي الى فصل القدس عن محيطها الفلسطيني وفصل وسط الضفة وشمالها عن جنوبها وفرض مشروع القدس الكبرى وتقويض أية فرصة لإقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً وقابلة للحياة فان المجتمع الدولي مطالب بضرورة اتخاذ خطوات عملية بهذا الشأن مع ضمان تطبيقها على ارض الواقع وضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني.