الحركة الاسلامية: زيارة مقابر يافا
تاريخ النشر: 11/10/11 | 0:35تقرير وتصوير :محمود ابو عطا
قام وفد كبير من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني عصراليوم الاثنين 10-10-2011م بزيارة تفقدية لمقبرة الكزاخانة الاسلامية ، والمقبرة الارثوذوكسية المسيحية ، في مدينة يافا بعد ان اعتدي عليهما من قبل متطرفين يهود بالكتابات العنصرية وتكسير عدد من الشواهد ، وأكد الوفد خلال زيارته على مواصلة الحركة الاسلامية بكل مؤسساتها ، وخاصة “مؤسسة الأقصى” تنفيذ مشاريع الحفاظ والدفاع عن المقدسات والأوقاف في مدينة يافا وفي سائر البلاد ، كما وأكد الوفد أن ما حدث من جريمة بحق المقبرتين ، الاسلامية والمسيحية هو نتاج لسياسة التحريض الرسمية على العرب والمسلمين في البلاد ، هذا وترأس وفد الحركة الاسلامية الشيخ مؤيد العقبي – مسؤول الحركة الاسلامية في منطقة المثلث الجنوبي – ، فيما ضمّ الوفد كل من الشيخ عبد الرحمن أبو الهيجاء – مسؤول الحركة الاسلامية في منطقة الساحل – ، والشيخ سامي مصري – مسؤول الحركة الاسلامية في منطقة المثلث الشمالي – ، والحاج سامي رزق الله ابو مخ – نائب رئيس “مؤسسة الاقصى” – والمحامي خالد زبارقة – مدير “مؤسسة القدس للتنمية ” وعضو المكتب السياسي في الحركة الاسلامية -، فيما كان باستقبال الوفد ورافقه كل من الشيخ احمد ابو عجوة – مسؤول الحركة الاسلامية في مدينة يافا – ونائبه الشيخ محمد نجم ، والاستاذ محمود عبيد ، والذي قدم شروحا للوفد عن حيثيات الاعتداء على المقبرتين المذكورتين ، وقد سبق الزيارة الميدانية اجتماع تشاوري في مكتب جميعة يافا للاعمال الخيرية في يافا ، تم فيها التباحث والتداول حول جريمة الاعتداء على المقابر والمقدسات في يافا .
كما ورافق الوفد خلال زيارته الميدانية للمقبرتين السيد بيتر حبش – من الجمعية الأرثوذوكسية في يافا- وخلال زيارة المقبرة الارثوذوكسية شكر السيد بيتر وفد الحركة الاسلامية على هذه الزيارة التفقدية والتضامينة ، وقال :” نشكر وفد الحركة الاسلامية ، وننظر لهم نطرة تقدير واحترام ، فنحن ابناء شعب واحد ، ألمنا واحد ، ومصيرنا واحد ، ولن نسمح لأحد ان يفرق بيننا “، هذا وانتقد السيد بيتر مواقف المؤسسة الاسرائيلية وقال : ” لا نريد منهم مجرد اقوال وتنديدات ، بل نريد افعال ، نريد القبض على الفاعل ومحاكمته” .
وفي حديث مع الشيخ احمد ابو عجوة ، خلال الزيارة قال :” بداية الجريمة هذه ، ليست الاولى من نوعها ، بل هي حلقة من سلسلة جرائم ، لا تعود لأفراد بل هي نتاج لافرازات المؤسسة الاسرائيلية ، في الماضي البعيد والحاضر القريب ، وجود حكومة يمينية متطرفة وتحريضها على العرب والمسلمين وسنّ القوانين العنصرية ضدهم ، وصلت حتى الدعوة الى طردهم من أرضهم وأوطانهم ، هو سبب كل ما نراه من تعدي ، كما ونلمس تناقض واضح بين التصريحات الرسمية الاسرائيلية ، وبين سياستها على الارض ، ففي حين يستنكرون حرق المساجد وانتهاك حرمة المقابر ، تقوم المؤسسة الاسرائيلية الرسمية ، بالاعتداء على المقابر والمقدسات ، فتنبش مقبرة القشلة في يافا ، وفي ميدان الساعة أيضا ، ومقبرة مأمن الله في القدس ” ، وتابع الشيخ ابو عجوة :” لا شك ان أحداث الاعتداءات هذه تدفعنا لان نكون اكثر حيطة وانتباه وحذر ، وأكثر حراسة لمقدساتنا ، ثم نقول ونؤكد اننا في الحركة الاسلامية في يافا والحركة الاسلامية القطرية ، نتابع ونواصل مشاريعنا لحفظ وصيانة والدفاع عن اوقاف ومقدسات يافا ، عبر “مؤسسة الاقصى” ، التي تواصل اعمالها الميدانية على مدار 24 ساعة ، ولا تألوا جهدا في هذا المضمار، عملنا ليس موسمي ، بل هو دائم ، ونذكر هنا أن “مؤسسة الاقصى ” وبالتعاون مع الحركة الاسلامية قامت بمعسكر عمل واسع لتنظيف وصيانة شاملة لمقبرة الكزاخانة ، ضمن اعمال ومشاريع معسكر التواصل مع مقدسات يافا، نحن في حالة تشاور دائم لاتخاذ كل وسيلة قانونية لحفظ المقدسات والحيلولة دون الاعتداء عليها ” .
من جانبه قال الشيخ عبد الرحمن ابو الهيجاء :” هذه الزيارة هي زيارة تواصل الحركة الاسلامية بكامل هيئاتها مع قضايا شعبنا وجراحاته ، سواء كانوا في الشمال او الجنوب ، حتى تساهم الحركة الاسلامية كعادتها في اداء الواجب في مثل هذه المواقف المؤلمة ، ومؤانسة اهلنا وتقديم الدعم المعنوي والمادي والسياسي ، حتى تساهم الحركة الاسلامية في تثبيت ابناء شعبنا في ارضه ووطنه وحول مقدساته وأوقافه ، في ظل ما يتعرض له من قبل المؤسسة الاسرائيلية التي تستعمل كل الوسائل العنصرية والوحشية التي تخلو من القيم الانسانية ، امام كل ذلك ليس لنا الا الثبات والرباط على ارضنا ” ، وتابع الشيخ ابو الهيجاء :” بلا شك لدينا المؤسسات وفي مقدمتها “مؤسسة الاقصى ” وغيرها من المؤسسات الفاعلة ، والتي لها بصماتها العملية وخطواتها المباركة في رعاية المقدسات والاوقاف أينما كانت ، وعلى رأسها المسجد الاقصى المبارك والقدس الشريف ” ، ومن خلال هذه المؤسسات ، لا نكتفي بالكلام والشعارات كبعض الناس ، بل من خلال هذه المؤسسات نقوم بالواجب الملقى علينا ، ان كان من خلال مشروع المسح الشامل للمقدسات ، او مشاريع الصيانة والترميم ” .
اما الشيخ مؤيد العقبي فحدثنا قائلا :” الاعتداء على مقابرنا ومقدساتنا ، هو اعتداء على وجودنا ، اعتداء على ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ، ولكن رغم كل هذه الاعتداءات ، في يافا ، وفي طوبا الزنجرية ، وفي القدس الشريف ، وفي باقي بلادنا فلسطين ، لن تثنينا هذه الاعتداءات عن رباطنا وتمسكنا بأرضنا الاسلامية الفلسطينية ، سنبقى مرابطين على هذه الارض ، فمهما تجبّر الظالمون ، فهم الى زوال بإذن الله رب العالمين”.
من جهته قال الحاج سامي ابو مخ :” نحن نعمل على مدار ايام السنة على حفظ مقدسانا ، ولمدينة يافا حظ وافر ، ومن بين المشاريع الهامة ، هو مشروع الصيانة السنوي الدائم الذي تقوم عليه “مؤسسة الاقصى ” ، ومن ضمنه الصيانة الدائمة والسنوية لمقابر يافا ، ومقبرة الكازاخانة ضمن هذا المشروع ، ولعل الداخل الى المقبرة اليوم يرى مدى نظافتها والاهتمام بها ، وهذا الاهتمام يجب ان يتواصل ويتزايد ، وهذا ما سنقوم به ، بالتنسيق مع الاخوة في الحركة الاسلامية في يافا والحركة الاسلامية القطرية “