واقع السلام بين النظرية والتطبيق

تاريخ النشر: 18/08/20 | 22:58

بقلم : سري القدوة

أن قيام سلطات الاحتلال العسكري الاسرائيلي بضم أجزاء من الضفة الغربية وغور الأردن سينسف اتفاقيات السلام العربية مما يهدد وضع الاتفاقيات الموقعة ما بين بعض الدول العربية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي والضم يعني ان امكانية احلال السلام اصبحت مستحيلة وغير قائمة ولا يمكن ان يتحقق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين وسيكرس في المنطقة استمرار الحروب والعدوان واله الحرب الاسرائيلية وعدم امكانية السلام بين الدول العربية والاحتلال، ويعيد الأوضاع في المنطقة إلى مربع العنف والصدام واستمرار اليه الصراع والعدوان على الشعب الفلسطيني وحقوقه التاريخية، وإن هذه الخطط الأحادية الجانب غير القانونية ستؤدي إلى زوال حل الدولتين وواقع الفصل العنصري القائم على دولة واحدة إلى جانب عواقب بعيدة المدى، وأن مثل هذه الخطوة ستزيل جوهر وهدف الاتفاقات القائمة مع الاحتلال الاسرائيلي ومنظمة التحرير الفلسطينية والتي تقوم على تحقيق حل قائم على دولتين كأساس للسلام العادل والأمن الدائم في المنطقة.

ان اهمية اتخاذ خطوات من شانها التأكيد على وحدة وقوة الموقف العربي وضرورة اتخاذ قرارات من قبل الدول العربية تكون بمستوى الحدث وتعبر عن قوة الحضارة ولغة المنطق والهدف الثابت المعبر عن اماني وتطلعات الجماهير العربية والإسلامية وتعتبر هذه المواقف عن قوة الحضارة العربية والحق العربي الثابت في القدس والمسجد الاقصى المبارك من خلال التوجه الواضح للعالم أجمع بتحمل مسؤولياته السياسية والأخلاقية والقانونية تجاه القضية الفلسطينية وأهمية دعم حل الدولتين لا الدولة الواحدة التي تسعى حكومة الاحتلال فرضها على العالم بدون وجه حق .

أنه بدون هذه المسؤوليات الأخلاقية والسياسية ستعود المنطقة بأسرها إلى مربع العنف والصراع الذي لا تحمد عقباه وسيستمر تعزيز الكراهية بين الشعوب بفعل ممارسات الاحتلال والحكم العسكري الاسرائيلي فلا معني لاستمرار هذا الصراع ولا استمرار هذا العدوان ولا معني لاستدامة الاحتلال بشكله العدواني القائم فحان الوقت لإنهاء اطول احتلال في العالم وان يسود التسامح ويعم السلام بدلا من دائرة الحروب الهالكة ولنعمل من اجل مستقبل افضل وحياة قائمة على تحقيق العدالة والمساواة ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه التاريخية وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وفقا لقرارات الدولية وما اقرته الامم المتحدة من قرارات تتعلق بهذا الامر على مستوي التاريخ .

أن الموقف الفلسطيني يعبر عن الاجماع العربي والدولي ويترجم مواقف شعوب الأمتين العربية والإسلامية بكل حكمة وشجاعة واستبسال في ظل استمرار لغة الصمت وحالة فقدان الوعى وعدم الاكتراث لما يحدث وتغيب الفكر والإعلام والسياسة وتسخير قنوات الاعلام لتفعيل التطبيع المجاني لخدمة الاحتلال وأهداف ما يسمى صفقة القرن الامريكية .

مما لا شك فيه بان ما اتخذته القيادة الفلسطينية من خطوات عملية لمواجه صفقة القرن عبرت في مضمونها عن قوة المنطق والحضارة والتاريخ ودائما عكست التوجه الجماهيري والنضالي والكفاحي من اجل التعبير عن اهداف الشعب الفلسطيني وأهمية الحفاظ على الحقوق الفلسطينية والثوابت الكفاحية والأهداف التي تسعي القيادة لتحقيقها وتعزيز العمل المشترك لتحقيق التقدم والحفاظ على الهوية الفلسطينية من التهويد والاندثار والسعى مع الدول العربية والمجتمع الدولي لدعم قيام الدولة الفلسطينية والقدس عاصمتها والانطلاق لتفعيل العملية السلمية من خلال ما يقره الاجماع الدولي بعيدا عن صفقة القرن التي يسعى الاحتلال الي تطبيقها من طرف واحد وأننا نأمل ونتطلع الي ان يصل صوت العقل والحكمة في كافة المحافل الدولية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة