لقاء الروح مع الروح
تاريخ النشر: 18/08/10 | 17:49بقلم الاستاذ الشاعر فؤاد كبها
شكراً على مشاركتكم في عزائنا في فقيدنا الغالي اخي ابو خالد وام خالد، كذلك أودُ ان اذكركم ان الثلاثة الذين قضوا نحبهم اثر حادث مروع لم يفارقونا في بيت عزائنا قبل ايام معدودات في اوائل رمضان، فهم اقرباء وانسباء، وها نحن اليوم نشد الرحال الى بيت عزائهم، وفي هذه المناسبات الرمضانية التراجيدية حكمة وعبرة ونرجو ان تكون هذه الحوادث المؤلمة والمحزنة اخر الاحزان، ونتمنى لاهل المفقودين الصبر والسلوان ولهذا اخترت عنوان القصيدة: لقاء الروح مع الروح.
هذا قدرُ الله والاقدارُ مُغيبةٌ وكانََ الوداعُ للشقيق ابي خالدا
نم ابا خالدَ في لَحدِكَ هادئاً جائت “هديةٌ” بعد اربعينَ يوما
تُرى هل فاضَت روحُ امِ خالدٍ لحقت بالركب الخماسي المُرحبا!
عاشا حياةً عريضةً مُحصنةً تاركينَ الابناءِ والاحفادِ يكدّون كدّا
وهذا الكدّ والعرقُ جاء بقوةٍ عُو أيها الابناءِ والاحفادِ عُذرا
مسكا مقود السفينة بتفحُصٍ وشقّا عِبابَ البحرِ بقلبٍ دافئا
هذه الحاجّة قضت بعد زوجها أبت الا الاصغاءَ لزوجها المناديا
طاعةُ الزوجةِ لزوجِها ميزةٌ ناداها بعد موتِه ونفدت الامرا
اهتزّت الابدانُ لهولِ المصيبةِ لأن ثرى أبي خالدَ ما زالَ ليّنا
ودّعَ الزوجُ والزوجةُ تقريباً معاً أبنائُهم خمسةٌ كُرماءٌ رُحماءٌ بينهما
رحلَ شعبانُ ورحلت امُ خالدٍ واقبلَ رمضانُ مع الحزنِ الشامخا
أيامٌ فضيلةٌ والفضلُ لله الواحدُ الصبرُ على الويلاتِ اصبحَ مُتحديا
نزلَ القبطانُ قبل َخمسينَ يوماً وانتظرَ القبطانُ حتى جاءَ الصاحبا
قبلَ رحيلُها تفقدت بأنينٍ خافتٍ ثم سارت الى مَثواها الاخيرِ ليلا
وعيونِ الامِ الثاقبة رأت وابعدت توقفَ القلبُ على حين غرةٍ مبتسماً
هذه الامُ امتازت بِحنانِها وثباتِها ودّعت الاهلَ وسارت والقلبُ مُنفطِرا
ورَحّبَ الجمعُ في الجبلِ بروحِها وصّفقَ والدَّي ونظر الزوجُ مُبتسما
تركت بطنَ الدنيا مع ابتسامةٍ والروحُ في بطنِ الآخرةِ الخالدا
انهمرَت العَبراتُ يومَ لقاءِ الارواحِ وهل هذة احزانٌ أو أشجانٌ تتحسّرا
الحاجةُ “هديةُ” والمؤذنُ وقفَ مؤذناً وطافا حولَ الكعبةِ الشريفةِ يُكبرا
وابّانِ هذا العِقدِ والمآقي قد اغتسلت وهل تظنُ أنَّ الدموعَ لاتغْسلَ القلبا؟
أمٌ حَنونٌ رغمَ حُزنِها وآلالمِها صَبرت روحُ الفُكاهةِ وبعدُ النظرِ الهادِئا
كُنا صِغاراً ترعانا هديةُ بنت أحمد َ زوجةُ ألأخِ الراحلِ إحْتَوَتْنا كُلِنا
مرت سنواتُ مليئةٌ زاخرةُ العطاءِ شِيَمٌ مُتأصلةٌ عندَ الراحلينَ عن البلدا
ومن يَعِشْ ولم يعِ هذِهِ النوازلَ كُلَها ميتٌ ميتٌ يسيرُ بين ألاحياءِ شبحا
هل أدُلُكُم على تِجارةٍ وجزاءٍ مُربِحٍ إفهمْ المسموعَ ولا تفتري على أحدا
المُرشدُ المُدّعي بِنفسِهِ الغيرُ مُؤهلٍ يحتاجُ الى فِهمْ السِياقِ لا بل مُرشدا
وكانت أيامُ العزاءِ أوائِلَ رَمضانَ هذا شَهرُ الخيراتِ والسؤالُ مَن أنا؟
المَوتُ مُصيبةٌ كُبرى حَقٌ حَقيقةٌ هذِهِ الحقيقةُ المُرة تَشدُ الأزرَ شدّا
لَكُم شُكري وَعرفاني أهلَ بَلدي وكلُ مَن دَقَ البابَ في خَيمةِ العزا
تُرى إن لم يَكُن المُوتُ لُغزاً واعِظاً فَكَيفَ يَكونُ مَصيرُالخُلقُ الحَسنا
وَبعدَ حادثٍ مُروعٍ راحَ ثَلاثَةٌ وَقَبلَ أيامٍ قَدَموا العَزاءَ لَهُم ولَنا
رَحيلُهُم صَعَقَ الأصقاعِ كُلَها وألأهلُ في عين جَرار قالوا هلا
الى جناتِ الرَضوانِ بل رَحمةً اللهُ جَمَعَ الأرواحِ الثلاثة مَعاً معا
كلمات رائعة ومعبرة ومحزنة.. نهنئك ايها الاستاذ القدير على هذه الكلمات .. فانت بحر من العطاء والبذل.. رحم الله ما فقدتم ولكم منا احر التعازي وانا لله وانا اليه راجعون.
اللهم: ان هذا عبدك وابن عبدك وابن امتك خرج من روح الدنيا وسعتها الى ظلمه القبر.
اللهم: اغفر لهم يا الله وادخلهم جناتك فانت اكرم الاكرمين.
ولك مني ايها الكاتب كل التقدير على هذه الكلمات المعبرة والمحزنة ورحم الله موتاكم وادخلهم فسيح جناته..
الى مقامهم العالي يرحلوا عنكم في اول ايام رمضان فلا تحزنوا ولا تحزنوا فهذه ارادة الله ولا اعتراض على ارادته.. ولا مفر من الموت
فهو الذي اعطى وهو الذي اخذ..
فلكم مني احر التعازي وان لله وان اليه راجعون…
وسلام الله عليكم
لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله…تلك هي ارادة الله ولا راد لقضاء الله
” وما يصيبنا الا ما كتب الله لنا ” . استاذنا الفاضل يرحم ما فقدتم ونسأل الله ان يسكن موتاكم فسيح جناته، وان يلهمكم الصبر والسلوان.
إن الدموع لا تلبث أن تتناثر.. كحبات من اللؤلؤ الداثر
عمي وزوجته الاثنان معا.. فراقكما الابدي جاء صدفة
ابا خالد وهبك الله هدية.. عاشت معك ولازمتك في لحدك
هدية اغلى من كنوز الدنيا.. لا بد لها من ان تلتقي واياك
حبها للرب وللناس ما زال حيا.. وانت ابا خالد كنت شامخا ابيا
آه.. آه.. آه
من القلب أبثها..
ومن الروح أرسلها..
ومن الوجدان سطرتها…
أنتم يا من في القلب حللتم…
ويا في الوجدان بقيتم…
لن ننساكم .. وفي الفؤاد ذكراكم..
انتم يا من رحلتم دون سابق انذار..
رحلتم لكنكم وهبتمونا ما لا يباع..
هو الحب والعطف والحنان..
يتاتى من قلب صاف ابيض ناصع..
احترام الغير شعاركم.. والايمان بالله دربكم..
رحمكما الله يا احبابنا..
ووالله نشتاق لكم جميعا اقربائنا..
ابي! لا اعلم كيف انسق كلامي واصف ما يجول في خاطري!!
كلماتك تحيط بي وتجذبني دون اي مقاومة او عناء..
اي والله يا ابي كلماتك تنبش جراحي وتوهمني بلملمتها من حيث لا أشعر!!
اتذكر من خلالها فراق الاحبة، وكيف لا واخي من ضمنهم..
سلمت اناملك يا كبير وحفظك الله واطال في عمرك ..
ما أروع هذه القصيدة المعبرة .. رحم الله ام خالد وابو خالد .. ونحن نشعر بشعورك يا ابن البلد .. كذلك نشعر بفقدان الزوجان . وان لله وان اليه راجعون
يا لها من كلمات معبرة .. قلم عظيم يجسد ألماً أعظم !
كل الإحترام ..
وإنا لله وإنا إليه لراجعون .
والله يا عم لقد عجزت كلماتي عن التعبير لك .. لما في هذه الأبيات من روعه .. فقد اثلجت تعابيرك قلبي وقتلت حركة اصابعي فما عاد هناك كلمات تلفظ او تكتب امام ما قلت .. رحم الله جدي اباا خالد وزوجته وادخلهم الجنان ان شاء الله