حين تسرّه في حُلْمِه بهمساتها.. /همسات صاخبة في صيف امرأة../ لعلّكِ تبحثين عني في عتمة الزمن../

تاريخ النشر: 30/08/20 | 10:08

حين تسرّه في حُلْمِه بهمساتها..
عطا الله شاهين
يغطّ في نومه كعادته..
يتمنى أن يراها الليلة في الحُلْم..
في حُلْمه يرى شبحا
يعلم من صوتها بأنها امرأة..
صوتها يذكره بامرأة رحلتْ عن الدنيا من غضب الطبيعة. .
يجمع صور الماضي عن ذكرياته معها..
يبرطم في ذاته ليس متأكدا من تعب عينيه بأن المرأة الشبح هي ذاتها ..
يفرك عينيه، ويشعل فانوسا ليراها عن قرب..
يراها تحت الضوء بثوبها الأبيض
يسرّ من عودتها، لكنها تقول له: عذرا سأرحل الآن..
تحزن عليه ولهذا تأتي لتسرها بهمساتها….
تمسك يديه، وتقول له: لا تحزن على رحيلي
تبدأ دموعه بالجري على وجهه..
تمسح دموعه وترحل..
ينهض من فراشه فرحا، ويقول: ما أروع هذا الحُلْم!
امرأة لم تعدْ في الوجود تسرّ عاشقها بهمساتها وترحل
يطفئ فانوسه وينام مبتسما..
—————————–

همسات صاخبة في صيف امرأة..
عطا الله شاهين
تهمس في عتمة حارّة تحت ضوء القمر لحبيبها الصامت..
تصخب حين يختفي القمر لزمن خلف غيمة صيفية….
حبيبها يجنّ من الهمسات ويظل صامتا..
امرأة تهمس بهدوء عن حلاوة الحُبّ في جوّ حارّ
ضوء القمر يهدّأ من صخبها
حبيبها يسرّ من همساتها ويحدّق في عينيها
يقول لها : كفى لقد عيّشتِني جوّا من الحُبّ..
امرأة لا تجيد سوى الهمس في عتمة صيف
القمر يختفي خلف الجبال والهمسات تصخب أكثر
حبيبها يصغي بصمت للهمسات مبتسما..

—————–

لعلّكِ تبحثين عني في عتمة الزمن..
عطا الله شاهين
لا أدري لماذا أرى الحياة معتمة في زمن مليء بالحزن من حروب وأوبئة فتكت بشعوب لطالما تمنت العيش بسلام وأمن، فبت أعيش في عتمة زمن مندهشا مما أسمعه من مآسي الحياة..لم أعد أرد على هاتفك الخلوي، وبت أحيط نفسي بهالة من عتمة .. عيني لا ترى الا الحزن واللون الأسود، فقلت لعلك تبحثين عني في عتمة الزمن..
بتِّ امرأة حزينة، لأنك لم تستطعي أن تريني.. فأنا مغطى بثوب الحزن منذ زمن.. فبدأتِ تبحثين عني، رغم أنني نائم على فراش أسود تعمدت النوم عليه، لأنني حزين على موت المساكين.. دهنت حيطان حجرتي بلون أسود، وطليت النوافذ بدهان أسود كي أعيش الحزن كله بعيدا عن مشاهد القتل والحروب والدمار..
أعي تماما مدى حزنك، لكنك مصممة على إخراجي من عتمة الزمن، فهل يمكنك سحبي بمواساتك من عتمتي ذات زمن مغاير؟ ربما ستقدرين أن تقنعيني بالخروج من حيّزي الأسود، لكنني أعي بأن الحزن سرمدي.. فهيهات أن تستطيعي يا امرأة حزينة مثلي على زمن باتت فيه الشعوب مقهورة من الحياة الصعبة. فلعلك في بحثك عني في عتمة الزمن أن تريني حياة أخرى..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة