وحدة الموقف العربي في مواجهة الضم والاستيطان
تاريخ النشر: 30/08/20 | 10:30بقلم : سري القدوة
استمرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي وممارساته غير القانونية وانتهاكاته الخطيرة الفاضحة للقانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية والإجماع الدولي، بات يهدد الأمن والسلم الدوليين، وينذر بانفجار فلسطيني عربي حتمي في نهاية المطاف، وأن هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية وطبيعة المؤامرات التي تحاك للنيل من الهوية الوطنية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني تدفعنا الى ضرورة اعادة تفعيل التضامن العربي بكل معانيه ورموزه الأخلاقية والإنسانية، للنهوض مجدداً واستعادة أمجاد الماضي العربي ووضع استراتجية شاملة لمواجهة مخططات الاحتلال، وضرورة التضامن العربي والدعم الكامل لقضية فلسطين والشعب الفلسطيني الصامد المسلّح بالصبر والإيمان والأمل وتعزيز صموده في اطار مواجهة مخططات الاحتلال القمعية .
أن كل ما تقوم به حكومة نتنياهو وإدارة ترامب في تمرير مخطط صفقة القرن ومشاريع الضم الاسرائيلية التي أدانته أغلبية دول العالم واستمرارها في تنفيذ مخططها بشكل غير معلن حيث يتم الاستيلاء يوميا على الاراضي الفلسطينية وضمها لصالح اقامة بؤر استيطانية جديدة وتوسيع المستوطنات القائمة وشق طرق جديدة لربط شبكات المستوطنات وممارسة العدوان والحرب الاسرائيلية، كل ذلك يتناقض مع القانون الدولي والشرعية الدولية ويجب التصدي له وعدم السكوت والصمت تجاه ما تقوم به حكومة الاحتلال من مخططات تهدف لتغير الواقع القائم واستمرارها في رفض المفاوضات واعتمادها فقط على المخططات الامريكية التي جاءت على المقاس والتفصيل الاسرائيلي لتخدم مخطط التكتل الاسرائيلي وضرب كل الجهود الدولية الداعية الي تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة المبني على الحل العادل والحقوق الفلسطينية في اقامة دولة فلسطينية مستقلة.
إن فلسطين العربية الجريحة هي الحق والحقيقة وهي البوصلة العربية للكل العربي والمسلمين والمسيحيين في العالم وهي قضية مشرفة لكل من يتضامن معها ويناصر شعبها ووقف داعما للحقوق الفلسطينية والتصدي للاحتلال العنصري والمؤامرات التي تستهدف النيل من حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية، ومهما استمر الاحتلال في ممارساته وتنكيله للشعب الفلسطيني فهو زائل ومندثر والي مزابل التاريخ ومهما طال الزمن وأياً كانت التضحيات فالمعركة هي معركة مفتوحة ولا يمكن النيل من قوة ووحدة وإرادة هذا الشعب الصامد على ارضه، ومهما كبرت المؤامرات لا يمكن لها ان تنال من صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على نيل الحرية والحفاظ على هويته والدفاع عن ارضه وحقوقه المشروعة والتي اقرها القانون الدولي، والتصدي لهذه الهجمة الصهيونية الرجعية الأميركية التي تهدف تهويد القدس واعتبارها عاصمة للكيان الإسرائيلي ودعم السلطة القائمة بالاحتلال من خلال مخططات ما يسمى صفقة القرن المشؤومة.
اننا في ظل هذه الظروف مطالبون بضرورة توحيد الجهود في دول العالم العربي والإسلامي والعالم أجمع وعلى المستوى الشعبي والرسمي والمؤسسات الداعمة للحقوق الفلسطينية، وتشكيل اكبر جبهة عالمية داعمة للنضال بعيدا عن ارهاب دولة الاحتلال، ومن اجل مواجهة صفقة القرن والتصدي لمؤامرات التصفية الامريكية، وضرورة التمسك بخيار حل الدولتين لإنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي، الذي طال أمده وتفاقمت تداعياته بشكل غير مسبوق في تاريخ البشرية والعلاقات الدولية بين شعوب الأرض، وأن الرد المناسب على عنجهية الاحتلال وتكبره يتمثل بوحدة الموقف على كافة المستويات العربية والدولية في اطار مواجهة الاحتلال والعمل على إفشال المخططات الامريكية الهمجية ضد شعب فلسطين وصولاً إلى استعادة كامل حقوقه غير القابلة للتصرف، وعلى رأسها حق العودة، وحق إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.