رسالة إلى طلابنا ومدارسنا القيم والتربية أساس الفلاح
تاريخ النشر: 30/08/20 | 11:13بقلم الشيخ حسام أبوليل
دائما ما تتقدم كلمة التربية على التعليم في اسم الوزارات ذات الشأن أو في شعارات المدارس وتوجيهات المربين.
في الحقيقة, هذا هو الأصل الذي ينبغي التركيز عليه والاهتمام به والعمل الجاد على تحقيقه, حرصا من الوالدين والمربين والمدارس, وبشكل خاص من الطالب نفسه
إن الأخلاق والقيم رافعة أساس في نهضة المجتمعات واستقرارها, وعنصر مهم في تكوين الشخصية السوية المحترمة والمبدعة, إنما الأمم الأخلاق ما بقيت…فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا..
ونحن كشعب فلسطينيي وجزء من أمتنا العربية والإسلامية لنا قيمنا وحضارتنا التي تميزنا
طلابنا الأعزاء, قال صلى الله عليه وسلم: “إنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق”
إن رسالة وتعاليم الأنبياء والرسل الإيمانية كانت مغلفة وحاثة على الأخلاق والقيم, قيم الفضيلة وأدب المعاملة, من الصدق والعفاف والاحتشام وحفظ الجوار وحسن الأدب مع الوالدين والمعلم والكبير وحفظ أموال الناس والمصالح العامة أن تمتد إليها اليد إتلافا أو سرقة….
إنها حفظ اللسان عن الفحش والبذاءة والكذب, إنها البعد عن الغش والخيانة والتحايل, إنها حفظ الفرج عن الفاحشة الدنيئة من انتهاك الأعراض والشذوذ, وغض البصر وعن الانجرار وراء العلاقات المحرمة, إنها حفظ البطن بالأكل والشراب الحلال واجتناب الحرام من المسكرات والمخدرات والدخان والنرجيلة, بل لا نبالغ إن نصحناكم في ترك المنتجات المستحدثة غير الطبيعية التي تهلك الصحة وتضعف الجسم, كمشروبات “الطاقة” والطعام السريع وغير ذلك.
احفظوا حدود الله والتزموا تعاليم دينكم وتمسكوا بثوابتنا الأخلاقية والوطنية
ينبغي لكم يا طلابنا أن لا تفرطوا فيها تحت أي ظرف أو إغراء, فأنتم قادة المستقبل ووقود نهضة مجتمعنا وأمتنا وسر نجاحها وتحررها, احذروا من رفقاء السوء, احذروا من دعوات الأسرلة والخدمة المدنية والأمنية, احذروا من الجمعيات والشخصيات التي قد تدخل مدارسكم ومراكزكم تتغنى بشعارات الحرية الزائفة لتنشر الرذيلة والشذوذ فلا يبقى لكم انتماء ولا هوية ولا كرامة ولا حياة طبيعية كما أراد الله لكم, فتصبحوا وفق مخططهم الخبيث ريشة في مهب الريح فيتخلى عنكم الناس وتنبذكم الطباع السليمة ولا ينالكم أنتم وأهليكم إلا الفضيحة
نريد لكم خلقا قويما وسيرا مستقيما وجسما سليما وعقلا سليما لتحيوا في الدنيا عيشا كريما وتلقوا في آخرتكم ربا رحيما وتدخلوا جنة ونعيما فتفوزوا فوزا عظيما
إذا كان هذا توجيهنا لطلابنا فمن البدهي والمنطقي أن تتحقق هذه الفضائل في الوالدين والمربين واقعا ويهتموا أشد الاهتمام في تربية أبنائنا عليها دون تهاون أو كلل, ولا تسمحوا مهما كان أن تتغلغل إلى بيوتنا ومدارسنا تلك الجمعيات والشخصيات المشبوهة التي ترفع لافتات خداعة تريد أن تحرف أبناءنا بأفكار وتعاليم دخيلة أو نشر الرذيلة والقبول بالانحراف الخلقي والشذوذ على أنها حرية, وإذا بنا في غفلة أو تهاون نرى بيوتنا تغزوها هذه الرذائل والفواحش وما تجره من مصائب.
إذا أصيب القوم في أخلاقهم…فأقم عليهم مأتما وعويلا
وفقكم الله لكل خير ويسر لكم طريق النجاح والفلاح