الاِتفاق الإسرائيلي الاِماراتي ودور الاَنظمة العربية في التمكين للمؤسسة الإسرائيلية.
تاريخ النشر: 30/08/20 | 11:14بقلم البروفيسور إبراهيم أبو جابر
تمر القضية الفلسطينية بمخاض عسير، ومنعطف خطير لم تشهده منذ نكبة عام48.لقد غدا الفلسطينيون مكشوفين بلا سند ولا ظهير عربي، يقف الى جانبهم في مواجهة المشروع الصهيوني المتمدد في فلسطين والإقليم، على حساب الأرض الفلسطينية والحقوق الشرعية للشعب الفلسطيني، بل وأيضا العمق العربي.
اِن اتفاق الطرفين الإسرائيلي والإماراتي على إقامة علاقات دبلوماسية، أو ما يسمى بتطبيع العلاقات بين البلدين، طعنة في خاصرة المشروع الوطني الفلسطيني، بل وما يسمى بالأَمن القومي العربي، وتنكُّر لميثاق جامعة الدول العربية.
لقد انفرط عقد الأَمة العربية، فالحديث يدور عن نية عديد الدول العربية تطبيع علاقاتها مع تل أبيب، وهذا اِن حصل فعلاً من قبل الأنظمة الرسمية العربية فيعني تخلّيها عن القضية الفلسطينية وقبولها وشرعنتها لاحتلال المؤسسة الإسرائيلية للأرض العربية.
اِن مشروع التطبيع الإماراتي والعربي المتوقع هذا، يأتي في مرحلة دقيقة من تاريخ القضية الفلسطينية، تستعد فيه المؤسسة الإسرائيلية لضم أراضي الضفة الغربية وفق خطة “ترامب” المشؤومة المعروفة بصفقة القرن، التي رفضها الفلسطينيون على المستويين الرسمي والشعبي، رغم ما يعنيه هذا الرفض من تبعات سياسية ومادية ودبلوماسية على الفلسطينيين.
يقف الفلسطينيون حالياً وحيدين في مواجهة المشروع الإسرائيلي الاستيطاني وهو يتمدد على حساب أراضيهم ومستقبل مشروعهم الوطني، بعدما تخلّى عنهم القريب قبل البعيد، فالمنطقة تشهد، كما ذُكر، تهافتاً للأنظمة العربية على بناء علاقات دبلوماسية مع الإسرائيليين، اِما طوعاً أو كرهاً من قبل إدارة ترامب، في مشهد لم يحلم به أحد من قبل.
يتبلور هذا المشهد في وقت تقف فيه جامعة الدول العربية مشلولة الإرادة، عاجزة عن فعل شيء حتى عن الدعوة الى عقد جلسة طارئة لأعضائها، الامر الذي يضع استمرارية بقائها على المحك، فسكوتها غير المبرّر هذا عمّا تتناقله وسائل الاعلام من تقارب غير مسبوق بين أنظمة عربية عدة من مكونات جامعة الدول العربية و المؤسسة الإسرائيلية ، يحمل مؤشرات كارثية لها، ولعل السؤال المطروح الآن، ما هو مستقبل عضوية فلسطين في جامعة الدول العربية؟
اِن الحاصل هو مؤامرة عالمية إقليمية حيكت خيوطها في واشنطن وتل أبيب والرياض، بعد وصول الرئيس ترامب الى الحكم، وشهد عليها كل زعماء الدول العربية والإسلامية في مؤتمر الرياض عام 2017 الذي حضره ترامب أيضا، الذي يبدو كأنه وُكّل بالوصاية على الأمة العربية في ظل شعار الحرب على الإرهاب، فسخّر الرجل كل شيء لصالح المؤسسة الإسرائيلية ومصالحها في الاقليم ،وقد حصل.
إلا أنه رغم المؤامرات والتطبيع والمتاجرة بالقضية الفلسطينية فإرادة الشعب الفلسطيني لن تنكسر، وسيبقى صامداً في وطنه ،وسيفشل كل مشاريع تصفية قضيّته العادلة، مسنوداً بموقف شعوبنا التي في غالبيتها ترفض هذه المؤامرات وستبقى مناصرة للحق الفلسطيني والعربي والإسلامي.