هلوسات شابّ في العدم../على شرفة العتمة أنام بلا أيّ دفءٍ/في عتمة الكون..
تاريخ النشر: 31/08/20 | 21:32هلوسات شابّ في العدم..
عطا الله شاهين
لم يحِبّ مادة الفيزياء البتة منذ طفولته.. كان يهرب من دراستها، عندما بدأ يتعلم قوانين الجاذبية وقوانين الحركة والانزياح والتباعد بين المجرات، فقرر أن يذهب في رحلة إلى العدم، لا لشيء فقط للهروب من قوانين الوجود ليرى الفرق بين ماهية الوجود وعدمية العدم، لكنه فشل عند دخوله إلى الحيّز العدمي رغم محاولاته المتكررة في عتمة الليل، وابتعد بوعيه عن الوجود وتوقف تفكيره في العدم، وراح يهلوس استثنائيا، لأن عقله بوعيه بقي خارج الزمكان، فقرر تلقائيا العودة إلى الوجود بعد أن عاش في اللازمن يهلوس ويرى العدم بفراغه وعتمته يقابله الوجود بكل وضوح، وكأنها علِق بين مرآتين متعاكستين لكوْن تدفعه طاقة نحو التمدد الأزلي.. فهلوساته أنتهت حين رأى ذاته نائما على يدي امرأة مجهولة، فنهض بسرعة، وقال يا لهذه الهلوسات التي أتت منك أيتها المرأة الغريبة، فقوقف على رجليه المرتجفتين وقال لها: رأيت امرأة تشبهك في العدم، لكنك فررتِ مني نحو كون موازٍ لكوننا، فتبعتكِ حينها، لكنني هلوستُ من صعوبة العودة من العدم إلى الوجود، فقلت لربما سبقتني إلى الوجود…
———————————————
على شرفة العتمة أنام بلا أيّ دفءٍ
عطا الله شاهين
لا دفء بعد رحيلك..
ها أنا على شرفة العتمة أنام بلا أي دفء
أفتقد دفئك، الذي كان يمدني بروح الحياة
فبرد العتمة يخر في عظامي
فعلى شرفة العتمة أنام مرتجفا بلا أي دفء
أشتاق لدفئك لا لشيء فقط، لأنك كنت تمنحيني نوْماً مريحا..
على شرفة العتمة بتّ لا أشبهني..
جسدي يرتعش من برد مجنون..
فبعد رحيلك ها أنا بلا غطاء..
فأنت كنت غطائي، الذي لا يشبه أي غطاء بدفئه..
على شرفة العتمة أنام، وكأنني داخل عاصفة رياح باردة
ها أنا بلا أي دفء على شرفة عتمة طويلة
فتعالي ولو لثوانٍ امنحيني دفئاً وعودي إلى مكانك البعيد في سماء معتمة..
—————————
في عتمة الكون..
عطا الله شاهين
في عتمة الكون
أتأمل دوران المجرات البعيدة..
دورانها يذكرني بدوران امرأة حين كانت تلفّ على جسدي وتصخب في الهمسات..
أسبح في عتمة الكون خائفا من لا شيء
أسمع كل يوم صوت الكون المخيف، لكن صوته يجعلني في حالة وعي جنوني..
في عتمة الكون لا شمس تدفئني
لا أقمار تنير طريقي للمجهول
لا شيء أراه في عتمة الكون سوى مجرات يغطيها سديم سرمدي..
في عتمة الكون برْد لا يشبه أي برْد!
…
لا امرأة ترافقني في هذه العتمة..
أدرك بأنني محتاج لامرأة لتدفئني في عتمة كون بارد!
ارتعاشي متواصل بلا توقف في كون يبهرني بعتمته الخلابة…
هناك لا شيء يخيفني سوى الكون نفسه..
في عتمة الكون لا تفكير بالموت
أتساءل هل توهاني في الكون هو توهان أبدي؟..
في عتمة الكون أحلم بامرأة تلفّني كمجرة تلف نجومها
لا شيء هناك أحضنه سوى عتمة الكون..
في عتمة الكون لا أشتاق سوى لامرأة لفّتني ذات زمن ولّى بحبها، وتركتني أتوه في هذا الكون…
سأعمل من العتمة جسد امرأة لتعانقني كامرأة عانقتني ذات عتمة تحت جسر ايست ريفر
لا أرغب في أي شيء في عتمة الكون سوى بدفء يأتيني من امرأة ندمتْ على تركها لي ذات زمن ولّى..