جهود وطنية لا بد من دعمها
تاريخ النشر: 07/09/20 | 12:38بقلم : سري القدوة
الاجتماع الوحدوي بين امناء سر الفصائل الفلسطينية يكاد ان يكون هو الاجتماع الاول من نوعه بعد حالة الانقسام الفلسطيني الذي شتت القضية الفلسطينية ووجه ضربات صعبة وقاتلة للشعب الفلسطيني، سواء من تشتت وتمزق او انهيار وطني وفتح الابواب على مسرعيها للاحتلال الاسرائيلي لاستغلال هذه الحالة القائمة بشكل بشع لا يمكن ان ينال من الشعب الفلسطيني وإرادته الصلبة، وقد جاء هذا الاجتماع الوحدوي بين الأمناء العامين للفصائل برئاسة الرئيس محمود عباس، والذي احتضنته قاعة أحمد الشقيري في رام الله وعبر الربط التلفزيوني مع العاصمة اللبنانية بيروت، ليؤكد على أهمية تحصين الجبهة الداخلية ورص الصفوف من مختلف مكونات المجتمع لمواجهة التحديات التي تواجه شعبنا والتصدي لكل المؤامرات التي تحاك ضد قضيتنا الوطنية، خاصة صفقة القرن المشؤومة وما تبعها من مخططات الاحتلال لضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، واتفاقيات التطبيع مع الاحتلال والتي تأتي خروجا عن الاجماع العربي .
إن رسالة الوحدة الوطنية التي عبر عنها المجتمعون كانت واضحة وقوية ولا بد من دعمها ومساندتها من اجل انهاء الوضع القائم واستعادة الوحدة الفلسطينية وكانت رسالة موجهة للعالم اجمع وهي بمثابة الرد الفلسطيني الاكثر وضوحا على كل المؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا والتمترس خلف منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في جميع اماكن تواجده والعنوان لاستمرار النضال الوطني حتى تحقيق طموحاتنا بالحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس .
ان هذه المرحلة واضحة ولا بد من كل القوى الوطنية والفعاليات الشعبية والإعلاميين والصحافيين العمل على دعم الوحدة الوطنية واستعادة وحدة الوطن بعيدا عن المصالح الحزبية والشخصية الضيقة، والسعي الي استثمار كل الجهود والفعاليات الوطنية من اجل انهاء هذه الحالة الحرجة والتي تضعف الموقف الفلسطيني وتساهم في تدمير البناء الوطني والمؤسسات الفلسطينية، وفي ظل ذلك لا بد من تمتين وحدة الصمود الفلسطيني وتعزيز العمل الوطني لمواجهة كل من يتآمر على القضية الفلسطينية ويطرحون انفسهم بدائل هزيلة عن القيادة الفلسطينية للتحدث باسمها او التفاوض بديلا عنها، فإننا اليوم نشهد هذا الالتفاف الرسمي والشعبي العارم حول موقف القيادة الصلب، وهذه الارادة الفلسطينية التي تتصدى للإدارة الامريكية برئاسة ترامب ومشاريعهم الوهمية، حيث قالت القيادة الفلسطينية كلمتها بوضح لا لكل المشاريع التصفوية ، والنيل من الحقوق الفلسطينية المشروعة، وتصدت بكل شجاعة ووقفت في وجه المؤامرات التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية حيث اجمع الكل الفلسطيني على الاستعداد للتضحية والتمسك بكل مقومات الصمود والثوابت النضالية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني .
إن الاجتماع يشكل خطوة مهمة على طريق التكامل الوطني ولم الشمل الفلسطيني وإنهاء حالة الانقسام ومقدمة اساسية لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية صمام امان الشعب الفلسطيني وخطوة على طريق الوحدة والتوحد الفلسطيني الشامل وإعادة بناء المؤسسات الفلسطينية وحماية الشعب الفلسطيني وحقوقه ودعم المشروع الوطني الفلسطيني، وبات المطلوب الان ضرورة مشاركة جميع القوى الوطنية والإسلامية وكل مستويات وفصائل العمل الوطني والإسلامي والعمل ضمن الثوابت الوطنية الفلسطينية والتمسك بحقنا في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس المحتلة، وحل قضية اللاجئين بموجب القرار 194 الذي يكفل لهم حق العودة إلى ديارهم وممتلكاتهم التي هجروا منها منذ العام 1948، والتصدي لمخططات صفقة القرن ومخططات الضم الاسرائيلية .