لم تغْرِني تلك المرأة للفرار من العدم../حين شيطنني العدم بعدمه..
تاريخ النشر: 13/09/20 | 10:10لم تغْرِني تلك المرأة للفرار من العدم
عطا الله شاهين
قابع منذ زمن في العدم.. هربتُ من مآسي الحياة.. لم أعاني في العدم من أي شيء .. بقيت نائما على طرف العتمة.. لم أحلم هناك بأية أحلام مزعجة كأحلامي في الوجود، لكنني رأيت امرأة تفرّ من العدم، فسألتها لماذا فررت من هذا العدم؟ فلم ترد عليّ، وخرجت إلى بوابة الوجود، ونظرت صوبي، وبقيت صامتة، لكنني لاحظت في عينيها اشتياقا للحياة، فقلت: لعل رغبتها نبّهتها بعدما حشرت نفسها في العدم مثلي.. فلعلها ملت من بقائها في العدم بلا همسات، وبلا حب، فلا يوجد أسباب أخرى تدعوها للخروج من العدم إلى الوجود مرة أخرى.. كانت تسير في عتمة العدم تحت ضوء تسلل منذ سرمد من انفجار سوبرنوفا .. وحين رأيتها تقف على بوابة الوجود أغرتني للحظات بخروجها من العدم، لكنني لم ألحقها، فقلت: سأظل في العدم إلى سرمد من الزمن .. لم أعد راغبا في حب امرأة في حياة كلها كوارث سأظل هنا في عدم بلا أية رغبات.. سأموت بلا وداع، وبلا بكاء من الأهل، وبلا تكلفة من طقوس للموت.. فالمرأة فرت لسبب قوي جعلها غير قادرة على حبس رغبتها في عقلها لزمن سرمدي …
———————-
حين شيطنني العدم بعدمه..
عطا الله شاهين
لا أدري لماذا اخترت حياة في العدم.. لعل مآسي الحياة جعلتني أفر رغما عني للعدم، لكن العدم هناك شيطنني بتمرد عقلي، الذي أراد الخروج للوجود .. لم أعاني في العدم من أي شيء ولكن العدم يبقى عدما ولهذا شيطنني العدم من صمته ومن لا مكان له في عتمة سرمدية .. بقيت نائما في فراغ العدم . لم أحلم هناك بأية أحلام عن سبب وجودي.. فالعدم جعلني اشتاق لامرأة اختفت مثلي في العدم، لكنني لم أجدها رغم شيطنتي في عتمة العدم .. لا أعتقد بأنني سأظل في العدم إلى سرمد من الزمن أراني مشتاقا للحياة، ومشتاقا لامرأة لم تحبني البتة، لكنني معجب بثقافتها …. سأموت في الوجود أفضل من الموت في عدم العدم.. فلا رغبة أن أبقى متشيطنا في العدم لزمن.. ففي العدم عدم مواز يشيطنني من صمته وعتمته، ولهذا اتوق للعودة للوجود.. كفى شيطنةً من العدم ..فلا حياة دون الوجود السرمدي …