لَحْنُ الفِدَاء
تاريخ النشر: 19/09/20 | 8:48( في الذكرى السنوية على مجزرة صبرا وشتيلا …والقصيدة هي لسان حال كل فلسطين لاجىء ومشرَّد يضطرمُ ويتأجَّجُ الشوق والحنين لديه لرؤية أرضه ووطنه )
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )
هَوَى وَطَنِي وَهَلْ يُكْتَمْ – بقلبي عِشْقُهُ مُضْرَمْ
وَنَفحُ شَذاهُ لم يَبْرَحْ – على طولِ المَدَى بَلْسَمْ
وَلوْ خُيِّرْتُ أن أحْظَى – بكسبِ المالِ والمَغْنَمْ
وَأترُكُ خِصْبَهُ وَطني – فقلبي فيهِ ذا مُغْرَمْ
فلا أنساكَ يا وطَني – وَلَوْ تَحتَ الثَّرَى أعدَمْ
رَمَوْا أهلي إلى المَنفى – وَكَوْنِي بَعدَهُمْ أظلَمْ
قراهُمْ بالنَّوَى أضحَتْ – قفارًا رَسْمُهَا مُبْهَمْ
وَذُلاًّ ذُقتُ يا لَهَفِي – وَطِفلاً بعدُ لم أفطَمْ
صَهاينةٌ سَبوا أرضي – تشرَّدْتُ فما أظلَمْ
جراحي تلكَ ما شَفَعَتْ – وَشَدُّوا قيديَ المُحْكَمْ
فَشبتُ على مَآسِينا – وَلُكْتُ القَيْدَ كالمُلجَمْ
بأرض ِ العُربِ مُلتَجِىءٌ – وَنارُ القلبِ كم تُضْرَمْ
أأغدُو نازحًا وَطَني – فقيرًا يائِسًا مُعْدَمْ
بلا أرضٍ بلا عَلَم ٍ – .. بلادي قد غَدَتْ مأتَمْ
أيُغصَبُ حقُّنَا جَوْرًا – وَنُسقى بالنَّوَى علقَمْ
أنغدُو بَعْدَ عِزَّتِنا – ضِعَافا حقُّنا يُهْضَمْ
فإنِّي سَوْفَ أشعِلُهَا – سعيرًا .. سوفَ لا أسأمْ
لأروي الأرضَ أرويها – وَبُركانَ الرَّدَى أقْحَمْ
فَعُنواني فِدَائيٌّ – على دربِ الفِدَا أقسَمْ
وَدَمعُ القُدسِ ناداني – ضميرَ القلبِ كم ألْهَمْ
دَمُ الأشبالِ مِن شعبي – بنارِ الغَدرِ لم يُهْزَمْ
فَهَيَّا للفِدا نمضي – حُشودُ الغدر فلتَعلَمْ
ويومُ النَّصرِ قد يأتي – بعزم ِ الشَّعبِ فليُرْسَمْ
فِدَا الأوطانِ قد رَخُصَتْ – نفوسٌ للوَغى تَصْبُو
ففيها الحُبُّ مِعطاءٌ – وَفيهَا العَزمُ لا يَخبُو
على ” صَبْرَا ” يذوبُ القلْ – بُ .. نارُ الثَّأرِ لم تُضْرَمْ
” شَتيلا ” مثلهَا صارَتْ – وفيهَا الغدرُ قد خيَّمْ
فهَا ” نيرونُ ” قد رجعَ – يُبيحُ .. يُبيحُ ما يُحْرَمْ
على أشلاءِ أطفالٍ – بنَى تاريخَهُ المُبْهَمْ
وَشَيَّدَ مِنْ ضَحَايَانا – صَحائِفَ مَجْدِهِ الأشأمْ
فتاةَ العُمرِ ما عادَ – لنا باللَّهْوِ من مَغنَمْ
فكيفَ وَأهلُنا أضْحَوا – ” بصَبرَا ” أنهُرًا من دَمْ
فإيَّاكِ ولا تَنسَيْ – وَنارُ الثَّأرِ فَلْتُضْرَمْ
فهَيَّا للفِدَا نمشِي – نُلّبِّي دَعوَةَ المُغرَمْ
فشُدِّي العَزمَ وامْتشِقي – سلاحًا … فالرَّدَى أقْدَمْ
على الشُّهداءِ فلتبكي – دُمُوعًا لونها عندَمْ
وَذوبي في هَوى وَطنِي – وَكوني الشَّاعرَ المُلْهَمْ
فِدَا الأوطانِ كم ثارَتْ – رجالٌ عَزْمُهَا صَلْدُ
وَهَبَّتْ من مَراقِدِهَا – تُناضِلُ … حَرْبُهَا جِدُّ
بإكليلِ المُنى اتَّسَمَتْ – بأنغامِ الفِدَا تشدُو
فلسطينَ المُنى تِيهِي – فأنتِ الشَّهْدُ والبَلسَمْ
وَأنتِ مَنارةُ الأحْرَا – رِ … فيكِ مُتيَّمٌ مُغْرَمْ
ستبقى هِمَّة ُ الشَّعبِ – مَدَى الأيَّامِ وَثَّابَهْ
فمَا هَابَتْهُ صُهيونًا – كتائِبَهُ …. وَأذنابَهْ
ففي الأوطانِ أشبالٌ – يجوبونُ الرَّدَى بَابَهْ
وحتَّى الطفلُ مِن شعبي – يُهَاجمُ كلَّ دَبَّابَهْ
هُمُ الأبطالُ قد صَمَدُوا – سَلُوا العُدوانَ ما نابَهْ
بعُرسِ المَجدِ مُبْتَسِمُو – نَ هَزُّوا الكَونَ .. أطنابَهْ
وليلُ الظلمِ إن طالَ – فَحَتْمًا ينجلي قهرَا
وَنرجعُ بعدَ نكبتِنَا – وَيبزغ ُ حُلمُنا فَجْرَا
سَنرجِعُ طالَ مَوْعِدُنَا – وَيَرجِعُ قُدسُنا حُرَّا
ألا صُهْيونُ فلْتَعْلَمْ – بأنَّ الشَّعبَ لا يَسْأمْ
وهذي الارضُ نَعشَقُهَا – سَنفدِيهَا وَمَا نَنْدَمْ
وَمِنْ دَمِنا سنرويهَا – فإنَّ الحَقَّ لا يُهضَمْ
ستبقى الأرضُ قد تبقى – لِشَعْبِي الذّائِقِ العَلْقمْ
فلا نَخْضَعْ .. وَلا نَرْكَعْ – ولا نَسْجُدْ .. فهَلْ تَعلَمْ
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )