معقول أن تتحسن حالة المريض كلما تقدم به السن..!؟
تاريخ النشر: 22/09/20 | 18:50محكمة العمل اللوائية تقبل استئناف ضد اللجنة الطبية
هل من المعقول أن يطرأ تدهور على الوضع الطبي لإنسان بسبب تقدمه بالعمر، ومن المتوقع أن يطرا تحسن على حالته مع مرور السنوات، من ناحية أخرى؟
رغم أن الإجابة على هذا التساؤل هي بالنفي جملة وتفصيلا، الا ان لجنة الاستئناف الطبية المنبثقة عن مؤسسة التامين الوطني، لها رأي آخر حيث ترى اللجنة ان هذا ممكن، ولذا رفضت دعوى تقدم بها انسان متضرر، والذي طالب مؤسسة التامين الوطني الاعتراف بتدهور حالته الصحية.
جواب الرفض لم يرق للمدعي والذي لم يقتنع برأي اللجنة الطبية، الأمر الذي دفعه للتوجه للمحامي سامي ابو وردة، المختص بقضايا التامين الوطني والاهمال الطبي، والذي قام بعد دراسة عميقة لحالة المدعي، بتقديم دعوى قضائية لمحكمة العمل اللوائية في حيفا لاستصدار قرار من المحكمة يلزم مؤسسة التامين الوطني الاعتراف بوضع موكله الطبي.
وجاء في الدعوى ان المدعي في السبعينات من العمر، كان قد حصل على اعتراف بإصابته حين أصيب بظهره قبل أكثر من عشرين عامًا عندما حرك فرن خبز ثقيل الوزن.
وفي حينه، قررت لجنة طبية منبثقة عن مؤسسة التامين الوطني منحه عجزًا دائمًا بنسبة 10%.
ولكن جذور الدعوى الحالية تعود لما حدث مع المدعي قبل عام تقريبًا، حيث تبين من نتائج الفحوصات التي أجراها لدى طبيب اختصاصي اعصاب، وطبيب اختصاصي عظام، أن حالته الطبية قد ازدادت سوءًا مما يخوله باستحقاق درجة عجز أكبر.
وادعى امام اللجنة انه يجد صعوبة بالمشي على رجليه، ولا يستطيع الانحناء، محدودية بالجلوس، بحاجة لمساعدة عند تبديل الملابس.
هذا كله بالإضافة لاضطراره على استعمال جهاز المشي لمساعدته بالتحرك.
وجاء في قرار أطباء لجنة التامين الوطني الطبية أن الأمر يدور عن تدهور مؤقت. وهناك مجال التحسن.. النتائج هي تآكلية نتيجة الجيل..”. وفي نهاية الامر، قررت اللجنة بانه لم تسوء حالة المدعي.
وأشار المحامي، سامي ابو وردة، أثناء النظر بالقضية في محكمة العمل اللوائية ، إلى أن اللجنة تنكرّت للعلاقة بين تدهور حالة موكله الصحية وبين إصابته السابقة، وتنسب هذا التدهور لتقدم موكله بالسن. وهذا يظهر تناقض واضح في قرار اللجنة فمن ناحية واحدة تقرر أن هناك تدهور مؤقت بحالته الصحية ومن المتوقع أن يطرا تحسن على حالته، ومن ناحية أخرى تقرر اللجنة ان الامر يتعلق بحقائق ونتائج تتعلق بسن موكله.
ويتسائل المحامي سامي ابو وردة مستغربًا: كيف سيطرا تحسن متوقع على حالة موكله تزامنًا مع مرور الوقت على جيله؟! وهل التقدم بالسن هو السبب بتدهور صحة موكله حسب رأي اللجنة؟!.
المحكمة اقتنعت بوجهة نظر المحامي سامي ابو وردة، التي طرحها وفصلها باسهاب خلال النظر بالاستئناف، وبناءً على ذلك، رئيس المحكمة سعادة القاضي، الكس كوغان، قرر قبول الاستئناف، وأصدر امرًا يقضي بإعادة البحث بالقضية للجنة الاستئناف كي تفسر قراراتها التي تتعلق بين التدهور الذي طرأ على حالة المدعي الصحية وبين حادثة إصابته بالظهر التي تعرض لها في وقت سابق والتي تم الاعتراف بها على أنها حادثة عمل.