هل يحق للمسلم أن “يشك” في الثوابت ويناقشها؟
تاريخ النشر: 24/09/20 | 6:54بعض المسلمين يساورهم الشك والحيرة في كل شيء، فهل من حقهم أن يشكوا ويتحدثوا في كل شيء ومنها الثوابت؟ ومن هذه الثوابت اعظمها وهو التوحيد ووجود الله عز وجل؟” هكذا سُئل الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية المصرية وعضو هيئة كبار العلماء، في إحدى حلقات برنامجه “والله أعلم” ليفرق بين نوعين من أنواع الشك وكيفية تعامل المسلم معهم وكيف تحدث الرسول صلى الله عليه وسلم عن الشك كمنهج..
فرق جمعة بداية بين دائرتين، فهناك اسئلة تدور حول القضايا، هل الله موجود؟ هل هو واحد؟ هل هو داخل الكون أم خارجه؟ هل القرآن صحيح؟ فهذه قضايا، أما الأمر الآخر فهو شك في الافعال، هل صليت ثلاثة أم أربعة ركعات؟ وهل نقض وضوئي أم لا، فهذه الأفعال، أما القضايا، يقول جمعة “في القضايا انا مستعد أجاوبه على كل حاجة وليفكر كما يشاء بلا حدود” مؤكدًا أنه لا سؤال خارج عن النص أو المنهج، مستشهدًا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أحق بالشك من إبراهيم، وهو حديث أخرجه البخاري، مشيرًا إلى آيات سورة البقرة التي تروي قصة رغبة إبراهيم عليه السلام في معرفة كيف يحيى الله الموتى، وهنا يفرق جمعة بين أمرين، “إذا كان هذا شك فنحن نشك أيضًا، وإذا كان منهج نتوصل به في النهاية إلى الحق واطمئنان القلب فعلينا ان ننتهجه أيضًا”.
لكن الشك في الأفعال، يقول جمعة، هو نوع من أنواع المرض، فهو وسوسة، في المعاملات المالية وفي الطهارة والعبادات وغيرها، والوسواس في الأفعال غالبا ما يأتي من إلقاء الشيطان للإنسان، ويجب أن يتم علاجه، وقد يصل الأمر إذا تم اهماله إلى احتياج العلاج الطبي، “وهذا الشك نقول لصاحبه اطرح الشك وتجاوز” يقول جمعة، لكنه ينبه أنه في حال استمرار الأمر لفترات طويلة فلن يكون مجرد وساوس يحاول دفعها بل هو مرض يجب علاجه، أما الشك في القضايا فهو طلب علم، فهو يرغب في التعلم والتحصل على البرهان الذي أمرنا به الله سبحانه وتعالى حين قال: “قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ”.
كتبت آمال سامي
الشك يؤدي الى اليقين