محاضر في التقويم البديل، البيداغوجيا والأدوات الرقمية الحديثة ومستشار تنظيمي، مختص في N.L.P.
تاريخ النشر: 24/09/20 | 12:24سلسة مقالات: ” التعليم نحو الافضل ”
الأستاذ احمد محاجنه – محاضر في التقويم البديل، البيداغوجيا والأدوات الرقمية الحديثة ومستشار تنظيمي، مختص في N.L.P.
المعلم العربي, هل فقد البوصلة ؟
مقدمة ,
نعم نعم افتخر بكوني معلما , كلمة شكر وامتنان للمعلمين على ما يبذلونه من جهود جبارة في الأشهر الماضية خاصة مع عدم انحصار جائحة الكورونا داخليا وخارجيا حيث وجد المعلم نفسه في الصف الامامي في معركة التربية والتعليم ضد تأثير ازمة فيروس كورونا على المجتمع بشكل عام وعلى المدارس بشكل خاص .
رغم الحواجز الكثيرة والتي يحاول المعلم تحت مسمى جديد ” الفقير رقميا ” ان يتفاداها خلال الأشهر الماضية لكونه يتواجد في حلقة مفرغة متشابكة المتطلبات، المهمات ,التعليمات والتقييدات المتعلقة بنواحي متعددة منها الشخصية, النفسية , الأخلاقية , والمهنية.
مع تفاقم ازمة التعليم وسيرورتها وبرامجها وخططها المختلفة والمتنوعة داخليا وخارجيا الا اننا نر ان المعلم وجد نفسه في بؤرة الحدث والذي يقابل كل يوم العشرات بل المئات من المشاكل التقنية، الاجتماعية، الرقمية، التربوية لدى طلابه وعليه ان يكون العنوان الأقرب لدى الطالب مع تواجد أحد والديه اوكلاهما في العمل خارج البيت تاركا أولاده بلا رقيب او مساعد غير المعلم ” الفقير رقميا”.
يا سادة يا كرام ان للمعلم عائلة وان للمعلم مسؤوليات وان للمعلم حقوق وان للمعلم واجبات ابسط ما نقول انه يتعالى عن كل هذا لمصلحة طلابه على مدار الساعة …. فشكرا لك.
ان الأوان ان نعط كل ذي حق حقه ونقولها بصوت عال رغم الميزانيات الهائلة التي استثمرت في الأشهر الماضية عالميا ومحليا لتهيئة ورفع جهوزية المدارس لاستخدام اليات وتقنيات التعلم عن بعد محاولين قدر الإمكان سد فجوة نتجت قصرا خلال شهرين من نهاية العام الدراسي الماضي ولم تنجح في سد الفجوة لغاية الان.
يعد المعلمون ركيزة أنظمة التعليم وأساس الوصول إلى أهداف التعلم، بغض النظر عن السياق والموقف. فهم على الخط الأمامي في ضمان استمرار التعلم في إطار أزمة فيروس كورونا. ففي جميع أنحاء العالم، يقوم المدرسون وقادة المدارس بالتحرك والابتكار بسرعة لتيسير جودة التعلم عن بعد للطلاب خلال الحجز المنزلي، باستخدام التقنيات الرقمية أو بدونها. كما يشاركون في تقديم أشكال أخرى من التعليم. وبالإضافة إلى ذلك، يعد المعلمون عنصراً أساسياً في نقل التدابير التي تمنع انتشار الفيروس، مما يضمن سلامة الأطفال ودعمهم. حتى تاريخ 25 ايار، أغلقت 195 دولة جميع المدارس بسبب فيروس كورونا.
يدعو فريق العمل الدولي الخاص المعني بالمعلمين جميع الحكومات، ومقدمي وممولي التعليم من القطاعين العام والخاص إلى الاعتراف بالأدوار الحاسمة التي يضطلع بها المعلمون في الاستجابة لفيروس كورونا والانتعاش بعده.
وسرعان ما استنفر المعلمون إلى جانب مديري المدارس وأوجدوا سبلاً مبتكرة من أجل تيسير التعلّم عن بعد للطلاب الخاضعين للحجر الصحي، وذلك باستخدام التكنولوجيات الرقمية أو من دونها، وهم يضطلعون بدور أساسي في إيصال التدابير الوقائية من انتشار الفيروس إلى الطلاب، كما يعملون على التأكد من سلامة الطلاب وتلقيهم الدعم.
ويعرِّض هذا الوضع غير المسبوق المعلمين والطلاب والعائلات إلى توتر نفسي.
وفي بعض الحالات، يحاول المعلمون الذين قد يكونون بالفعل معرضين للفيروس، السيطرة على القلق الناتج عن إبلاغهم بأنهم سيعملون في ظلِّ انتشار فيروس كورونا الجديد، ويتعرض البعض الآخر من المعلمين إلى التوتر بسبب رغبتهم في تقديم تعليم جيدٍ بواسطة أدوات لم يتدربوا عليها أو تلقوا بشأنها بعض التدريب والدعم فقط.
يتعين على جميع المساهمين في قطاع التعليم، إبقاء أعينهم مفتوحة ليكونوا على أتم الاستعداد للتركيز على إيجاد الحلول. ويكتسب الطلاب مهارات شخصية من خلال تعاملهم المباشر مع زملائهم في المدرسة أو الجامعة. ونحن نعلم أن مواصلة الأنشطة اليومية على الانترنت عبر منصات التواصل الاجتماعي ليس حلًا بديلًا أو ملائمًا بالشكل الكافي، فالتعلم الإلكتروني من المنزل ليس بمقدوره سد هذه الفجوة الاجتماعية، لذلك يحتاج الطلاب والآباء إلى بذل الجهد الكافي لضمان الحفاظ على العلاقات الإنسانية، والتشجيع على التواصل مع الآخرين ومع انخفاض حجم الدعم الذي توفره المدارس، يحتاج الآباء إلى بذل مجهود أكبر في مساعدة أبنائهم على فهم الدروس التي تلقوها عبر الانترنت، وهذا قد يكون أمرًا صعبًا في المنازل التي يعمل فيها الأب والأم.
يعني النظام الجديد أن التعليم لن يعود مجرد فرصة تجارية سانحة أمام الشركات والمؤسسات؛ فالطلاب وأولياء الأمور يبحثون عن الفرص الحقيقية والتجارب عالية الجودة في كل مكان حول العالم من داخل بيوتهم. وستواصل منصات التعليم الإلكترونية المجانية الصعود والتقدم في الوقت الحالي.
ما هي البوصلة؟
• اكتساب الجيل الجديد مهارات تكنولوجية
بعد قضاء شهور في التعلم المنزلي خلال فترة الإغلاق، أصبح الطلاب على معرفة أكبر بأدوات ووسائل تكنولوجيا التعليم، مع تمتعهم بالقدرة الكافية للتحكم في دروسهم الخاصة؛ فلن يكونوا طلابًا يتعلمون الدروس الموجهة وفقًا للمناهج الدراسية فقط، بل سيكتسبون أيضًا الخبرات في العديد من التطبيقات الجديدة المتاحة، التي يمكنهم استخدامها للدراسة والتعلم، حيث يتعلم الأطفال منذ سن مبكرة استخدام الأجهزة الإلكترونية بما يتجاوز المتعة والتسلية فقط، وهذا يعني أن الجيل الجديد سيتبنى مهارات متقدمة للغاية في مرحلة عمرية مبكرة، حيث يمكنهم استيعاب المعلومات والتعلم سريعًا.
• سهولة الوصول إلى المحتوى التعليمي
سيدعو هذا التحول الرقمي إلى تغيير المناهج الدراسية، حيث أصبحت البرامح التعليمية الجديدة تتبنى الاستراتيجيات الذكية في بناء المحتويات التعليمية، عبر استخدام أحدث التطبيقات التي تطورها الشركات الناشئة وكبرى المؤسسات في القطاع لكن من بين أهم النقاط الأساسية التي ينبغي علينا مراعاتها، هو أن هذا التحول سيكون قادرًا على تحسين سبل الحصول على التعليم، وبالتالي خلق المزيد من الفرص المتساوية للجميع في المدن والقرى، فيما ستمكن التكنولوجيا الأطفال في الأماكن البعيدة من الحصول على التعليم بالجودة ذاتها المتوافرة للأطفال الذين يعيشون في الدول التي تتمتع بدرجة عالية من التكنولوجيا لكن لكي يحدث ذلك، سيتعين توفير الأدوات التقنية كالحواسيب المحمولة والألواح الذكية، والإنترنت بأقل كلفة ممكنة، حيث ستصبح هذه الأجهزة جزءًا من الاحتياجات البشرية الأساسية لا الكمالية.
• تزايد المنافسة العالمية في المجالات التعليمية
سيحدث تنافس بين الجامعات والمعاهد والمعلمين ومنصات تكنولوجيا التعليم من جميع أنحاء العالم، ولن نرى بعد الآن تنافس المؤسسات التعليمية عبر المباني والمنشآت الجامعية الراقية، حيث ستركز الجامعات على جذب المواهب البشرية، عبر استخدام الأموال للاستثمار، في توفير بيئة صحية للتعليم وتوفير التكنولوجيا المتطورة لكل من المعلمين والطلبة، من أجل تقديم نظام تعليم عن بعد عالي الجودة
• تقييم البنية التحتية التعليمية
بالتأكيد، لن يأتي كل شيء بالمجان، ستبرز الحاجة إلى إعادة النظر في البنية التحتية التعليمية في المنطقة وتقييمها وإعادة هيكلتها بشكل قوي يساند هذه الثورة التعليمية.
إلى جانب أهمية الاستثمار في زيادة مهارات المعلمين في المجال التكنولوجي مع توفير شبكات انترنت عالية السرعة مجانية للطلبة، أو بأسعار متاحة للجميع.
• زيادة التركيز على الأنشطة والهوايات وتعزيز المواهب
رغم أن معظم المواد التعليمية العادية ستكون عن بعد، سيحتاج الأطفال والـشباب إلى التـجـمع معًا لمزاولة الأنشطة والألعاب وعقد اللقاءات والاستمتاع بـالفعاليات الموسيقـية والبدنية.
كما أن المواهب الرياضية والفنية وغـيرها تحتاج تنميتها منذ سن مبكرة، لذا قد تتحول المدارس إلى مراكز ترفيهية، حيث يذهب الأطفال للتجمع واللعب وممارسة الألعاب الرياضية وغيرها.
• نمو الاستثمارات في القطاع التعليمي الإلكتروني
ستنخفض عمليات الاستحواذ على المدارس، وسيزيد الاستثمار في الشركات الناشئة والتكنولوجيا.
ومن المتوقع تجاوز قيمة سوق التعليم الإلكتروني العالمي 300 مليار دولار بحلول عام 2025، وفقًا للتقرير الصادر من شركة خدمات البحوث السوقية “Global Market Insight” عام 2020.
وقد جمعت أكثر 10 شركات ناشئة تمويلًا في تكنولوجيا التعليم بالشرق الأوسط، نحو 45 مليون دولار حتى الآن، ومن المتوقع تزايد هذا المبلغ، مع ظهور العديد من الشركات الصاعدة والأفكار التكنولوجية الجديدة.
• انخفاض التكاليف والنفقات التعليمية
مع بقاء الطلاب في المنازل، وحصولهم على التعليم عبر الأجهزة الإلكترونية، سيتناقص الضغط المتعلق بالحضور والالتزام بالفصول التقليدية مع مرور الوقت، فيما ستنخفض النفقات والتكاليف المرتبطة بالحفاظ على المباني التعليمية وصيانتها، والإشراف على حضور الطلاب بشكل كبير، فضلًا عن التكاليف الأخرى المتعلقة بالزي المدرسي والتنقل من وإلى المنزل، أو السفر ونفقات المعيشة ومصاريف التأشيرة، إذا كان الطلاب يدرسون في دولة أو مدينة أخرى، وبالتالي سينعكس ذلك على المصاريف المطلوبة، وسنتمكن حينها من توفير الميزانيات وتوجيهها إلى مناطق أخرى، مثل توفير الرحلات الميدانية أو التكنولوجيات الجديدة.
• بدء التوجه نحو تبني مناهج جديدة
في منظومات التعليم التقليدية، يتعلم كل طفل من فئة عمرية واحدة المناهج نفسها تقريبًا بالسرعة نفسها، دون النظر إلى اهتماماتهم أو مهاراتهم الفردية.
وفي الوقت الحالي، تضع كل دولة مناهجها الخاصة. لكن في المستقبل، بفضل البنية التحتية الرقمية العالمية، سيكون للطلاب إمكانية الخيار.
ومع النظام الجديد، وتقليل التركيز على مناهج التعليم الرسمية، سيتمكن الطلاب من التعلم بالوتيرة التي تناسبهم، والانتباه أكثر للأشياء التي يستمتعون بفعلها.
• تزايد الإقبال على التدريس الخصوصي والدورات التدريبية
لدعم التعلم الإلكتروني، سيزيد الإقبال على المعلمين الخاصين، عبر المؤسسات والتطبيقات، من أجل تقديم المساعدات الخاصة التي تتناسب مع كل طالب في جميع أنحاء العالم، ولكي يتمكن الطلاب من الحفاظ على التواصل مع مدرسهم أو بلدهم.
• زيادة برامج العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات”STEM” وزيادة انتشار المعاهد المتخصصة
سيكون هناك طلب متزايد على برامج “STEM” المتخصصة عالية التقنية، على حساب العلوم الاجتماعية، وقد يرجع ذلك إلى تغيير المتطلبات العالمية وأسواق العمل دائمة التطور المعتمدة على تلك العلوم، ومن شأن المؤسسات التي لديها بنية تحتية متخصصة.
• ارتفاع حصانة أسواق التعليم ضد التغييرات المفاجئة
ستصبح المنظومة التعليمية محصنة مع اعتماد النظام الجديد على التكنولوجيا، وبالتالي ستكون مستويات التعليم جميعها متاحة ومضمونة بصرف النظر عما يحدث في العالم. وسيكون هذا النظام الجديد محصنًا ضد الظروف المناخية المتغيرة والأوبئة العالمية والحروب والأحداث الأخرى، التي من شأنها تعطيل الحياة، طالما أن الانترنت لا يزال متاحًا ويسهل الوصول إليه.
اختم مقالي انه, علينا مواجهة التحديات سعيًا نحو مستقبل تعليم أفضل، وينبغي على جميع المساهمين في قطاع التعليم تبني التعليم الإلكتروني بصدر رحب وعدم التردد في وضع الأنظمة المناسبة وإعادة بناء البنية التحتية للتعليم من أجل توفيره كخيار بديل ومتكافئ مع التعليم التقليدي ووضعهما أمام الآباء والطلاب وترك الخيار لهما.
اليوم؛ أنسب وقت للاستفادة من النجاحات الحالية والبناء عليها، فقد وفرت تجربة “التعليم عن بعد” آفاقًا جديدة تبشر بكثير من الآمال نحو مستقبل تعليمي واعد، والتطلع نحو ما هو أعمق، وأهم من مجرد وجود الأنظمة التعليمية التقليدية هو اعداد معلمين رقميين لبلورة خامة طلابنا على أفضل طراز علما وخلقا بمشاركة أهلهم لرسم معا مستقبل تعليمي مشرف ومشرق لنا.
ملاحظة: المقال بين ايديكم اقتبست معلومات من مصادر مختلفة لبلورة فكري الخاص