موقف جزائري ثابت وأصيل
تاريخ النشر: 24/09/20 | 12:27بقلم : سري القدوة
لم يبدو موقف الجزائر الداعم للقضية الفلسطينية إلا موقفا اخويا أصيلا يعبر عن عمق العلاقات الأخوية بين الشعبين الفلسطيني والجزائري حيث إن فلسطين هي امتداد طبيعي للجزائر، فالثورة الفلسطينية ولدت من رحم ثورة أبناء الجزائر، فكانت كلمات الرئيس الخالد هوراي بومدين (مع فلسطين ظالمة او مظلومة) لترى وتشاهد وتسمع كل أبناء الجزائر يرددون علي مسامعك هذه العبارة، كل ما عرف انك فلسطيني، وتجسد الجزائر رئيسا وحكومة وشعبا هذه المقولة الهامة والمهمة في تاريخ العلاقات الفلسطينية الجزائرية، فتشعر انك تجسد تاريخ مشترك وواقع واحد وهدف واحد لشعب واحد لا شعبين، فهذا التاريخ لم يكن مجرد صدفة بل تاريخ يمتد عبر الأجيال، وان الدعم المعنوي والمادي والروحي والتقني والفني للثورة الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية تواصل عبر المراحل المختلفة.
ولعل تلك التصريحات التي اطلقها الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عبر وسائل الاعلام الجزائرية جاءت لتؤكد عمق الترابط الوطني النضالي والأسس الثابتة ما بين الجزائر وفلسطين قلب الامة العربية النابض، حيث عبرت تلك الموقف الوطنية والقومية عن عمق الترابط ما بين فلسطين والجزائر وهذا يعيد التأكيد على أن القضية الفلسطينية مقدسة، ولن ولم تحل إلا بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وأن الجزائر لن تكون الا مع فلسطين وجزءا اساسيا وداعما للنضال الفلسطيني.
إن تصريحات وتأكيدات الرئيس تبون عكست حقيقة مشاعر الشعب الجزائري ومختلف قطاعات العمل الوطني سواء بالحكومة او المستوى الشعبي والرئاسة الجزائرية، لتسجل بحروف من نور موقف عربي مهم في ظل الظروف الحرجة التي تمر بها القضية الفلسطينية، وتعيد التأكيد مجددا على اهمية الدعم العربي للشعب الفلسطيني، وان فلسطين ليست وحدها، وان الموقف القومي والعمق العربي واضح ولا مجال للشك به حيث تقف الجزائر مع القضية الفلسطينية وهي البلد العربي الذي احتضن القضية الوطنية منذ الأيام الأولى لانطلاقة الثورة الفلسطينية وتأسيس منظمة التحرير الفلسطينية كما ان الجزائر احتضنت ولادة إعلان استقلال دولة فلسطين في المجلس الوطني الفلسطيني في 15/11/1988.
إن صوت الرئيس الجزائري جاء واضحا ليخترق حالة الصمت إزاء مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية، وتطبيق ما يسمى صفقة القرن الامريكية، ومخططات الاستيطان، وتصاعد العدوان الاسرائيلي الهمجي، ضد الشعب الفلسطيني، وقد شكل الموقف الجزائري نموذجاً للموقف العربي كما رسمته قرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وكما تفترضه متطلبات السيادة الوطنية، في مواجهة المشروع الإسرائيلي في عدائه السافر لشعوب المنطقة العربية.
ان الموقف الجزائري بات في غاية الاهمية ويشكل انطلاقة متجددة لرسم معالم التضامن العربي المشترك، والسعي دوما لبناء علاقات قومية معبرة وهادفة وتعبر عن اماني الشعوب العربية وتطلعاتها الاستراتيجية، وهي تخوض مراحل التكامل الوطني من خلال الحرص القومي على عدم فقدان البوصلة وضرورة التأكيد والعمل بقدر ما يمكن من اجل البناء علي الموقف الجزائري، والاسترشاد منه، والتأكيد على الرفض العربي لاستمرار نهب الحقوق الفلسطينية، وانه لا أمن ولا استقرار ولا سلام في المنطقة دون إنهاء الاحتلال وضرورة الالتزام الشامل بقرارات قمة بيروت (2002).