حين فررتُ من عذاباتِ الحياة صوب العدم /حينما علقتُ بميتافيزيقية الكوْن ذات حُلْمٍ..
تاريخ النشر: 24/09/20 | 12:37حين فررتُ من عذاباتِ الحياة صوب العدم ..
عطا الله شاهين
لم تعد الحياة تغريني بكل ملذاتها، ففررت صوب العدم، لأنه ليس هناك أي خيار بديل للبقاء في الوجود ، ولكنني لم أرغب الموت، ولهذا اتجهت بوعيي صوب العدم كي أبتعد عن الحياة بكل عذاباتها
لم تعجبني فكرة الذهاب للعدم، الا أنه ليس من تفكير آخر بعد أن تعذبت من حياة مليئة بتناقضات اجتماعية ونفسية لا يمكن العيش في كنفها دون عذاب، ولهذا قلت بأن العدم يمكن أن يكون بلا تناقضات الوجود ..
هنا معاناة أعيشها مع أفكاري المستنيرة، التي لا يتقبلها مجتمع متخلف ومتمسك بعادات وتقاليد جاهلية، ولا يفهم تغيرات الحياة من تقدم عِلمي ومن حلول وسط في تقبل فكرة معينة حول موضوع ما، ما جعلني أكره الوجود، ولهذا لم يبق أمامي سوى التقوقع في العدم لأرتاح من عذابات الوجود، التي باتت ترهقني عند مواجهتها
ففراري نحو العدم كان حتميا، لأنه من الصعب العيش في تناقضات حياتية لا يمكن أن تستمر دون إغلاق لعقلي المنفتح على فلسفة الحياة بكل معانيها . .
—————————–
حينما علقتُ بميتافيزيقية الكوْن ذات حُلْمٍ..
عطا الله شاهين
لا أذكر شيئا، حينما شاهدت نفسي عالقا في نقطة مفصلية عن تشكّل الكوْن، حين بقيتُ بمتافيزيقية الكوْن عالقاً دون وعيي وإدراكي للزمكان، اللذين كانا صفرا، فلم يكنْ بدايةٌ للكوْن المعروف، لكنني بوعيي عبرتُ إلى ما وراء بداية تشكّل الكوْن بشكله الحالي، إلا أنني لم أر شيئا سوى الفراغ المعتم، إنها ميتافيزيقية الكون، هناك لا شيء سوى العتمة السرمدية.. المشكلة بأن الحُلْم انتهى فجأة، وكأنّ الحُلْم حدث وقتما لم يكن أي زمنٍ، أو مكانٍ، عندما راودني هذا الحُلْم الفوق خيالي الحُلْم في عالم ما ورائيات الكون.. قلتُ: لعلّ ميتافيزيقية الكون أوقفت عقلي عن التفكير بشكل نهائي، أو لربما ذكائي لم يتمكن من حلّ فيزيائية قوة الكون، لا شيء أتذكره من الحلم، مع أنني تذكرت عظمة خالق الكون في آخر لحظة قبل استيقاظي من هذا الحُلم، الذي كان حُلْما ميتافيزيقيا علقتُ فيه لزمن رغم أنه لم يكن زمن بعد، وقتما وجدت نفسي في فراغ كوني ذات حُلْمٍ غلبتْ عليه الميتافيزيقية بأبعادها الإحدى عشرة …