التحرشات الجنسيّة، جرائم تؤرق مجتمعنا العربي والمبكي انّ الملام فيها هو الضحية!
تاريخ النشر: 26/09/20 | 23:58بقلم: عبير ابو تنها
لا بد أنّ جميعنا، رجالا ونساءً، نذكر الحملة العالمية الشهيرة “مي تو”، والتي هدفت إلى فضح وكشف قضايا التحرشات الجنسيّة عالميًا، وانضمت إليها نساءً فلسطينيات من داخل إسرائيل.
قد يظن البعض أنّ الحملة توقفت، وهذا بسبب قلة الحديث عنها، وقلة النشاط في مجال مواجهة ومناهضة التحرشات الجنسيّة، إلا أنه مؤخرًا لفت نظري نشاط خاص لمنصة تدعى “أكثر من 30” وتهدف إلى تحرير أصوات النساء ضحايا اعتداءات جنسية في إسرائيل، حيث يأتي النشاط بعد أنّ أقدم عدد من الأفراد يقدر عددهم بـ 30 على اغتصاب ضحية قاصر في فندق في إيلات.
وتشجع المنصة النساء على الإشارة وكشف هويات المتحرشين جنسيًا في محيطهن، مؤكدة أنّ كل مرأة تعرف على الأقل 30 متحرش جنسي في محيطها.
اثر الحادثة، ونشاط المنصة، كما جهود في الميدان حركتها جمعيات نسوية، تضاعفت مؤخرًا شهادات الاعتداء والتحرش الجنسي على شبكات التواصل الاجتماعي في إسرائيل، مما خلق نوعًا من النقاش المؤيد والمعارض للموضوع، لا سيما فضح المتحرش.
ولا بد في السياق أنّ نذكر أنّ مجتمعنا التقليدي والمحافظ يحاول التستر على المجرم، بل وأنه يتمادى بتجريم الضحية بالتحرش الجنسي!
للتوضيح، التحرش الجنسي عنف يجبر الطرف الاخر، وهو الضحية، على انتهاك جسده/ا او بالكلام ذو محتوى جنسي ولا يقتصر فقط على النساء وانما على الأطفال أيضا! وكما رأينا ذلك في عدة حوادث أخيرة تم النشر عنها.
وكذلك هو محاولة للحصول على فعل جنسي بطريقة العنف او الاجبار، ويعتبر أكثر انتهاكا لحقوق الانسان فالعنف الجنسي ممكن يحدث لأي شخص وباي مكان كان.
أحد أسباب الجذرية للعنف الجنسي تكمن في الهيكل الاجتماعي الذي يتسم بعدم المساواة الجندرية حيث تسيطر الذكور وتستغل البنات في اغلب الأحيان، فيخلق صدمه لدى الضحية تتضمن ذلك مشاعر سلبيه تجاه الاخرين والرغبة في الانتحار والغضب والاكتئاب.
ومن الأسباب التي تمنع الضحية بعدم الإفصاح وهو المحيط وتلقي اللوم من المجتمع وعدم الوعي تجاه الإجراءات التي يمكن اتخاذها بحق المعتدي. وكذلك حتى لو كانت تربطهم علاقة زواج فاغتصاب الزوجة الذي يتم دون موافقة الزوجة يعتبر اعتداء جنسي حنى لو لم يتم استخدام العنف.
غالبا عواقب العنف الجنسي غير عادلة وتنصف المعتدي في اغلب الأحيان تحت مبررات غير انسانية، ونرى مستوى الكشف عنه من دولة لدولة يختلف وذلك بسبب ان العنف الجنسي مجال مهمل من قبل الأبحاث وأصحاب السطات في الدولة .
برأيي، حاليًا وحتى تشريع قوانين تطبق القانون في مجال التحرش الجنسي، يجب على الاهل ووزارة التربية والتعليم تخصيص وقتا للتربية الجنسية والشرح عنها بشكل واضح لكي نرفع نسبة الوعي بهذا الاتجاه ولا يتم استغلالنا. فجميعنا نطمح لمجتمع واعي وامن .