وفاة الفدائي والأسير المحرر عبد الحي عبد الرازق أبو عيطة “أبو عماد”
تاريخ النشر: 29/09/20 | 18:10(1956م – 2020 م )
بقلم : سامي إبراهيم فودة
قال تعالى:- “مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا “… صدق الله العظيم
إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة وذكرى طيبة لرجل من رجالات الوطن وفدائي من مغاوير مقاتلين الثورة الفلسطينية بقوات التحرير الشعبية في مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود في شمال غزة الفدائي والاسير المحرر المرحوم/ عبد الحي عبد الرازق أبو عيطة “أبو عماد” والذي وافته المنية مساء يوم السبت الموافق 26/9/2020م اثر تعرضه لحادث عرضي في مشروع بيت لاهيا نقل على أثرها للمستشفى الإندونيسي وتم نقله إلى مستشفى الشفاء جثة هامدة وعرضه على الطب الشرعي عن عمر يناهز 64 عاماً.
كان لي شرف اللقاء والحديث مع الفدائي القدير والمناضل المبجل والأسير المحرر المرحوم/ عبد الحي عبد الرازق أبو عيطة في منزلة بتاريخ 22/1/2018م ودار حديث صحفي معه عن حياته الفدائية في فترة السبعينات وما بعدها من محطات مرت في حياته الشخصية,
ولد الفدائي الأسير المحرر المرحوم/ عبد الحي عبد الرازق أبو عيطة المكنى بــ “أبو عماد” والحركي هتلر في مخيم جباليا مخيم الثورة والصمود “بلوك 2″المقابل للنادي خدمات جباليا مقر سكناه ومسقط رأسه بتاريخ 21/3/1956م وقد والد يتما هذا الشبل من ذاك الأسد الأشم الفدائي عبد الرزاق والذي استشهد في عام 1965م على أرض الوطن في أحد العمليات الفدائية مع المجموعات الفدائية التي شكلّها “البكباشي” مصطفى حافظ, وجري اعتقال أبو عماد وهو في سن السادسة عشر ربيعا بتهمة تصفية العملاء بتاريخ 1/3/1972م وبقي موقوف بدون حكم يتردد على المحاكم 4 شهور حتى صدر حكم بحقه مدي الحياة بعد أن امضي في سجون الاحتلال 13عام قضاءها متنقلاً بين السجون منها سجن كفاريونا- وسجن غزة المركزي وبئر السبع وعسقلان وقد تم الإفراج عنه من سجن عسقلان في صفقة تبادل الأسرى احمد جبريل بتاريخ20/5/ 1985م.
نشأ الفدائي البطل المرحوم عبد الحي أبو عيطة في مخيم الثورة وترعرع وسط أسرة فلسطينية لاجئة مناضلة محافظة على تقاليد المجتمع الفلسطيني وملتزمة بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف وبشهادة الجميع كان مشهود له بالاستقامةِ ونظافَةِ اليَدِ ويأتي الفدائي عبد الحي أبو عيطة في الترتيب الثاني من بين إخوته وأخواته فتحي- فايز- فايزة- نجلة فهو متزوج وأب وله من الأبناء ولد وستة بنات وترجع أصول جذور عائلته إلى بلدة نجد في فلسطين المحتلة عام 1948م التي هاجروا منها بقوة السلاح كباقي العائلات الفلسطينية إلى قطاع غزة ليستقر بهم المطاف للسكن في مخيم جباليا بلوك d”2″ وحاليا محل سكناهم سكان مشروع بيت لاهيا بالقرب من مسجد صلاح شحادة, حيث تلقى تعليمه الدراسي في المرحلة الابتدائية في مدرسة أبو حسين والفاخورة والإعدادية في مدرسة جباليا وأكمل مراحل تعليمة الدراسي الثانوية في سجن بئر السبع
محطات مضيئة في حياة الفدائي الأسير المحرر المرحوم:- عبد الحي أبو عيطة
التحق الفدائي عبد الحي أبو عيطة لصفوف قوات التحرير الشعبية في عام 1971م ضمن خلية تنظيمية بقيادة الفدائي الاسير المحرر محمود زيدان أبو جهاد والمكونة من عمر زيدان ورشاد ياغي والشهيد الفدائي محمد البصيلي وكانت بداية العمل الفدائي في إطار طابع السرية وقد أصبح من المطاردين والملحقين لقوات الاحتلال ومخابرات الشين بيت بعدما قام العدو الإسرائيلي بمحاصرة المنطقة ومداهمة منزلهم وكان الفدائي عبد الحي أبو عطية ساعة الاقتحام خارج المنزل بعد استشهاد الفدائي الشهيد عبد المجيد نوفل تولي قيادة المجموعة الفدائي الأسير المحرر/ عبد الحي أبو عيطة فهو كان من الاشبال الذين تربوا مع العناصر الفدائية في قوت التحرير الشعبية ومعه رفيق الدم والسلام محمود أبو لبن واستكمالا لمسلسل الإرهاب وتواصل العمل الإجرامي قام الاحتلال الصهيوني بقوة السلاح بإخراج أفراد الأسرة من المنزل وجرى هدم منزل العائلة وتسويته بالأرض مما جعلهم يسكنوا مؤقت عند عائلة طافش بالمخيم وبعد فترة تمكنت العائلة من شراء منزلهم لهم في نفس المخيم والبلوك”2″
كيفية اعتقال الفدائي الأسير المحرر:- عبد الحي أبو عيطة
جري اعتقاله بتاريخ 1/3/1972م حيث كان يتواجد في قاعدة لإيواء الفدائيين في مستشفى الأهلي العربي” المعمداني “في مدينة قطع غزة مع الفدائي الأسير المحرر محمود زيدان أبو جهاد وفدائي أخر من عائلة طافش كان هو المشرف عليهم وكانت الظروف الأمنية في ذاك الوقت لا تسمح لهم في كل وقت بالخروج بأسلحتهم بسبب انتشار دوريات العدو الإسرائيلي بكثافة, وبتاريخ هذا اليوم خرجوا الفدائيين من مستشفى المعمداني بدون أسلحتهم وكان برفقته الفدائي محمود زيدان وتوجهوا إلى منطقة النصر والتي كانت هي منطقة برص مكشوفة,
وفجاه تم محاصرتهم بالمنطقة من قبل دوريات العدو والقوا القبض عليهم وتم اعتقالهم إلى سجن غزة المركزي وجري التحقيق معهم واعترف على قيامة بتنفيذ العديد من العمليات التصفية بعملاء المتعاونين مع قوات الاحتلال الإسرائيلي وبقي يتردد على المحاكم بدون حكم 4 شهور وبعدها صدر بحقه حكم مدي الحياة وتم ترحيله إلى “سجن كفاريونا” وشارك المعتقلين في الإضراب عن الطعام لمدة أسبوع ومضي داخل السجن سجن بيت ليد العام وبعدها جري ترحيله إلى سجن بئر السبع ومكث فيه عشر سنوات وخاض العديد من الإضراب عن الطعام,
وبعدها جري رحيله إلى سجن عسقلان ومنه جري الإفراج عنه في صفقة تبادل الأسرى احمد جبريل بتاريخ20/5/ 1985م مع مئات الأسرى المحررين من سجون الاحتلال وتحركت بهم الباصات إلى مطار اللد ومنه قلعت طائرتين إلى سويسرا”جينيف”وانتقلوا من جنيف إلى ليبيا وقد قرر اختيار المملكة الهاشمية الأردن وامضي فيها عشر سنوات وهناك تزوج من سيدة فلسطينية من مخيمات الشتات كان يسمي بمخيم شلنر “أو مخيم حطين ” وكان يتقاضى راتبه من م- ت- ف بالساحة الأردنية وعندما عاد إلى أرض الوطن 1995م انتقل راتبه على قيود مرتبات السلطة الوطنية وقد التحق للعمل في جهاز الأمن الوقائي وعمل ضابط أمن في جامعة الأزهر وتقاعد بقرار من السيد الرئيس بالتقاعد المبكر1/3/2008م على رتبة عقيد..
نظرة الوداع الأخيرة .. لرحيل الفدائي والمناضل الاسير المحرر :- عبد الحي أبو عيطة
شارك في تشييع جنازة المرحوم “أبو عماد “كبار الشخصيات القيادية من حركة فتح والقوى الوطنية والإسلامية وألقيت نظرات الوداع الأخيرة عليه من قبل عائلته، وأقيمت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة العشاء في ساحة الشهيد أنور غزيز مشروع بيت لاهيا ودع جثمانه الطاهر الآف من أبناء شعبنا وسار المرحوم ابو عماد في موكب جنائزي مهيب خيمت عليه أجواء الحزن إلى مثواه الأخير حيث وارى الثرى في مقبرة بيت لاهيا, وأقيم للمرحوم بيت عزاء في منزلة في مشروع بيت لاهيا بالقرب من مسجد صلاح شحادة. وقام بتقديم واجب العزاء عامة الناس ورجال الإصلاح والوجهاء والمخاتير واعيان البلد والشخصيات الوطنية والاعتبارية..
بقلوب ملؤها الحزن والأسى وبالأصالة عن نفسي وعائلتي أتقدم بخالص العزاء لعائلة الفقيد المرحوم/ أبو عماد سائلين المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان”
يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ”
وإنا لله وإنا إليه راجعون
…