الرويس وخربة الوطن وعقوبات العراقيب…. ومنهجية النضال!
تاريخ النشر: 30/09/20 | 19:00بقلم المهندس سليمان أبوهاني
غدا واضحاً أنّ إنجازات نضال الرويس وخربة الوطن، والعراقيب من قبلهم، تكمن في تكوين لَبِنات نضال نوعية جديدة تتميز بتطوير الوعي الجماعي وثمراته الملموسة على أغلب طبقات الأجيال في المجتمع العربي في النقب.
إن من دوافع النضال أعلاه أن يدرك الإنسان العربي في النقب ضرورة تذويت قضاياه في حاضره الفردي والجماعي وأنّ أولويات السلطة ليست بالضروره أولوياته هو ،ولا في “كتالوج” فُتاتِها المقترح ما يستجيب لأدنى احتياجاته.
إنّ المتابع لمثل هذا التنامي في نضال عرب النقب لا بد له أن يصل إلى نتيجة واحدة أنّ ما دفع الجهات الرسميه الى بث دعاية “الاعتراف” بخربة الوطن هو خشية تنامي مِثل هذا النضال المتسم بالعزم المتواصل للحد من المعاناة التي يواجهها الناس في كل لحظة على أرض النقب ووضع قضايا عرب النقب وعلى رأسها الأرض في حيز أعلى مما هي عليه في دائرة الرأي العام.
لا شك أن وتيرة التسارع في حركة الأحداث الأخيره ومنها اعتراف رئيس الحكومة الإسرائيلية نتنياهو بأن مقتل الشهيد يعقوب أبو القيعان كان إخفاقاً صرفاً في عمل الشرطة بما في ذلك تبرئة ساحته بشكل جذري ونهائي، لهو لَبِنة أخرى في بناء الوعي الفردي والجماعي والثقه بالنفس، وبالذات قوة الإدراك أنّ هذا النضال هو حبل النجاة الأول والأخير، وأنّ عرب النقب يواجهون في الناحية الاخرى من لا يأبه باستعمال أي آلية لمحو حقهم التاريخي الأصيل من على وجه الأرض!
إنّ هذا التجاهل السلطوي الشامل والتام لتوفير أدنى مقومات الحياة ليؤدي بالضرورة إلى تعاظم إدراك
أهل النقب لرداءة الظروف المعيشية التي يعانون منها، والتي لا يوجد لها مثيل في العالم بأسره ،أذ أنك لا تكاد ترى في أي دولة من دول العالم “الحر” من يرزح تحت سيادته “مواطنون” يفتقرون لأدنى مقومات الحياة كما هو حال القرى مسلوبة الاعتراف.
ليس هذا فحسب، فإنّ ما يزيد هذا السيناريو غرابةً ويجعله غير مسبوق بين دول العالم”المتحضر” هي الوتيرة العالية لهدم البيوت في النقب وإبادة قرى بأكملها ووضع أهلها في غياهب المجهول حتى دون أدنى متابعة من أي جهة رسمية مختصة في ناحية الأبعاد النفسية والاجتماعية على طبقات الجيل المعرضة للتأثر بهذه التجاوزات ،من أطفال ونساء!
ورب ضارة نافعة، إذ أنه ليس هناك أدنى شك أنّ لصور المعاناة هذه أكبر الأثر في تعاظم الجانب النضالي لدى كافة مركبات المجتمع العربي في الجنوب.. حيث أصبحنا نرى جميع شرائح الأجيال تمسك براية النضال، ومن أكثرها عزماً على سبيل المثال الحرائر والماجدات من أمهاتنا وأخواتنا.
إنه حين يدرك ابن النقب أنه “يتبوأ” مرتبة ليس لها مثيل بكونه صاحب اكبر فجوة حقوقية على وجه الأرض ( باعتبار انه يفتقر لادنى حقوق الحياة في دولة تعد نفسها في مصاف دول الرفاه او
دول ال oecd!!) فإنك لا ترى صور “مواطنة” شبيهه في فرنسا،ألمانيا أمريكا أو اي دولة رفاه أخرى ، كما هو حال عرب النقب الذين يفترشون أرضهم ويلتحفون سماءهم .
إذن، ومن منطلق المسؤوليه القصوى تجاه هذا الجزء الأصيل من أرض بلادنا، لا بد لكل مكونات النضال في النقب من الالتفاف لبناء حاضنة سياسية تلبي متطلبات النضال والاستعداد لنسائم التغيير المتوج بعزم الطائفة الصابرة والمرابطة من رجال العراقيب الملاحَقين يومياً والتي أنزلت بهم مؤخراً المحكمة الاسرائيلية عقوبات ظالمة وغير مسبوقة متمثله بالسجن الفعلي والغرامات المالية الباهضة لحملة لواء الثبات فيها، وعلى رأسهم الشيخ صياح الطوري وسائر رفقائه في النضال، ولكن مهما أرغت المؤسسة الإسرائيلية وأزبدت فإن أهل النقب على أرضهم ثابتون صامدون ولا يساومون على إرث الآباء والأجداد.