المصالحة الوطنية الفلسطينية خيار استراتيجي
تاريخ النشر: 05/10/20 | 10:36بقلم : سري القدوة
الاثنين 5 تشرين الأول / أكتوبر 2020.
جددت القيادة الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة فتح خلال الاجتماع المنعقد مؤخرا على مستوى اللجنة المركزية على الموقف الفلسطيني الثابت والواضح الرافض لكل المخططات والمؤامرات الهادفة لتصفية قضيتنا الوطنية، وفي مقدمتها ما يسمى صفقة القرن ومخططات الضم الاسرائيلية المنبثقة عنها، ولقد اكدت القيادة الفلسطينية على الموقف الفلسطيني الواضح بما يتعلق بخطاب الرئيس محمود عباس الذي القاه امام الدورة الـ75 لاجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة، والذي أكد فيه على الصمود والثبات الفلسطيني في وجه ما تتعرض لها قضيتنا الفلسطينية من محاولات للقضاء على المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود العام 1967.
ان صمود جماهير الشعب الفلسطيني بكل مكوناتها السياسية ووقوفها خلف القيادة الفلسطينية هو الضامن الوحيد والأساسي في افشل كل المخططات التي تحاول حكومة الاحتلال فرضها لضم الارض الفلسطينية وسرقتها بدعم مباشر من الادارة الامريكية التي تصر على مخالفة قرارات الشرعية الدولية كافة المتعلقة بالقضية الفلسطينية، وفي نفس السياق لا بد من التأكيد على أن تحقيق السلام العادل والشامل يمر فقط عبر الامتثال للقانون الدولي والشرعية الدولية، والتطبيق الكامل لمبادرة السلام العربية التي تنص بكل وضوح على وجوب انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية قبل القيام بتطبيع العلاقات مع دولة الاحتلال .
ان جميع المحاولات الرامية الي الالتفاف على مبادرة السلام العربية مرفوضة، ومخالفة لقرارات القمم العربية والإسلامية ولمبادرة السلام العربية، وان الموقف الفلسطيني هو ما تعبر عنه القيادة الفلسطينية ممثلة بمنظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، والتي لم تعط الإذن لأحد للتكلم باسم الشعب الفلسطيني وقيادته، وهي قادرة على الدفاع بكل قوة عن المشروع الوطني الفلسطيني الذي ضحى الالاف من شهدائنا وجرحانا ومناضلينا بدمائهم في سبيل تحقيقه، ولا بد من اعادة التأكيد مجددا من الدول العربية الشقيقة إلى ضرورة التمسك بالمبادرة العربية للسلام والتي أطلقتها المملكة العربية السعودية عام 2002، حيث انها قائمة اساسا على توفير السلام والاستقرار في المنطقة والحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني .
إن استمرار الاحتلال الاسرائيلي بتطبيق سياسته القائمة على الاستعمار الاستيطاني التوسعي يعكس الانقلاب الأميركي الإسرائيلي الممنهج على القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها، ومرتكزات المنظومة الدولية برمتها في ظل استمرار الصمت الدولي المريب وهو ما يمنح الاحتلال الضوء الاخضر في بتنفيذ مخططات صفقة القرن الامريكية وتطبيقها من طرف واحد وخاصة في ظل عدم وجود رادع وموقف دولي من هذه السياسات العنصرية الاستيطانية والعدوان على الحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني .
وهنا لا بد من التأكيد مجددا على اهمية الموقف الفلسطيني الثابت على صعيد المصالحة الوطنية الفلسطينية كخيار استراتيجي ثابت لا حياد عنه وان خيار الشراكة الوطنية خيار لا رجعة عنه، وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي تمر بها القضية الفلسطينية وأهمية الشراكة النضالية في مواجهة صفقة القرن والضم ومخططات الاحتلال القائمة وضرورة تصعيد المقاومة الشعبية والعمل على تطوير اشكال النضال الوطني الفلسطيني وبناء المؤسسات الفلسطينية في اطار وحدة الموقف والشراكة الوطنية المبنية على اسس سليمة وواضحة ودعم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني من خلال اجراء الانتخابات الحرة والنزيهة علة قاعدة التمثيل النسبي الكامل في كل الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس الشرقية، وصولا الى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس .